كشفت السجلات الحكومية النيبالية تفاصيل جديدة ومأساوية عن ما يواجهه العمال النيباليون في قطر، بعد إجبارهم على العمل في ظروف بيئية غير آدمية، ووفقا للسجلات فقد لاقى آلاف العمال حتفهم في قطر، دون توضيح أسباب منطقية لهذه الوفيات أو تعويض أسر الضحايا.

مصرع العمّال

كشفت صحيفة "وين" الهندية أن أكثر من 5 آلاف عامل نيبالي لقوا مصرعهم في قطر بسبب عدم كفاية إمدادات مياه الشرب والطعام وساعات العمل الشاقة الطويلة في درجات حرارة مرتفعة بشدة؛ الأمر الذي يصيبهم بالجفاف ويسقطهم صرعى، الصحيفة أكدت أن نيبال هي واحدة من البلدان الرئيسية المصدرة للعمالة في جنوب آسيا. في المتوسط حيث يذهب 500 ألف نيبالي إلى الخارج كل عام، وفقًا لسجلات حكومة نيبال فإن ثاني أكبر مجموعة من الوفيات تقع في فئة "الموت الطبيعي"، ولم تحدد الحكومة ما تعنيه، الصحيفة أشارت إلى أن نيبال تشهد 900 حالة وفاة من العمال كل عام، ويرجع ذلك أساسًا إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، وأضافت أنه منذ عام 2011، توفي أكثر من 1000 عامل نيبالي بسبب السكتة القلبية وحدها، بينما تم اعتبار 1878 حالة وفاة بأنها "موت طبيعي"، وقال المدير العام لمكتب التوظيف بالخارج راجان براساد شريسثا: إن حالات "الوفاة الطبيعية" قيد التحقيق.

إحصائيات صادمة

وقال شريسثا: إن نيبال هي واحدة من الدول الرئيسية المرسلة للعمالة في جنوب آسيا وفي المتوسط، يتم إرسال 5 آلاف من النيباليين سنويًا إلى الخارج، وهناك عدد كبير من النيباليين، ولاسيما في منطقة الخليج وعلى رأسها قطر، ووفقا للصحيفة الهندية، يقول شريسثا: إن معظم الوفيات بين العمال النيباليين تحدث في قطر، والأرقام مرتفعة بالفعل للغاية، وتتصدر الوفيات الطبيعية والنوبات القلبية قائمة أسباب الوفاة، مضيفًا أنه تم تصنيف وفيات العمال المهاجرين على نطاق واسع إلى فئات السكتة القلبية، والسبب الطبيعي، وحوادث المرور، والانتحار، والموت في مكان العمل، موضحًا أن هناك 300 أكثر من ألف نيبالي يعملون في قطر، وبصرف النظر عن أمراض القلب والأوعية الدموية، يتزايد أيضًا عدد العمال المهاجرين الذين تم تشخيص إصابتهم بالفشل الكلوي خاصة من قطر.

كارثة تحتاج لتحقيق

العمال المهاجرين النيباليون العائدون كشفوا أن غالبيتهم كانوا يعملون في ظل ظروف قاسية للغاية، دون الحصول على مياه الشرب النظيفة والطعام حسب ما أكدت الصحيفة الهندية، التي أوضحت أنه تم تشخيص إصابة لال سينغ غاتري مورغا، وهو عامل مهاجر يبلغ من العمر 38 عامًا، بالفشل الكلوي ويزور المستشفى مرتين في الأسبوع لتلقي علاج غسيل الكلى، مضيفة أنه بعد حصول قطر على حقوق استضافة كأس العالم، أصبحت هي الوجهات الرئيسية للعمال النيباليين المهاجرين في تجارة البناء، وهم يتعرضون لمخاطر مهنية مختلفة، بما في ذلك الحرارة الزائدة، يقول الدكتور راتنا ماني جاجوريل، طبيب القلب في مستشفى هامس، إن السبب وراء عودة الأشخاص الأصحاء مرضى لا يزال غير معروف ويجب التحقيق في هذه الكارثة، مضيفًا أن عدد المرضى العائدين من قطر وبعض الدول الآسيوية الأخرى آخذ في الازدياد خاصة في البلدان التي تزيد درجة الحرارة فيها عن 40 درجة مئوية، وتابع: "ليس فقط مشاكل القلب، ولكن هؤلاء العمال المهاجرين الذين يعملون في درجات حرارة عالية للغاية يعانون أيضًا من الفشل الكلوي".