كشفت منظمات حقوقية في لندن عن مخاوفها بشأن تقارير عن عمليات قتل غير قانونية واعتقالات تعسفية في إقليم بنجشير بأفغانستان، ومع ورود تقارير منتظمة عن استخدام طالبان للتعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء لمدنيين؛ ما اعتبرته المنظمة انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المنطقة والذي سيؤدي بالتالي إلى خلق مناخ من الخوف وانعدام الثقة.

تعذيب وقتل

وبحسب مجلة "ذا ويك" الأميركية، فإن التقارير حول الاعتقالات التعسفية والقتل غير القانوني للمدنيين على أيدي طالبان في بنجشير زادت مؤخرا، وقال زمان سلطاني، الباحث في جنوب آسيا بمنظمة العفو الدولية، إن الأحداث التي وقعت في الأسبوعين الماضيين لا تترك مجالًا للشك في أن هناك نمطًا متزايدًا من عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والاعتقالات التعسفية التي ترتكبها حركة طالبان"، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تخلق مناخا من الخوف وانعدام الثقة في المنطقة وتنتهك القانون الإنساني الدولي وقد تشكل جرائم حرب، مضيفًا، يجب على طالبان إطلاق سراح جميع المدنيين الذين تم اعتقالهم بشكل تعسفي من قِبل مختلف أعضاء ومجموعات الحركة على الفور بسبب اتهامات بأنهم أعضاء في جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية (NRF) وهي جماعة مسلحة، وأعربت المنظمات الحقوقية العالمية عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن المعتقلين تعسفيا يتعرضون أيضا للتعذيب الجسدي والضرب الذي أدى في بعض الحالات إلى الوفاة، كما ورد في قضية عبد المنير أميني في 4 يونيو الجاري، وأكدت المجلة الأميركية، أنه في ظل رفض طالبان أي تقارير عن مقتل مدنيين، فإن هذه الحوادث مصحوبة بانعدام المساءلة داخل صفوف طالبان تشكل خطرًا بالغًا، وبصفتها -طالبان- سلطات الأمر الواقع في البلاد  طلبت المنظمات الحقوقية من طالبان اتخاذ خطوات فورية لإجراء تحقيقات شاملة ونزيهة ومستقلة في هذه الحوادث ومحاكمة المسؤولين عن التعذيب والاعتقالات التعسفية والإعدام خارج نطاق القضاء، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان.

جرائم حرب

وبحسب المجلة الأميركية، فقد قتلت الحركة الأفغانية المتطرفة مواطنا يدعى مورزاتازا، وهو من سكان منطقة خيسا أوال في بنجشير، والذي ورد أنه كان يعاني أيضًا من مرض عقلي، موضحة أن قبل ذلك، كشف المتحدث باسم حاكم طالبان لإقليم بنجشير في بيان بالفيديو لوسائل الإعلام أنه تم اعتقال أقل من 40 شخصًا، وفي بنجشير تتمتع جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، وهي جماعة مسلحة تقاتل طالبان بحضور قوي، وبحسب المجلة الأميركية، فإن الأحداث التي وقعت في الأسبوعين الماضيين لا تترك مجالًا للشك في أن هناك نمطًا متزايدًا من عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والاعتقالات التعسفية التي ترتكبها طالبان، وهو الأمر الذي يرقى لجرائم الحرب.