هل تملك مصر والإمارات مفتاح حل الأزمة السودانية؟
تسعي مصر والإمارات إلي حل الأزمة السودانية
رفضت الفصائل المتحاربة في السودان كافة محاولات الهدنة التي توسطت فيها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، من أجل إنهاء الصراع المستمر منذ شهرين تقريبًا ما يهدد بدفع البلاد إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
مفتاح الحل
وأفادت صحيفة "تليجراف" البريطانية بأنه لا يبدو أن أياً من الفصيلين لديه النية لإنهاء الأزمة في المستقبل القريب، حيث يرى المراقبون أن وجود بعض أهم اللاعبين الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط في المحادثات وعلى رأسهم مصر والإمارات قد يكون هو المفتاح السري للتقدم، حيث تملك كلا الدولتين أدوات دبلوماسية قوية للغاية نجحت في حل العديد من الأزمات الإقليمية من قبل.
وتابعت: إنه بعد شهرين من الحرب، تندفع ثالث أكبر دولة في إفريقيا وعدد سكانها البالغ عددهم 49 مليون نسمة -ما يقرب من مليوني شخص منهم قد فروا بالفعل من ديارهم- نحو أزمة إنسانية أعمق حيث تتعرض مزارعها لخطر الفشل وتعذر وصول المساعدات الإنسانية للكثير من المحتاجين كما تحولت مساحات شاسعة من العاصمة وغرب السودان إلى منطقة حرب.
أدوات دبلوماسية قوية
وقال مجدي الجزولي المحلل في معهد ريفت فالي: "لن يتفاوض أحد بجدية حتى يشعر أن التوازن العسكري لم يعد متحركا، لأن الديناميكية الداخلية لهذه الحرب تتعدى قليلاً ما يمكن أن يؤثر عليه الفاعل الخارجي".
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، بأنه عقب انتهاء الهدنة الأخيرة التي استمرت 24 ساعة، واجه سكان الخرطوم والعاصمة تجدد قصف المدفعية والاشتباكات، وتوسطت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، محادثات في مدينة جدة الساحلية السعودية، لكن كل هدنة مؤقتة انتهكت حتى الآن رغم أن الجانبين يقولان إنهما ملتزمان بالمفاوضات ورغم العقوبات الأميركية.
ويقول دبلوماسيون مطلعون على المحادثات: إن عملية جدة كانت تتعثر جزئيًا بسبب غياب اللاعبين الرئيسيين، بما في ذلك مصر والإمارات، حيث تمتلك كلتا الدولتين أدوات تفاوضية ودبلوماسية قوية ومؤثرة للغاية في المنطقة، ونجحتا في حل الكثير من القضايا الإقليمية السابقة.
وصرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين بأن الأطراف الحالية في المحادثات قد نظرت في مشاركة أوسع، مضيفًا أن القاهرة وأبوظبي لديهما نفوذ كبير يمكن أن يكون مفيدًا في أي مفاوضات.
اشتراك مصري إماراتي
وقال دبلوماسي دولي مقيم في القاهرة: إن المنتدى الجديد بقيادة الاتحاد الإفريقي يهدف إلى إشراك الدول العربية والإفريقية في العملية، بما في ذلك مصر والإمارات، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان أي من البلدين مستعدا للتوسط في الأزمة أم لا.
وأكدت الوكالة الأميركية، أن الحرب تهدد بتمزيق الدولة السودانية وتقويض المنطقة بعد أربع سنوات من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بعمر البشير والتي جلبت الآمال في التغيير الديمقراطي بعد عقود من الاستبداد والعقوبات والصراعات الأهلية.
وقال السكان: إن غياب السلطات يثير الحنق على الأرض في العاصمة، ما يزيد الإحساس بأن من بقوا قد هجروا.
بينما يقول سكان العاصمة الذين يعانون بالفعل من أعمال النهب المتفشية ونقص الغذاء والدواء والوقود إنهم أصبحوا أكثر عرضة للمعارك التي ضلت طريقها إلى منطقة مجاورة مكتظة بالسكان، ومن المحتمل أن يصل عدد القتلى إلى الآلاف، على الرغم من انتشار السلطات في جميع أنحاء البلاد وإغلاق العديد من المستشفيات، ولكن يصعب التأكد من الأرقام الدقيقة.