الحوثيون يثيرون الغضب الدولي بتدريباتهم العسكرية وفشل تمديد الهدنة

أثار الحوثيون الغضب الدولي بتدريباتهم العسكرية وفشل تمديد الهدنة

الحوثيون يثيرون الغضب الدولي بتدريباتهم العسكرية وفشل تمديد الهدنة
صورة أرشيفية

حذر المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، من "العودة إلى الحرب" في هذا البلد الفقير، وذلك بعد فشل تمديد هدنة وقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها الشعب اليمني بسبب الحرب.

تحذيرات أميركية

وأعرب الدبلوماسي الأميركي المكلف بالمساعدة في إنهاء الحرب الأهلية الطاحنة في اليمن والتي أودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص وتركت غالبية سكان البلاد معتمدين على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، يوم الأربعاء الماضي عن أسفه لانتهاء وقف إطلاق النار الذي دام ستة أشهر دون أن يصدر أي قرار بشأنه وذلك بحسب تقرير لشبكة "سي بي إس" نيوز (cbs) الأميركية.

 وقال المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ للصحفيين في إحاطة هاتفية من وزارة الخارجية: إنه يخشى أن يؤدي الفشل في التوصل إلى اتفاق سلام جديد إلى "العودة إلى الحرب"، محذرًا من أن استئناف القتال بين الحكومة اليمنية والحوثيين المدعومين من إيران، لن يجلب سوى الخسائر والدمار في اليمن وسيخلق المزيد من الارتباك بشأن مسار حلّ هذا الصراع.

وأوضح الحوثيون، الذين ألقى ليندركينغ باللوم عليهم في فشل المفاوضات، لشبكة "سي بي إس" أنه من المرجح أن يستأنفوا أعمال القتال محذرين من "عودة وشيكة للعمليات العسكرية". 

وقالت الشبكة إن الدبلوماسي الأميركي المخضرم تحدث بعد فترة وجيزة من فشل ممثلين من الحكومة اليمنية والحوثيين في التوصل إلى اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار على مستوى البلاد الذي استمر ستة أشهر بوساطة الأمم المتحدة، وألقى باللوم على الحوثيين، متهماً إياهم بـ "فرض مطالب متطرفة ومستحيلة لا تستطيع الأطراف الأخرى تنفيذها بسهولة".

ضحايا الحرب

واعتبرت "سي بي إس" أن الهدنة حققت سلامًا نسبيًا في اليمن بعد سنوات من القتال الضاري في الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2015، مشيرة إلى أنه حتى نهاية عام 2021 ، خلف الصراع أكثر من 377 ألف قتيل، وفقًا للأمم المتحدة.


وقالت الأمم المتحدة: إن حوالي ثلثَيْ هؤلاء الضحايا ماتوا ليس بسبب الحرب الفعلية، ولكن نتيجة الأزمة الإنسانية الرهيبة التي ألحقها الصراع بالدولة الفقيرة "لأسباب غير مباشرة مثل نقص الغذاء والخدمات الصحية والبِنْية التحتية"، فقد تركت الحرب 73% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة معتمدين كليًا على المساعدات الإنسانية.
وأوضح ليندركينغ أن "العناصر الرئيسية للهدنة" ما زالت قائمة، لكن وردت تقارير عن عودة أعمال العنف "منخفضة المستوى" في جميع أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن "سفن الوقود مستمرة في تفريغ حمولتها في ميناء الحديدة"، في إشارة إلى استمرار عمل الميناء الذي يعد مركزا لوجستيا رئيسيا تحت سيطرة الحوثيين.

مطالب تمديد الهدنة

وأضاف المبعوث الأميركي: "سيكون هناك المزيد من الرحلات المدنية والتجارية من مطار صنعاء، فقد كانت هذه العناصر المحددة من الهدنة فعّالة للغاية وحققت نتائج ملموسة للشعب اليمني على مدى الأشهر الستة الماضية"، مشيرًا إلى أن إحدى النقاط الشائكة الرئيسية في المفاوضات الفاشلة حول تمديد وقف إطلاق النار كانت دفع رواتب موظفي الدولة اليمنيين حيث لم يتلقَّ الكثير منهم رواتبهم منذ سنوات.

وقال ليندركينغ: "لقد كان هذا مطلبًا أساسيًا للطرفين، وأن تكون لهما القدرة على دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية اليمنيين الذين لم يتقاضوا رواتبهم لسنوات عديدة مثل المعلمين والممرضات وموظفي الخدمة المدنية، وإذا رأينا مزيدًا من المرونة من جانب الحوثيين فإن هذا سيفتح الطريق لخيار السلام الأفضل بكثير لكِلا الطرفين".

وبحسب الشبكة طالب فريق التفاوض الحوثي بأن يحصل أفراد الشرطة والجيش وغيرهم من أفراد الأمن على رواتبهم المتأخرة أولاً، مؤكدة أنه من المتوقع أن يعود المبعوث الأميركي إلى المنطقة الأسبوع المقبل لمواصلة المفاوضات.


وقال المبعوث الأميركي الأربعاء: "نريد بقاء تلك القنوات مفتوحة، حيث يمكنهم الوصول إلى سلام دائم، وهذا هو السبب في عودتي إلى المنطقة قريبًا لمواصلة المشاركة الأميركية النشطة لاستكمال جهود مبعوث الأمم المتحدة".

وكشفت الشبكة الأميركية أن آمال المبعوث الأميركي للحصول على المزيد من المرونة من قِبل الحوثيين تلقت ضربة جديدة يوم الأحد الماضي قبل ساعات فقط من انتهاء الهدنة، فقد هدد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع شركات النفط الخاصة محذرًا إياهم من الاستيلاء على أصولهم وشركاتهم في حال مغادرتهم لليمن.

وكتب ساري عَبْر حسابه على موقع "تويتر" قائلا: "النفط ملك للشعب اليمني ويمكن استخدامه في دفع رواتب الموظفين".

وقال نصر الدين عامر، رئيس المركز الإعلامي المتحدث باسم الحوثيين لشبكة "سي بي إس نيوز": "هذا ليس مستحيلًا، نحن نطالب فقط بحق الشعب اليمني، فهؤلاء الموظفون لديهم أطفال وزوجات وعائلات يعولونها وعندما نطالب بهذه المدفوعات فهذا طلبٌ إنسانيٌّ". 

وألقى عامر باللائمة في الجهود الفاشلة لتمديد وقف إطلاق النار على الحكومة الأميركية إلى حدّ كبير، كما فعل الحوثيون بشكل دائم، فقد اتهم واشنطن بدعم الموقف "العنيد" للتحالف الذي تقوده السعودية قائلاً: "إنهم لم يلتزموا ببنود الهدنة، ومع انتهاء الهدنة ما زالوا عنيدين، لهذا أتوقع عودة العمليات العسكرية وهذا ليس تحليلاً بل إعلانًا رسميًا من قِبل قواتنا المسلحة" على حد قوله.