الحرب الأهلية.. أجندة سياسة فرماجو لاستخدام الشباب الصومالي

الحرب الأهلية.. أجندة سياسة فرماجو لاستخدام الشباب الصومالي
الرئيس الصومالي

على مدار أعوام حكمه، لم يهتم بشعبه أو يلتزم الرئيس الصومالي عبدالله فرماجو بتقديم واجباته تجاههم، أو يلتفت للحفاظ على أرضه، بل قدمها قربانا الأطراف الأجنبية لضمان استمرار دعم حكمه وبقاء نظامه وفرض سيطرته.

أزمة الانتخابات


وظهر ذلك التعنت مع فرماجو، الذي استغل الشباب الصومالي في جرائمه بإلقائهم في نيران الحروب الأهلية، حيث سقط أغلبهم ضحايا المعركة الأخيرة بين قوات النظام والمعارضة إثر قرار تأجيل الانتخابات.
 
وكان من المقرر إجراء الانتخابات التشريعية في نهاية العام الماضي، ولكن تم تأجيلها بسبب الخلافات السياسية، فيما كان من المفترض إجراء الانتخابات الرئاسية في 8 من فبراير المقبل، ولكن قبل أيام أعلن فرماجو تأجيلها بذريعة انهيار المباحثات بين ساسة بارزين، على أن يستمر في الحكم حتى يحل محله رئيس منتخب، بينما أصدر قادة المعارضة بيانا أكدوا فيه عدم اعترافهم بفرماجو رئيسا منذ موعد الانتخابات التي لم يتم إجراؤها، وهو ما أشعل الخلاف بين الطرفين.

وعلى مدار اليومين الماضيين، شهدت العاصمة مقديشو معركة بالأسلحة النارية بين مقاتلين موالين للحكومة وآخرين تابعين للمعارضة، وسط مخاوف من استغلال الاشتباكات لصالح حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، بينما ظهرت القوات التركية بالأمر.

إهلاك الشباب لأجل الحكم


ومنذ اللحظة الأولى لحكمه، علم فرماجو أن الشباب الصومالي هم وقود الدولة، وأنه يمكنهم إزاحته من الحكم عبر المظاهرات والمعارضة، لذلك جعلهم وقود الحرب بالخارج وتسليمهم لتجنيدهم للأطراف الخارجية، حيث فرض هيمنته على القوى العشائرية، عبر السيطرة على الولايات، بالمال السياسي.

تجنيدهم في حركة الشباب


وعبر تواطئه مع حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، دعم تجنيدهم بالميليشيا الإرهابية، وهو ما كشفته الدول الإفريقية عقب إطلاق حركة الشباب حملة لتجنيد مقاتلين جدد بالقوة في المنطقة الجنوبية من البلاد وشراء الأسلحة، قبل أشهر.

ودعم أيضا فرماجو الحركة، في سيطرتها على الشباب والمواطنين بمعظم المحافظات الجنوبية للصومال، ووصل الأمر لفرض ضغوط على شيوخ القرى لضمان انضمام الشباب إلى الحركة، ما تسبب في فرار المئات من الشباب.


تجنيد الشباب في الدول الأجنبية


لم يقتصر الأمر على ذلك، بل قدم أيضا فرماجو شباب شعبه لدعم حلفائه، حيث كشف، العام الماضي، موقع "صومالي جارديان"، أن تركيا وقطر جندتا مئات الشباب الصوماليين خلال الشهور الماضية لإلحاقهم بجيش المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا لمساندة الوفاق في قتال الجيش الليبي، حيث بات أكثر من 2000 صومالي الآن ضمن قوات جديدة تقاتل بالوكالة عن تركيا وقطر، والذين يقاتلون في الخطوط الأمامية لليبيا. 

وأضاف الموقع الصومالي أن بعض الشباب المجندين لخدمة الجيش القطري، تم نشرهم في مناطق المواجهة بليبيا، بعد تدريبهم على يد جنرالات الجيش التركي في العاصمة الصومالية مقديشو. 


كما لم يأبه الرئيس الصومالي بوفاة العديد من الشباب الذين تعرضوا للخداع في الجيش، بمعسكر التدريب الإريتري بعد تعرضهم للتسمم.

وسبق أن كشفت عدة تقارير محلية أن نظام فرماجو يتواطأ في تجنيد الآلاف من الشباب الصوماليين الفقراء للعمل في الجيش القطري، عبر وسطاء من حكومة فرماجو، تنطوي على احتيال ومتاجرة بأرواح الشباب.