ضربة قوية.. كيف يؤثر مصرع إبراهيم رئيسي على منطقة الشرق الأوسط؟
يؤثر مصرع رئيسي على منطقة الشرق الأوسط
أعلنت إيران عن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث الطائرة التي أثير حولها جدلاً كبيراً، وقد انتهت حالة الغموض التي دامت إلى ما يقرب من 24 ساعة عقب سقوط طائرة هليكوبتر، ظهر أمس، أقلته برفقة عدد من المسؤولين في شمال غربي البلاد بعد إعلان مقتله وكل من كانوا على متنها.
إعلان مقتل رئيسي فتح أبواب جديدة من الأزمات التي ضربت المنطقة مؤخرًا، حيث هناك دلالات حول مقتله وجميع مرافقيه ومنهم وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان، والذي كان العنصر الأبرز في السياسة الخارجية الإيرانية مؤخرًا مع اشتعال المنطقة بحرب غزة الأخيرة.
فشل سياسي خارجي لإيران
وعانت إيران فترة حكم إبراهيم رئيسي فشلاً كبيرًا خاصة في الملف الأمريكي، حيث عجزت إيران بقيادة المرشد علي خامنئي ورئيسي في اقناع الولايات المتحدة بالعودة عن قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، وكذلك تم فرض المزيد من العقوبات على إيران.
الفشل الخارجي الإيراني بات كبيراً في ظل عجزها تعبئة الدول الغربية الأخرى الموقعة على الاتفاق من أجل إحيائه، وكذلك الدخول في مواجهات كان آخرها إطلاق صواريخ ومسيرات نحو إسرائيل في عملية فاشلة.
وفي ظل ذلك كانت تحركات طهران على محورين، تمثل الأول في الذهاب نحو الشرق باتجاه روسيا والصين، والتقارب مع تركيا، والأهم من ذلك محاولات إعادة العلاقات مع السعودية والدول الخليجية.
بينما برزت ملامح هذا التوجه مع انفجار الحرب في غزة، حيث قدمت طهران دعمًا غير مباشرٍ، وفي إطار حدود واضحة، لحركة حماس في مواجهتها مع إسرائيل.
ماذا سيحدث بالشرق الأوسط؟
أكدت تقارير عالمية بأن غير المتوقع أن تتأثر السياسة الخارجية لإيران في الشرق الأوسط أو تجاه إسرائيل الولايات المتحدة بعد وفاة رئيسي وعبد اللهيان، والمرشد الأعلى آية الله خامنئي، قد أعلن تعيين علي باقري، الذي تربطه علاقات عائلية وثيقة مع خامنئي وقاد في السابق الوفد الإيراني في المحادثات النووية مع الغرب، وزيرًا للخارجية خلفًا لعبد اللهيان، وهو ما يفيد طهران في ملفها النووي.
كما أن وفاة رئيسي لن تؤثر على استراتيجية عمل إيران، ولكن عملية انتقال السلطة وسط الاضطرابات الحالية في الشرق الأوسط يشكل تحديًا إضافيًا أمام إيران.
ويقول المحلل السياسي مختار غباشي: إن سياسة طهران ستظل كما هي قبل وبعد وفاة رئيسي وحتى الرئيس القادم فلن يستطيع أحد في إيران مواجهة المرشد والدخول في معترك معه، وسيظل ولاء حزب الله والحوثيين ومليشيات العراق واضحاً لطهران.
وأكد غباشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن في إيران المرشد هو الحاكم وليس رئيس الدولة، وكذلك سياسات الحرس الثوري تأتى عن طريق المرشد وليس الرئيس، والمواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل ستظل كما هي، وكذلك دعم حماس في مواجهة إسرائيل بهدف الضغط على إسرائيل العدو الأكبر مع أمريكا لإيران.