ما مستقبل الأمن المائي العراقي بعد التجاوزات الإيرانية - التركية؟ .. خبراء يجيبون

تهدد إيران وتركيا مستقبل الأمن المائي العراقي

ما مستقبل الأمن المائي العراقي بعد التجاوزات الإيرانية - التركية؟ .. خبراء يجيبون
الرئيسان التركي والإيراني

أزمات متراكمة يعيشها العراق معظمها يتعايش معها الشعب العراقي مجبرًا ومنتظرًا لفرج وحل قريب، إلا أن الأزمة الأكثر خطورة هي أزمة المياه التي باتت تهدد كل عراقي يعيش في بلاد الرافدين، حيث تهدد الأزمة بموجات خطيرة من الجفاف تزداد خطورتها مع مرور الأيام، ويتحمل المسؤولية في صنع وتفاقم تلك الأزمة النظامان التركي والإيراني.

ضلعا الشر

أزمة المياه في العراق جاءت وسط تصاعد آثار التغير المناخي حول العالم، ويتحمل ضلعا الشر في المنطقة إيران وتركيا المسؤولية بشكل متساوٍ في تهديد أمن العراق المائي، وهو ما دفع وزير الموارد المائية العراقي، مهدي رشيد الحمداني، للتشديد على رفض بلاده انتهاكات وتدخلات إيران وتركيا بسياسة البلاد المائية، مشيرا إلى أن مستقبل العلاقات المائية أصبح أكثر خطورة ومجهولا، الحمداني طالب المجتمع الدولي بالضغط على طهران وأنقرة ومنعهما من التدخل في شؤون العراق المائية والسياسية أيضًا والسماح للعراق بأخذ استحقاقاته المائية.

تفاقم الأزمة

وقد قطعت إيران جميع الروافد التي تبلغ أكثر من ٤٠ رافدا وحولت مسار أربعة أنهار عن العراق وهو الذي ساهم في تفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق، أما عن الأزمة مع تركيا، فقد أشار الحمداني إلى أن العراق يعاني منذ سنوات من أزمة مائية مع تركيا التي بنت سدوداً على امتداد نهري دجلة والفرات، فمنعت المياه من التدفق بنفس الكميات السابقة إلى الأراضي العراقية، وزاد التغير المناخي تفاقم الأزمة، فقد انخفض منسوب الأنهار بسبب قلّة الأمطار، وسط توقعات بأن تشهد البلاد بحلول عام 2050 انخفاضاً بنسبة 20% في مواردها المائية، وفق تقديرات البنك الدولي.

حرب المياه

من جانبه، يقول الخبير القانوني العراقي علي التميمي، إن العراق على أعتاب التورط في حرب مياه بمعنى الكلمة مع تركيا وإيران؛ فالبلاد تتعرض للإيذاء منذ سنوات على يد الدولتين الجارتين.

وأضاف التميمي في تصريحات لـ"العرب مباشر": الأمن المائي والأمن الغذائي أمر واحد فبدون ماء وفير ومسيطر عليه يصعب التخطيط للقيام بمشروعات زراعية، المياه نفسها مشروع حياة أو موت، مضيفًا، أزمة المياه بين سوريا وتركيا وإيران والعراق إذا لم يتم وقف الاعتداء الإيراني التركي سيتسبب ذلك في أزمة لا تحمد عقباها، موضحًا أن العراق يعيش وضعًا مأساويًا خلال العقود الماضية بسبب شح المياه المتعمد.

العراق فريسة

في السياق ذاته، يقول الخبير الأمني العراقي عدنان الكناني، إن الانتهاكات الإيرانية والتركية ليست وليدة الساعة، مشيرا إلى أن العراق يعاني منذ سنوات في أعقاب بناء سد اليسو من قِبل تركيا، والتي تهدف إلى منع المياه عن العراق، والتي وصلت إلى تجفيف الأنهار وتحويل مسارها لحجب المياه عن العراق.

وأضاف الكناني في تصريحات لـ"العرب مباشر": أعتقد أن الأزمات التي تتوالى على العراق سواء كانت انتهاكات على الحدود العراقية أو تدخلات سياسية وتصدير الإرهاب والمتطرفين إلى الأراضي العراقية، والسيادة الأميركية والتجاوزات التركية والإيرانية على حدود العراق جميعها ساهمت في تفاقم الأزمة التي يتعنت أطرافها وبالتحديد إيران وتركيا في إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.

وتابع الكناني: إن العراق أصبح فريسة يريد جيرانها نهب خيراته وتدمير شعبه، والعمل وفق مخطط يهدف لتأجيج الفتن وتقسيم العراق، مشيرًا إلى أن العراق يعاني من أزمات حقيقية يجب أن يتدخل لحلها المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة لإنقاذ الشعب العراقي.