هل ستتحول لبنان إلى مستعمرة إيرانية كما في سوريا والعراق؟
تسعي إيران إلى تحويل لبنان إلى مستعمرة إيراني
"لبنان ليس الوحيد الذي يتم تفكيكه عمداً ليتحول إلى مستعمرة إيرانية، على غرار الوضع الحالي لسوريا والعراق؛ لكيف سيبدو لبنان إذا سُمح له بذلك يوما ما؟، هكذا تساءل الكاتب اللبناني خير الله خير في صحيفة "آراب ويكلي"، ليجيب بأنه لا توجد إجابة على هذا السؤال في الوقت الحاضر، لكن الكثير سيعتمد على ما ستكون عليه المنطقة بأكملها.
لبنان ينضم لسوريا والعراق
وأضاف: أن العالم يراقب الفصل الأخير من الانهيار الكامل للبنان كما نعرفه، كما تمر المنطقة بمخاض صعب، خاصة في دولتين رئيسيتين، وهما العراق وسوريا، اللتان تقعان تحت خمسة أشكال من الاحتلال، ففي لبنان، انفجر القضاء في الأيام الأخيرة من الداخل، وحدث هذا في بلد غير قادر تمامًا على انتخاب رئيس وحيث بالكاد توجد حكومة، حيث يتعين على رئيس الوزراء نجيب ميقاتي أن يمر بجميع أنواع الألعاب البهلوانية في كل مرة يريد فيها عقد جلسة لمجلس الوزراء.
انهيار الاقتصاد اللبناني
وأشار خير الله أنه إذا وضعنا الاقتصاد جانباً وانهيار النظام المصرفي وسرقة أموال المودعين، فإن الرئيس الأسبق ميشال عون وصهره فعلا كل ما هو مطلوب منهما لدفع أكبر عدد من العقول اللبنانية، خاصة من المجتمع المسيحي خارج البلاد.
وأما فيما يخص قضية انفجار ميناء بيروت، قال كاتب المقال: إن قاضي التحقيق طارق البيطار غارق في لعبة بعد تجميد مهمته لمدة ثلاثة عشر شهرًا، وبدلاً من أن ينشر على الفور تقرير الاتهام المكون من 540 صفحة، والذي كان بإمكانه أن يشرح فيه ما عرفه عن تفجير ميناء بيروت، واستمر في إصدار أوامر استدعاء غير مجدية.
قاضي انفجار ميناء بيروت
وأشار إلى أن جزءاً من الطبقة السياسية اللبنانية يرون أن سلوك القاضي بيطار يدفع البلاد إلى متاهة لا نهاية لها بدلاً من التركيز على الظروف المحيطة بتفجير الميناء والسنوات السبع التي تم خلالها تخزين مئات الأطنان من نترات الأمونيوم في العنبر رقم 12 في الميناء.
وأردف أنه كان يكفي معرفة من أحضر النترات إلى مرفأ بيروت ومن قام بحماية مخازنهم طوال الوقت، لتحديد من يقف وراء الانفجار، أو بالأحرى من كان وراء السماح بحدوثه. ولسوء الحظ، فضل قاضي التحقيق الالتفاف بدلاً من التوجه مباشرة إلى صلب الموضوع، أي تحديد من أحضر النترات لاستخدامها خلال الحرب السورية، وفي صنع البراميل المتفجرة التي كان نظام دمشق يسقطها على شعبه.
مخاوف تحول لبنان لمستعمرة إيرانية
وعن مخاوف تحول لبنان إلى مستعمرة إيرانية، قال خير الله: إن لبنان ليس الوحيد الذي يتم تفكيكه عمداً ليتحول إلى مستعمرة إيرانية، على غرار الوضع الحالي لسوريا والعراق، والفرق بين الدول الثلاث هو أن العراق يمتلك عائدات نفطية ضخمة تدر نحو عشرة مليارات دولار شهريا، رغم ذلك، فإن قيمة العملة العراقية آخذة في التراجع نتيجة النهب الممنهج من قِبل إيران.
ففي العراق وسوريا ولبنان، وعلى الرغم من الظروف الخاصة لكل بلد، تبدو المعركة وكأنها نهب منظم في كل منها، وهذا يعني ببساطة أن لبنان، الذي أصبح حالة ميؤوساً منها، لا يمر بأزمة اقتصادية فحسب، بل يعاني من أزمة سياسية أساسية تثير قضية وجود البلد ذاته وتعرضه للخطر.