بعد مرور أكثر من عام.. الإخوان تُواصل مخططاتها الإرهابية لاستهداف السودان
الإخوان تُواصل مخططاتها الإرهابية لاستهداف السودان
بعد مرور أكثر من عام على إشعال جماعة الإخوان الحرب في السودان وخوضها عبر كتائبها الجهادية وميليشياتها المختلفة، ومن خلال تولي الإعلام العسكري والدعاية الحربية والعلاقات الخارجية؛ التي تبدّت بشكل كبير في استعادتها لعلاقاتها بإيران والحصول على مسيّرات من الحرس الثوري، فشلت الجماعة في تحقيق أيّ انتصارات عسكرية أو سياسية أو دبلوماسية، وتقود الجماعة ومن يوالونها خطًا إعلاميًا ودعاية سياسية من خلال استغلالها للانتهاكات التي تترافق عادة مع الحروب، وتصويرها كأنّها استهداف ممنهج لبعض القبائل، لربما لو كُتِبَ لها النجاح ستتحول الحرب السودانية إلى حرب إثنية ضارية في مجتمع يدين جلّه بالولاء للقبائل أكثر من الدولة نفسها.
مخططات الإخوان
ويعتقد مراقبون أنّ تدمير البنية التحتية والمرافق الاقتصادية لن تكون الخطة الأخيرة للجماعة التي تخطط وتضع السياسيات وتُصدر الأوامر وتتخذ القرارات، فيما تتولى قيادة الجيش مهمة تنفيذها على الأرض؛ الذي تسبب في غضب وسخط الجماهير عليها، وأنّ الخطة التالية بدأت ملامحها تتبلور في صيغة خطابات ذات طابع عنصري إقصائي؛ بدءًا من وصف قبائل بعينها في غرب وشرق السودان، خصوصًا القبائل العربية، بأنّها وافدة إلى البلاد، وأنّه ما إن تضع الحرب أوزارها بعد أن تحسم لصالح الجيش والميليشيات الإخوانية ـ وفقًا لأمنياتهم ـ فسوف يتم حرمانها من حقوق المواطنة والجنسية والحقوق الاقتصادية والتعليمية، الأمر الذي تسبب ولا يزال يتسبب بمخاوف جمّة بين منسوبي القبائل المستهدفة بالخطاب العنصري، ممّا سيدفعهم مُضطرين إلى التحالف مع قوة لها شوكة عسكرية لحماية أنفسهم وممتلكاتهم والدفاع عن وجودهم في هذا البلد، مهما كلّف الامر؛ ولن يجدوا غير قوات الدعم السريع، بعد أن تطابقت عقيدة الجيش مع عقيدة الجماعة، وأصبح يتبنّى أفكارها وإيديولوجيتها وخطابها الحافر بالحافر.
كتائب إخوانية عنصرية
قال محمد الطيب الكاتب الصحفي السوداني: إن الظاهر والماثل على السطح أنّ كتائب وميليشيات الإخوان تقودها ويتشكل معظم مقاتليها من عناصر تتبع لجماعات عرقية محددة في شمال البلاد، وهذه العناصر ذات الأيديولوجية الإسلامية والنزعة العنصرية هي التي تقود الجيش أيضًا، وهي التي تضخ الخطاب الإعلامي العنصري والجهوي توطئة لتحويل الحرب الحالية إلى حرب عرقية لا تسثني أحدًا؛ الأمر الذي يمثل خطرًا داهمًا، ليس على بقاء السودان موحدًا ضمن جغرافيته الحالية بعد استقال جنوبه عام 2011، للأسباب الدينية والعرقية ذاتها، وإنّما يمثل خطرًا وجوديًا على مواطنيه الذين ربما سيتعرضون إلى الفناء.
وأضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن الميليشيات الإخوانية التي تسيطر على سلطة الأمر الواقع تتحمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية لأيّ حروب قادمة قد تتخذ صيغة الإبادة الجماعية على أساس العرق والجهة، لكونها من تتبنّى الخطاب العنصري والتوصيف القبلي للحرب، وعلى رأسها كتيبة البراء بن مالك التي يقودها الإرهابي المصباح أبو زيد طلحة، التي تنضوي تحت لوائها عدة ميليشيات؛ أهمها: البرق الخاطف، وكتيبة الطيارين، وأنصار الشريعة، وكتيبة الشهيد أنس، وكتيبة الشهيد عبد جماع، والكتيبة الاستراتيجية التي يقودها المتطرف منتصر الماحي. والجدير بالذكر أنّ كتيبة البراء بن مالك كان يقودها اللواء أمن أنس عمر، وهو إخواني جهادي إرهابي معروف، حرّض على الحرب قبل عام من اندلاعها، قبل أن يقع في الأسر لدى قوات الدعم السريع بعد أسبوع تقريبًا من بداية الحرب.