محلل سياسي: الوساطة الأميركية الحالية بين لبنان وإسرائيل فرصة حقيقية يجب استغلالها

محلل سياسي: الوساطة الأميركية الحالية بين لبنان وإسرائيل فرصة حقيقية يجب استغلالها

محلل سياسي: الوساطة الأميركية الحالية بين لبنان وإسرائيل فرصة حقيقية يجب استغلالها
المبعوث الأميركي

في ظل تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، تأتي زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين كفرصة جديدة قد تفتح نافذة للتوصل إلى تهدئة، من المقرر أن يبدأ هوكشتاين زيارته بلبنان، ثم ينتقل إلى إسرائيل في محاولة لدفع عملية دبلوماسية تهدف إلى وقف إطلاق النار، وفقًا لما أوردته هيئة البث الإسرائيلية.


تأتي هذه التحركات عقب نحو شهرين من تصاعد القصف المتبادل والهجمات التي خلّفت دمارًا كبيرًا على جانبي الحدود.


ورغم الجهود الدولية السابقة التي باءت بالفشل، يبدو أن الاقتراح الأميركي الجديد، الذي يتضمن خارطة طريق مفصلة، قد يحمل بوادر أمل، وسط حذر وترقب من الأطراف المعنية.

*تفاصيل المقترح الأمريكي.. خارطة طريق نحو التهدئة*


وفقًا لمسؤولين حكوميين لبنانيين، يشمل المقترح الأميركي 13 نقطة أساسية، دون أن تُفصح المصادر الرسمية عن التفاصيل الدقيقة.


يرتبط هذا المقترح بخارطة طريق تم وضعها بالتنسيق بين رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والمبعوث هوكشتاين في لقاء سابق.


يشير المقترح إلى وقف إطلاق نار يمتد لـ60 يومًا كبداية، مع إمكانية نشر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية، وهو مطلب طالما دعت إليه الأطراف الدولية، لتعزيز الاستقرار والحد من وجود الميليشيات المسلحة.


رغم هذا، يظل الجانب الإسرائيلي مترددًا في الإعلان عن موقفه الرسمي.


ويرجح مراقبون أن إسرائيل تنتظر ضمانات واضحة قبل المضي قدمًا في أي اتفاق قد يحد من تحركات حزب الله على حدودها الشمالية.

*القرار 1701.. محور الوساطة الأمريكية*


يعتمد المقترح الأميركي بشكل كبير على تنفيذ القرار الدولي 1701، الذي ينص على انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية، وتوسيع صلاحيات القوات الأممية "اليونيفيل"، إلى جانب حصر السلاح في يد الجيش اللبناني.


المصادر الحكومية اللبنانية ترى أن هذا الاتفاق يمكن أن يشكل قاعدة صلبة لإعادة الهدوء إلى المنطقة، إلا أن التنفيذ يواجه عقبات، أبرزها غياب الثقة بين الأطراف، وتباين المصالح بين الفاعلين الدوليين والإقليميين.

*مواقف الأطراف الدولية*


أكّدت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون، أن الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم دعم دبلوماسي قوي لإيجاد حل شامل ودائم.


وأشارت أن فرنسا، الشريك الأساسي في المبادرة، ستتعاون عن كثب للإعلان المشترك حال التوصل إلى اتفاق.


في المقابل، يمتنع المسؤولون الأميركيون عن التصريح بأي تفاصيل حول المسودة. هذا الحذر يعكس حساسية المفاوضات، إذ يخشى الجانب الأميركي من نسف الاتفاق قبل أن تتضح خطوطه العريضة.


*التحديات أمام الوساطة.. غموض نوايا إسرائيل*


رغم تفاؤل بعض المصادر اللبنانية، إلا أن الغموض يكتنف موقف إسرائيل، يرى مراقبون أن تل أبيب قد تستخدم هذا الاتفاق كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، خاصة مع استمرار ضرباتها الجوية على معاقل حزب الله.


من جهة أخرى، يُخشى أن يؤدي هذا الغموض إلى تعثر المسار الدبلوماسي مرة أخرى؛ مما يعيد المنطقة إلى مربع العنف والتصعيد.

*زيارة هوكشتاين.. فرصة أخيرة*


زيارة هوكشتاين المرتقبة إلى لبنان وإسرائيل تأتي وسط ظروف معقدة، تشمل تصاعد التوترات في غزة وتنامي الضغط الدولي لإنهاء النزاع.


يتساءل المراقبون عما إذا كانت هذه الجولة ستثمر عن نتائج ملموسة أم أنها مجرد محاولة جديدة قد تواجه المصير ذاته للمبادرات السابقة.


من جانبه، يرى د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية، أن الوساطة الأميركية الحالية تمثل فرصة حقيقية يجب على لبنان وإسرائيل استغلالها لتجنب المزيد من التصعيد.


وأضاف المنجي في حديثه لـ"العرب مباشر"، من المهم أن يدرك الطرفان أن استمرار النزاع لا يخدم أيًا منهما، بل يفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية، موضحًا أن القرار 1701 يشير إلى إمكانية تحقيق تهدئة شاملة، لكنه يتطلب إرادة سياسية وتعاونًا دوليًا مكثفًا.


وتابع أستاذ العلوم السياسية: الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا، ولكن النجاح يعتمد على التزام جميع الأطراف، خاصة أن إسرائيل وحزب الله يتعاملان مع المفاوضات بحذر شديد، مضيفًا، الوقت الآن لتقديم تنازلات متبادلة تعيد الاستقرار إلى المنطقة.