صراع جديد في لبنان.. من يحكم الكرسي الشاغر؟
يشتد الصراع في لبنان
يعيش الشعب اللبناني أزمات لا تنتهي، من أزمات اقتصادية طاحنة وأزمات طاقة، وأزمات مرت عليهم بكرسي رئاسة شاغر منذ أشهر، والأزمة الأشهر كانت مرفأ بيروت.
ولكن هناك أزمات جديدة تبدأ على السطح، فمؤخرا بدأ البحث عن ممثل لكرسي الرئاسة ولكن مع البدء الحقيقي ظهر الصراع بين التيارات السياسية في لبنان.
التيار الوطني الحر
بدأها رئيس التيار الوطني الحر في لبنان، جبران باسيل، والذي أكد على تفكيره بالترشح للرئاسة، مهاجما كل الأطراف السياسية في لبنان وخاصة المرشحين للرئاسة، حيث هاجم فيه بحدة قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، المرشح المحتمل للرئاسة.
"باسيل"، لم يكتفِ بذلك خلال مؤتمر صحفي الأحد، حيث فتح النار في جميع الاتجاهات على خصومه السياسيين، والمرشحين المحتملين للرئاسة.
باسيل شن هجوماً بالاسم على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وقائد الجيش جوزيف عون، وهاجم "باسيل" بشكل مباغت قائد الجيش، متهما إياه بـ"مخالفة قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية".
وقال باسيل: "يأخذ (عون) بالقوّة صلاحيات وزير الدفاع، ويتصرّف على هواه بالملايين، بصندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش".
وفي لبنان تبحث جميع الأطراف عن ممثل يحمي مصالحهم حيث التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مع وفد من "حزب الله" للبحث في الاستحقاق الرئاسي، وجرى طرح 3 أسماء جديدة للتوافق حولها، وفي مقدمتها اسم جوزيف عون الذي يواجه رفضاً شديداً من باسيل وفريقه.
ولكن رئيس التيار الوطني الحر فقد مصداقيته مع معظم القوى المسيحية، وهو يريد استخدامها لدعم ترشحه للرئاسة مصورا نفسه أنه المنقذ للبنان، بعدما شن انتقادات حادة لقائد الجيش جوزيف عون، كمرشح جدي للرئاسة، والوزير السابق سليمان فرنجية.
الفوضى المستعرة
ويقول الباحث السياسي اللبناني طوني حبيب: إنها الفوضى المستعرة على كافة الصعد، وهذا هو ما تصبو إليه إيران في البلدان التي هي تحت نفوذها.
وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر": وما حدث هذا الأسبوع في ملف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت هو دليل إضافي على أنه لا يمكن للبنان أن يخرج من أتون الأزمات التي وصل إليها إلا برفع الاحتلال الإيراني عنه.
وبالرغم من تحرك بعض نواب المعارضة دعماً للقاضي البيطار إلا أنهم لم يضعوا في بيانهم "الإصبع على الجرح"، ولم يسمّوا السبب الرئيسي للصدام الحاصل وهو الحزب الإيراني، الذي سبق له أن هدّد القضاء في قصر العدل بلسان مسؤول "التنسيق والارتباط" وفيق صفا، ولم يتحرّك وقتها لا القضاء ولا أي جهة سياسية.
وللأسف يدفع اللبنانيون اليوم ثمن وضع اليد على البلد من قبل إيران بواسطة هذا الحزب.
وفيما يحاول المسؤولون معالجة تداعيات هذا الاحتلال، إن كان على المستوى المالي أو المعيشي، تبدو المعالجات غير مفيدة، والدليل على ذلك معاودة الدولار ارتفاعه في السوق الموازية بعد أن حاول مصرف لبنان عبر تدخله لجم الارتفاع، لكن كان هذا التدخل مؤقتا ومحدودا وذلك لعدم قدرته على ذلك.
وأشار حبيب في تصريحاته في ملف انتخاب رئيس الجمهورية، لا يزال الوضع "في مكانك راوح"، مع متابعة الحزب الإيراني سعيه للتوافق مع عدد من الأطراف على اسم الرئيس من جانب، وتمسّك الجزء المعارض بترشيح النائب ميشال معوض من الجانب الآخر. ويأتي مؤتمر النائب جبران باسيل في هذا الإطار، حيث لم يعد يجد لنفسه مكاناً على الساحة السياسية بعد أن رفض الحزب تبنّي اسمه في السباق الرئاسي، لكنه حاول من خلال كلامه الأخير إيصال رسالة إلى فريقه، بأنه هو رأس الهرم ولا يحق لأحد أن يتخطاه؛ كما حاول أيضاً تذكير الحزب الإيراني بأنه لا يزال الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه!
لكنها فوضى على المستويات كافة، والخروج من هذه الفوضى لن يكون بانتخاب رئيس أو بتشكيل حكومة، كما يحلو للبعض -إن في الداخل أو في الخارج- الترويج له. الأزمة متمثلة بالاحتلال الإيراني، ولا يمكن أن يكون هناك قضاء تحت الاحتلال، ولا انتخابات ولا اقتصاد ولا مالية عامة ولا سيادة ولا استقلال تحت أي احتلال. العمل يجب أن يكون بداية على رفع الاحتلال عن لبنان وعندها يمكن معاودة العمل على إصلاح ما تمّ تدميره خلال هذه الحقبة.