محلل سياسي: تجنيد الأطفال من قبل الحوثي انتهاك صارخ وتهديد لمستقبل اليمن
محلل سياسي: تجنيد الأطفال من قبل الحوثي انتهاك صارخ وتهديد لمستقبل اليمن

تواصل جماعة الحوثي المسلحة في اليمن ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الأطفال، من خلال تجنيدهم واستخدامهم في الصراع الدامي الذي تعاني منه البلاد منذ أكثر من تسع سنوات.
وتشير تقارير حقوقية محلية ودولية، أن الجماعة جنّدت أكثر من 35 ألف طفل منذ بداية النزاع، تم إرسال الآلاف منهم إلى جبهات القتال، دون أي اعتبار لبراءتهم أو حقهم في التعليم والحياة الآمنة.
وبحسب تقارير منظمة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، فإن الحوثيين يستخدمون الأطفال في مهام عسكرية واستخباراتية، منها زرع الألغام والعبوات الناسفة، وحراسة المواقع، بل وحتى كدروع بشرية في بعض المعارك. وقد وثّقت الأمم المتحدة 1,100 حالة تجنيد لأطفال خلال عام 2023 فقط، معظمها في مناطق سيطرة الحوثيين.
وفي ظل الأزمة الإنسانية الطاحنة التي يعيشها اليمن، يضطر آلاف الأطفال إلى ترك مقاعد الدراسة والانخراط في صفوف الجماعة، حيث يُستدرجون عبر دورات طائفية أو يُجبرون قسرًا على الانضمام، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل.
من جانبه، أكد المحلل السياسي اليمني د. ماجد القعيطي، في تصريح خاص لـ"العرب مباشر"، أن استمرار جماعة الحوثي في تجنيد الأطفال هو "جريمة حرب تهدد نسيج المجتمع اليمني ومستقبل أجياله القادمة".
وأضاف: "هذه الممارسات لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تدمر البنية الاجتماعية وتعزز ثقافة العنف بين الأطفال الذين يُحرمون من أبسط حقوقهم".
وشدد القعيطي على أن المجتمع الدولي ما يزال متقاعسًا في مواجهة هذه الجرائم، داعيًا إلى تحقيق دولي شفاف وفرض عقوبات رادعة على قيادات الجماعة المسؤولة عن هذه الانتهاكات.
كما دعا إلى تسريع المساعي السياسية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، مؤكدًا أن حماية الأطفال يجب أن تكون أولوية في أي حل سياسي قادم.
وتستمر منظمات دولية ومحلية في توثيق الانتهاكات الحوثية بحق الأطفال، وسط مناشدات متكررة بضرورة التحرك الجاد لحماية هذه الفئة الضعيفة من الاستغلال العسكري والسياسي في واحد من أكثر النزاعات دموية في العصر الحديث.