بعد تفاقُم الأزمة.. الإمارات تقود جهودًا دولية لمواجهة تغيرات المناخ

تقود الإمارات جهودًا دولية لمواجهة تغيرات المناخ

بعد تفاقُم الأزمة.. الإمارات تقود جهودًا دولية لمواجهة تغيرات المناخ
صورة أرشيفية

مع تزايد الأزمات الناجمة عن تغيرات المناخ والتي بلغت ذروتها خلال السنوات الأخيرة وشهد عدد من الدول العربية توابع كارثية لها وعلى رأسها السودان واليمن وسوريا، بدأت الإمارات العربية المتحدة وضع خطة عمل قوية قبل قمة المناخ المقبلة COP28 المقرر عقدها خلال شهر نوفمبر المقبل في دبي.

وشهدت الأسابيع الأخيرة، في العالم ارتفاعًا مقلقًا في موجات الحرارة الشديدة وطويلة الأمد والتي ينبغي أن تكون بمثابة تحذير صارخ من الآثار المدمرة لتغير المناخ الجامح، كما تم توثيقه في السنوات السابقة في أجزاء من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

وأصبحت موجات الحر، مثل تلك التي تشهدها المنطقة حاليًا، أكثر شدةً وطولاً، وتستمر في المتوسط لمدة 24 ساعة أطول مما كانت عليه قبل 60 عامًا، هذا مدفوع بما يسميه العلماء تغير المناخ المشحون بالتوربو، والعواقب لم تكن أكثر فتكًا أو تنذر بالسوء.

خطة إماراتية

وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الخطة الإماراتية تغطي جميع الجوانب الرئيسية للعمل المناخي، بناءً على اتفاقية باريس لعام 2015، مقسمة الآن إلى الركائز الأربع التعقب السريع للانتقال إلى عالم منخفض ثاني أكسيد الكربون ؛ تحديد تمويل المناخ ؛ التركيز على الناس والحياة وسبل العيش ؛ والشمولية الكاملة.

وتابعت أن الخطة لاقت ترحيبا واسعا من قبل الخبراء والمجتمع المدني يوم الخميس، حيث قال هارجيت سينغ من شبكة العمل المناخي: "إنها ترسل الإشارات الصحيحة حول العناصر الأساسية المطلوبة لقمة مناخية ناجحة".

تداعيات الحر على العرب

وأكدت صحيفة "آرب نيوز" الدولية، أنه في المنطقة العربية، كانت تداعيات موجات الحر الشديدة عميقة وبعيدة المدى وليست جديدة تمامًا، حيث يعاني العديد من البلدان العربية بالفعل من العديد من التحديات، من ندرة المياه المتزايدة إلى تضاؤل الموارد الزراعية، وتزايد الفقر، وتاريخ مقلق من عدم الاستقرار.

وتابعت أن تغير المناخ المستمر والمتصاعد لن يؤدي إلا إلى تفاقم هذه المخاطر القائمة، ما يهدد الأمن الغذائي ويشرد الملايين، حيث يسيطر الجفاف وحرائق الغابات والإجهاد الحراري والتصحر المتسارع على المنطقة، علاوة على ذلك  مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة بلا هوادة واستمرار موجات الحرارة، سترتفع أيضًا احتمالية زيادة المرض والوفاة.

وأضافت الصحيفة أن العالم العربي يُعدّ بالفعل أكثر مناطق العالم جفافًا، حيث يقف على حافة الهاوية بعد أن أصبحت مؤشرات الحرارة القياسية هي الوضع الطبيعي الجديد، فدرجات الحرارة الشديدة التي تمتد عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليست حالات شاذة منعزلة، بل هي بالأحرى علامات مروعة على المستقبل القاتم الذي ينتظرنا. 

هذا العام، تضافرت الآثار الهائلة للأعاصير المضادة لشارون وسيربيروس، والتي تفاقمت بسبب نمط طقس النينو، مع انبعاثات غازات الدفيئة المتزايدة لإنتاج درجات حرارة تهدد الحياة عبر أجزاء من نصف الكرة الشمالي، لا سيما في أوروبا وشرق البحر الأبيض المتوسط.

الخطر الأكبر

وأوضحت الصحيفة أنه مع ذلك، فإن الخطر أكثر وضوحًا في جميع أنحاء العالم العربي، حيث يؤدي الجفاف السائد إلى تضخيم شدة الحرارة، حيث تُظهر موجات الحرارة الأخيرة، والتي من المتوقع أن تستمر على مدار شهر أغسطس الحالي، أن المنطقة قد تجاوزت نقطة التحول التي يحذر علماء المناخ منها عادةً صانعي السياسات - أي حيث لا يتم التنبؤ بتأثيرات تغير المناخ فحسب، بل يتم تجربتها. في الوقت الحقيقي. 

والأسوأ من ذلك، أن الحقيقة الصارخة هي أن موجات الحرارة هذه ليست موجات عابرة في سجل المناخ في المنطقة - سوف يتردد صدى تأثيرها بعد فترة طويلة من انخفاض الزئبق، مما يؤدي إلى تأثير الدومينو الذي يضاعف التحديات الحالية أو يخلق تحديات جديدة.

وتابعت أنه يمكن أن تؤدي مثل هذه الاختلالات في العرض والطلب إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية، ما سيؤثر في النهاية على الاقتصاد العالمي الذي لا يزال محاصرًا بسبب حالات التعافي غير المتكافئة التي أعقبت الوباء، والحرب في أوكرانيا وأزمات ديون الجنوب العالمي، لذا يجب على العالم العربي أن يتخذ إجراءات أكثر جذرية وفورية للحد من الآثار الضارة للتغير المناخي الجامح على أراضيه وشعبه وغذائه ومياهه وأمنه وطاقته، علاوة على ذلك، سيتعين على المجتمع العالمي دعم المنطقة، والعمل معًا لمنع العواقب الوخيمة من الانتشار إلى أجزاء أخرى من العالم.

أفضل منصة

وأوضحت الصحيفة أنه من الشرق الأوسط، ربما يكون أفضل منصة لقادة العالم لإظهار التزامهم الجاد واتخاذ إجراءات جريئة وحاسمة، فلا يكفي مجرد الاعتراف بالأزمة، حيث يجب أن يتحول تركيز الكوكب من الكلام إلى النتائج لأنه لا يوجد كوكب "ب".

وتابعت أنه من المتوقع أن تسفر قمة المناخ في دبي COP28 عن أهداف معززة لخفض الانبعاثات، بهدف بلوغ ذروة في الانبعاثات العالمية بحلول عام 2025، حيث كانت اتفاقية باريس بمثابة البداية، لكن مؤتمر الأطراف 28 سيكون الوقت المناسب لمضاعفة الالتزام والطموح، مما يضاعف ما يمكن أن تفعله كل دولة من جانب واحد، ولتحقيق خفض الانبعاثات سيتطلب هذا تكريسًا توربينيًا للطاقة الخضراء، والتخلص التدريجي السريع من استهلاك الوقود الأحفوري، ولكن الخطر أكثر وضوحا في جميع أنحاء العالم العربي، حيث يؤدي الجفاف السائد إلى تضخيم شدة الحرارة.

وأضافت أن القمة تقام في الإمارات وهي من أكبر منتجي النفط والغاز، لتكون بمثابة أيقونة للعالم بأن عملاق إنتاج النفط العالمي صنع قفزة عملاقة نحو مستقبل للطاقة النظيفة.