طعام الحرب.. السودانيون يواجهون الصراع والجوع

يواجه السودانيون الصراع والجوع

طعام الحرب.. السودانيون يواجهون الصراع والجوع
صورة أرشيفية

أزمات إنسانية ووضع يعد الأسوأ بالعالم حالياً، مع استمرار الاقتتال في السودان منذ منتصف أبريل اندلعت حرب ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان، خلفت وراءها المزيد من القتلى والجرحى وبيوتاً بلا طعام أو مياه صالحة للشرب.

وتعد الحرب الدائرة بين الطرفين المتنازعين على السلطة هي الأخطر في العقود الأخيرة بالسودان، وأجبرت الملايين على النزوح تاركين بيوتهم وأولاهم، ولكنّ العالقين هم من في أزمات أكبر بداية من طلقات النيران والقصف المستمر بجانبهم إلى أزمة الغذاء المستمرة في البلاد.

النساء تظهر وقت الشدة

وفي موقف إنساني بحت يتقاسم نساء السودان الطعام سوياً كما يتم عمل وجبات عن طريق طهيها في الساحات العامة داخل الأحياء السكنية في أبهى صيغ التكافل الاجتماعي الذي طالما تميز به أهل هذا البلد.

وتحاول النساء في الخرطوم التغلب على جزء من المصاعب المعيشية في ظل نقص حاد في الإمداد الغذائي بعد توقف كامل للأشغال وغياب الرواتب للعاملين في القطاعين العام والخاص، بينما لم يتسنَّ وصول المساعدات الإنسانية لعدم وجود مسارات آمنة نتيجة احتدام المواجهات العسكرية.

سلة غذاء العالم تعاني من الجوع

والبلاد التي كانت سلة للغذاء في العالم، أصبحت في أزمات كبرى نتيجة للجوع ، وهو ما دعا المتحدثة الإعلامية باسم برنامج الغذاء العالمي، عبير عطيفة، للقول: إن الوضع الإنساني في السودان مقلق للغاية، كما لا يوجد إحصائية دقيقة عن أعداد اللاجئين أو النازحين من السودان، هرباً من النزاع في البلاد. وطالبت بوقف النار في السودان لتجنب أن يصبح الوضع أسوأ مما هو عليه.

ويعاني السودان من آثار انعدام الأمن الغذائي، منذ وقت يسبق أزمة الاشتباكات المسلحة الدائرة في العاصمة وأماكن شتى على طول البلاد وعرضها؛ إذ يحتاج نحو 4 ملايين امرأة وطفل دون الخامسة إلى مساعدات إنقاذ وتغذية خلال عام 2023، بحسب تقديرات أممية.

أزمات العالقين مستمرة

ويعيش العالقون أوضاعاً معيشية قاسية بعد أن نفد المخزون الغذائي لغالبية العائلات، وهو ما دفع مجموعات شبابية إلى قيادة مبادرة طهي الساحات حتى يتمكنوا من تقاسم الكميات القليلة من الطعام فيما بينهم، ومع شح الإمكانات لم يجد المتطوعون غير البليلة العدسية وهي واحدة من مجموعة البقوليات، لطهيها، والتي تسد جوع الجميع في البلاد.

والمبادرة تؤكد على أن السكان تناولوا وجبة واحدة في اليوم على الأقل، وبخلاف ثمن الوجبة الرخيص لها قيمة غذائية عالية، وتعتبر "البليلة العدسية" واحدة من أنواع البقوليات يتم إنتاجها من المشاريع المروية في السودان وهي ذات قيمة غذائية عالية لدرجة جعلت بعض الأطباء ينصحون بها مرضاهم خاصة الذين يعانون فقر الدم، لكن بعد اندلاع الحرب صارت وجبة رئيسية تؤكل مع الخبز.

وتقول الإعلامية السودانية، داليا إلياس، إن قضية تأمين سلة الغذاء للمواطن السوداني، مثل غيره من مواطني الدول الأخرى، من أهم القضايا ذات الأولوية للحكومات لارتباطها بالجوانب المعيشية اليومية له، ومع وجود الحرب أصبح هناك ملايين البشر بلا طعام ولكن في وقت الشدة يظهر معدن المواطن السوداني.

وتضيف إلياس في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": 
أن المبادرات السودانية للطعام في الخرطوم تسعى لإيجاد مواد تموينية للأسر في ظل هذه الظروف الصعبة، لكن لم نستطع الوفاء باحتياجات الجميع في ظل ضعف الإمكانات، كما أن الجميع حالياً يقلل من كميات الطعام التي يستهلكها؛ أملا في أن يستمر مخزونها لأكثر من يومين على الأقل فبدلا من وضع صنفين مختلفين على المائدة كما اعتادوا وقت الإفطار في شهر رمضان، تقوم الأسرة باستهلاك صنف واحد فقط خلال الوجبة.