اعتقالات انتقامية للسائحين.. إيران تعتقل 120 سائحًا للضغط على أوروبا

اعتقلت إيران 120 سائحًا للضغط على أوروبا

اعتقالات انتقامية للسائحين.. إيران تعتقل 120 سائحًا للضغط على أوروبا
صورة أرشيفية

كلما ضاق الخناق الدولي على إيران، لجأت حكومة الملالي إلى ممارسات قانون الغاب، وسعت لممارسات انتقامية بحق الأجانب والسائحين المتواجدين على أراضيها، وهو نفس السيناريو الذي تقوم به طهران في كل مرة بعد انهيار أفق التفاهم حول الاتفاق النووي الإيراني.
 
اعتقال السياح

ومؤخرا، أعلن رئيس قضاة محافظة مازندران، محمد صادق أكبري، عن اعتقال جماعي لـ120 سائحًا في غابات شمالي إيران، في انتهاك دولي لأي أعراف دولية أو إنسانية، واللافت أن إعلان القبض على 120 سائحا في إيران يأتي بالتزامن مع استمرار الانتقادات لمشروع "فم تريب"، الذي يسعى إلى تطبيع الأوضاع السياحية في إيران، ودائما ما تكون ادعاءات الحكومة الإيرانية غير منطقية، فبينما كان هؤلاء السائحون يتوجهون إلى غابة "بيرجه" في مدينة نيكا في إطار جولة سياحية، اليوم الأحد 19 يونيو وصف محمد صادق أكبري تحركهم وجولتهم السياحية بأنها "غير قانونية"، واتهم الأجانب بارتكاب "أعمال إجرامية"، وكشف المسؤول الإيراني عن اعتقال المشاركين في الجولة السياحية "من قِبل شرطة الأمن الأخلاقي"، متهما إياهم بـ"وضع لافتات لعبدة الشيطان وارتكاب أعمال إجرامية مثل شرب الخمر وإقامة علاقات غير مشروعة والرقص وكشف الحجاب وغير ذلك من الأعمال غير القانونية، وتم رفع دعوى قضائية بحقهم"، والواقع أن هذه ليست المرة الأولى التي تحتجز فيها قوات الأمن الإيرانية سائحين بتهم مماثلة، فهي الحيلة التي يلجأ إليها الملالي في كل مرة يتم فيها الوصول إلى طريق مسدود في المفاوضات حول الاتفاق النووي، أو عند وقوع حادث منتظم مع الغرب على غرار احتجاز الطائرة الإيرانية مؤخرا في الأرجنتين.

تاريخ الانتهاكات

وبالرجوع إلى تاريخ إيران في هذا الصدد، ففي سبتمبر من العام الماضي 2021، أعلن قائد شرطة كيلان عن اعتقال 79 سائحا وسائحة "بسبب تشجيع التصوف الكاذب الناشئ من الطقوس الخرافية" في المحافظة، كذلك، في نوفمبر 2020، أعلن نائب المدعي العام في قم، أبو الفضل تحريري، عن اعتقال 19 شخصًا في جولة سياحية إلى صحراء "مرنجاب" بتهمة ارتكاب "العديد من الأعمال الإجرامية"، وقبل بضع سنوات من ذلك التاريخ، تم اعتقال 45 فتى وفتاة كانوا قد شاركوا في رحلة تسلق الجبال في المرتفعات المحيطة بمشهد.

سائحون أسرى

وحتى يومنا هذا، يحتجز النظام الإيراني العديد من السائحين الأجانب، ومنهم بنيامين براير، السائح الفرنسي الذي ذهب إلى إيران بغرض السياحة، والذي يجري احتجازه في سجن مشهد، وكذلك في مايو، أفادت وسائل إعلام سويدية باعتقال سائح سويدي كان في طريقه للخروج من إيران، وبالإضافة إلى احتجاز السياح، يفرض النظام الإيراني قيودًا أخرى واسعة النطاق على السياحة، حيث ألغت منظمة التراث الثقافي مرارًا برامج وكالات السفر في المناسبات الدينية.

قانون "فم تريب"

الاعتقالات الأخيرة للسائحين في إيران جاءت في الوقت الذي تتواصل فيه الانتقادات والاحتجاجات ضد هدى رستمي، المدونة السياحية ومديرة مشروع "فم تريب"، حيث تتهم "رستمي" بالتستر على القيود الاجتماعية والسياسية في إيران وتغذية الدعاية الحكومية من خلال تقديم صورة غير واقعية عن إيران، حسبما ذكرت صحيفة إيران إنترناشيونال.

من جانبها، قالت الباحثة في قضايا المرأة، فرانجيس بيات: "إن إحدى الضربات الكبرى التي وجهها النظام الإيراني للمجتمع هي التلاعب بالمجتمع المدني وتدمير المؤسسات التي كانت من حق الشعب"، مضيفة أن مشروع "فم تريب" هو "أحد جوانب التلاعب بالوعي العام الذي يعمل لصالح السلطة".