تقارُب إماراتي تركي.. خبراء: الجماعة الإرهابية تحت مقصلة الترحيل
تعيش جماعة الإخوان رعبا بسبب التقارب الإماراتي التركي
في الآونة الأخيرة كثفت تركيا مساعيها للتقارب وإعادة العلاقات مع الإمارات، من خلال التواصل المباشر وغير المباشر، بعد الاضطرابات التي شهدتها تركيا مع الدول العربية نتيجة لاحتضان أنقرة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان، وسرعان ما اتخذت تركيا تحركاتها بالإطاحة بأعضاء الإخوان حلفائها السابقين، الذين تلقوا صفعة جديدة قوية بسبب التقارب الاقتصادي بين تركيا والإمارات.
مخاوف الإخوان
في هذا السياق قال محمد ربيع الديهي، المتخصص في الشؤون التركية، إن تركيا شهدت خسائر عديدة في الفترة الماضية ويعود ذلك بسبب احتضانها للعناصر الإخوانية والتحريض ضد الدول العربية، ولكن بعد أن رأت عكس ذلك وأن احتضانها لهذه العناصر الإرهابية جاء بالخسارة الكبرى على تركيا، سعت أنقرة جاهدة لفتح خطوط تواصل مجددا مع الإمارات اقتصاديا وسياسيا وعلى كافة الجوانب الهامة.
وأضاف الخبير في الشؤون التركية، في تصريح خاص للعرب مباشر، أنه بسبب فتح قنوات التواصل بين تركيا والإمارات، اتخذت أنقرة قرارات سريعة بالإطاحة بكل رموز الإخوان من على أراضيها وتحجيم أنشطة الجماعة الإرهابية بشكل كبير، وغلق العديد من المنصات الإعلامية الإخوانية التي كانت تبث من تركيا.
وأكد المتخصص في الشؤون التركية، أن العلاقات بين تركيا والإمارات تأتي وسط مؤشرات متزايدة على تحسُّن العلاقات بين البلدين وخاصة بعد المكالمة الهاتفية التي أجريت بين أردوغان والشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، والتي أيضًا أعقبت اجتماعًا مفاجئًا بين أردوغان ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
وأوضح الديهي، نتيجة لتلك التحركات بين البلدين، شهدت جامعة الإخوان حالة من الاضطرابات الشديدة، وساد الارتباك داخل العناصر الهاربة في تركيا، وهو ما يؤكد أن جماعة الإخوان أصبحت مطاردة في كل الدول حتى من كان قريبا وداعما لهم.
مساعٍ تركية
أوضح محمد عز الدين، الباحث والكاتب في الشؤون العربية، أن تلك المشاورات والعلاقات بين تركيا والإمارات تأتي ضمن تحركات عديدة تقوم بها تركيا لفتح آفاق جديدة بالتواصل مع دول المنطقة الإمارات والسعودية ومصر وغيرهم، بعد الأخطاء العديدة التي وقعت فيها تركيا بضم الأطراف والجماعات المتطرفة لديها.
وأضاف الكاتب المتخصص في الشؤون العربية للعرب مباشر، أن كل هذه المؤشرات تؤكد أنه لا مكان لجماعة الإخوان في أي دول مجاورة، وأن هذه التحركات الجادة تؤكد عن مدى العلاقات وتزايد التخوف والقلق لدى تلك الجماعات الإرهابية في المنطقة، بعد أن عانى الكثير من الدول من تلك الجماعات الإرهابية، وما نتج عنها من تخريب وتحريض وتدمير في المنطقة.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، كشفت نقلا عن مصادر، عن إجراء مباحثات لضخ استثمارات إماراتية في تركيا بمليارات الدولارات، منذ شهور.
ويأتي ذلك بعد إجراء محادثة هاتفية، في أغسطس الماضي، بين ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسط مؤشرات متزايدة على تحسُّن العلاقات، والتي أعقبت اجتماعًا مفاجئًا بين أردوغان ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
وتابعت "بلومبيرغ" أنه تقدم مناقشات الاستثمار دليلاً آخر على حدوث تحول في العلاقات بين البلدين اللذين كانا على خلاف طوال العقد الماضي حول كل شيء من الحركات الإسلامية إلى الصراعات في سوريا وليبيا، وقد تؤدي الصفقات المحتملة إلى إحياء خط أنابيب استثماري تعثر وسط توترات طويلة الأمد ناجمة عن دعم تركيا لجماعة الإخوان.
وأكدت أن صناديق الاستثمارات التركية تتطلع للعمل مع جهاز أبوظبي للاستثمار ، أو ADIA ، أكبر صندوق ثروة في الإمارة والذي جمعت أصوله نحو 686 مليار دولار ، ومن شأن تلك الاستثمارات أن تكون بمثابة صفعة قوية للإخوان، في ظل التحول الجديد في العلاقات الإماراتية التركية، ولهث أنقرة تجاه أبو ظبي، والذي سينعكس بإنعاش الاقتصاد التركي المنهار منذ أعوام، ويعاني من تدهور ضخم بمختلف المجالات.