استغلال الأحداث في اليمن وسوريا وإفريقيا.. مستقبل أذرع القاعدة خلال العام 2023
يستغل تنظيم القاعدة الأحداث في اليمن وسوريا وإفريقيا
الإرهاب لا دين له ولا مكان، في السنوات الأخيرة انتشرت التنظيمات الإرهابية بين أفغانستان والدول المجاورة لها، ومن ثم انتشرت في الدول العربية كاليمن وسوريا مع تواجد الربيع العربي، وعقب محاربة مصر للإرهاب والقضاء عليه في سيناء بات الإرهاب بعيدًا عن المشهد منذ أعوام خاصة مع إضعافه في سوريا والعراق.
والآن ومع أزمة اقتصادية طاحنة وحرب بين روسيا وأوكرانيا واهتمام الدول بالبحث عن مصادر للطاقة لتأمين احتياجاتها، وانشغال دول المنطقة العربية بحل الأزمات التي تواجه بلدانها المأزومة (اليمن، سوريا، ليبيا)، في ظل هذه الأحداث، عادت التنظيمات الإرهابية مجددًا إلى الساحة بنشاط أوسع.
محاولات للهيمنة
محاولات للهيمنة من جديد وأماكن جديدة سهل السيطرة عليها، أحد أبرز التنظيمات الساعية للتمدد والانتشار خاصة خلال العام 2023 هو تنظيم القاعدة الإرهابي، وذلك عقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أميركية بأفغانستان، مطلع أغسطس 2022، وفي الوقت الحالي، نشهد تصاعدًا لنشاط تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية، للتوسع والتمدد في الأراضي اليمنية، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2022، ومطلع عام 2023، نفذ مسلحو القاعدة سلسلة من الهجمات لاستهداف القوات الجنوبية في عدة محافظات يمنية وخاصة الواقعة بجنوب اليمن حيث يستقر التنظيم الإرهابي.
تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، وجد في اليمن بيئة خصبة للتمركز بها، مستغلًا الأوضاع والصراعات التي يشهدها هذا البلد العربي، الذي يعاني منذ أكثر من 9 سنوات من الحرب، خاصة بعد أن فشلت الهدنة الأممية الموقعة بين مجلس القيادة الرئاسي اليمني وميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
بينما في سوريا وضع التنظيم الموالي للقاعدة وزعيمه سامي العريدي على لوائح الإرهاب، جراء تهديده للأمنين الإقليمي والدولي، وهو ما كشف عن وجود هذا التنظيم وتأثيره داخل الأراضي السورية خاصة بعد أن فك ارتباطه بجبهة تحرير الشام بعدما أعلنت انفصالها عن تنظيم القاعدة، وعليه فإن عودة حراس الدين إلى الظهور داخل الأراضي السورية لن تتوقف على الأقل خلال الفترة المقبلة؛ إذ إن تنظيم القاعدة يستغل في الوقت الراهن انشغال واشنطن بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وفي دول القارة الإفريقية، شنت حركة شباب المجاهدين فرع القاعدة في الصومال شرق إفريقيا منذ إعلان ولائها للتنظيم في 2009 سلسلة من الهجمات الإرهابية لاستهداف القوات الأمنية والعسكرية الصومالية خاصة بعد وصول الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى الحكم في مايو الماضي.
وفي إفريقيا أيضًا دول الساحل الإفريقي، والتي بها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم "القاعدة" منذ تأسيسها عام 2017، والمكونة من اتحاد واندماج عدد من الميليشيا الإرهابية، ومنتشرة في مالي، والنيجر، وبوركينافاسو فقد شنت هذه الجماعة الإرهابية خلال العام الماضي سلسلة من الهجمات.
واقع انتقال تنظيم القاعدة
ومن جانبه، يقول سامح عيد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن الإرث القيادي للظواهري، فلا يمكن التنصل من واقع انتقال تنظيم القاعدة بشكل مطرد من الزعيم أحادي القطب للحركة الجهادية العالمية منذ توليه زعامتها.
وأضاف عيد في تصريحات لـ"العرب مباشر": أنه على الرغم من التهديد الكبير الذي تشكله بعض الجماعات التابعة للتنظيم في الخارج، خسر تنظيم القاعدة أقوى فرعين له في قلب العالم العربي تحت قيادته، وهما تنظيم داعش الإرهابي وهيئة تحرير الشام، وأصبح الآن أضعف على الساحة العالمية.