"أدوية ومياه وملابس وقروض".. ميليشيا حزب الله يستغل عوز اللبنانيين

صورة أرشيفية

تسود لبنان أزمة اقتصادية وسياسية حادة، لا تلوح نهايتها في الأفق، تكمن في جذور الأزمة مشكلات أساسية، أهمها الفساد العميق وسيطرة ميليشيات حزب الله على الشارع اللبناني ما أدى إلى أزمات متلاحقة للمواطن في الشارع اللبناني.

ومنذ منتصف عام 2020، ظهرت آثار الأزمة الاقتصادية على السكان اللبنانيين بشكل متزايد، في المناطق التي يسيطر عليها ميليشيا حزب الله وتحديدا في جنوب لبنان، والضاحية الجنوبية لبيروت، والبقاع اللبناني، وقد انعكست هذه الآثار في نقص المنتجات الأساسية مثل الغذاء والوقود والأدوية، والصعوبات في النظام المصرفي، وظهور علامات أولية على ازدياد الجريمة وضعف الأمن.

وتكمن في جذور الأزمة مشكلات أساسية، أهمها الفساد العميق وحالة مزمنة من عدم الاستقرار السياسي، وأضيفت إليها أزمة فيروس كورونا المستجد والآثار السلبية للعقوبات الأميركية على الاقتصاد اللبناني، وانفجار مرفأ بيروت، ومشكلة اللاجئين السوريين، ونقص المساعدة الخارجية.

محاربة البائعين وأصحاب المتاجر

يقول أحمد ثابت، بائع لبناني: إن ميليشيا حزب الله افتتحت شبكة من المتاجر باسم مخازن النور في جنوب لبنان وجنوب بيروت والبقاع، تبيع سلعا إيرانية وسورية رخيصة بأسعار مدعومة تقل بحوالي 30- 50 في المئة عن أسعار السوق، ويتم الدفع بواسطة بطاقة خاصة تسمى بطاقة السجاد كما قامت ميليشيا حزب الله باستيراد الملابس الرخيصة إلى لبنان، والتي تباع بشكل رئيسي في جنوب لبنان، ولهذا لا يستطيع الباعة في لبنان مجاراة ميليشيا حزب الله في الأسعار.

احتكار الوقود

وأضاف: "مع نقص الوقود في لبنان الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات وانقطاع متكرر للتيار الكهربائي، بدأت ميليشيا حزب الله في شراء منتجات الوقود وخصوصا الديزل، وتخزينها في مناطق سيطرته، كما يعطي الأولوية في توفير الوقود لمحطات الوقود التابعة له أو للتنظيمات والمؤسسات الشيعية العاملة تحت رعايته، وبدأ في شراء مولدات كهربائية لمعالجة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر".

أزمة نقص الدواء

من جانبه يقول سامر الحميدي، صيدلي، إنه خلال العام المنصرم 2020، قامت الميليشيات في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله اكتشاف نقص في الأدوية، لتقوم ميليشيات حزب الله في تهريب أدوية ومنتجات طبية رخيصة من سوريا إلى لبنان، من صنع إيران وقامت بتوزيع هذه الأدوية على الصيدليات الخاضعة لتأثير الحزب، مثل صيدليات المرتضى، كما أنه من المحتمل أنه يتم بيع الأدوية الرخيصة في مخازن النور كذلك.

وأضاف: "ميليشيا حزب الله تستغل الأوضاع السيئة التي يعيشها الشعب اللبناني وتسعى قياداتها لاستغلال الأزمات المتلاحقة لصالحها سياسيا، حيث إن الميليشيات المدعومة من إيران تسعى لبيع المياه بأسعار مناسبة تأخذ في الاعتبار الأزمة الاقتصادية، وتواصل توزيع مياه الشرب المجانية على سكان الضاحية الجنوبية ضمن مشروع "مياه العباس" الذي تنفذه منظمة "جهاد البناء" التابعة لميليشيا حزب الله.

خدمات للشيعة فقط

فيما قال حامد شكري، إن ميليشيا حزب الله اتخذت إجراءات تهدف لمساعدة السكان الشيعة في المناطق التي يسيطر عليها، وفي خطواته هذه يتلقى المساعدة من إيران التي تواصل على الرغم من الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بها تقديم المساعدة، ليس فقط في بناء البنية التحتية العسكرية لميليشيا حزب الله، ولكن أيضا في تشغيل المؤسسات المدنية للتنظيم، وسط السكان الشيعة.

قروض وصناديق الضمان الاجتماعي

وأضاف: "بدأت ميليشيا حزب الله في توسيع خدمات جمعية القرض الحسن التي تقدم قروضا للمواطنين في لبنان وتدير صناديق الضمان الاجتماعي المتبادل، ووضعت الجمعية أجهزة الصراف الآلي في فروع مختلفة في جنوب بيروت وجنوب لبنان، وبدأت توسيع وتحسين خدماتها المصرفية".