مع تصاعُد القتال.. انهيار المنظومة الصحية في السودان وغلق المستشفيات
تشهد السودان انهيار المنظومة الصحية وغلق المستشفيات
مع دخول معركة السيطرة على السودان أسبوعها الثالث، تتفكك خدمات الرعاية الصحية بسرعة في العاصمة الخرطوم، في نتيجة قاتمة للقتال الوحشي الذي أثار مخاوف من أن الصراع قد يتحول إلى أزمة إنسانية أوسع، وحذرت نقابة أطباء السودان من الانهيار الكامل لنظام الرعاية الصحية قبل أيام.
وتقول منظمة الصحة العالمية: إن المستشفيات تعرضت للقصف وأغلق ثلثاها في الخرطوم، بينما قال مسؤولون إن أكثر من عشرة من العاملين في مجال الرعاية الصحية قتلوا، علاوة على ذلك، يموت "الضحايا المختبئون" من المرض حيث أصبحت الخدمات الطبية الأساسية شحيحة، وفقا لما كشف عنه الدكتور عبد الله عطا، الأمين العام لنقابة الأطباء.
قال: "نتلقى الكثير من المكالمات كل يوم:" إلى أين أذهب؟ " "هذه هي الأسئلة التي لا يمكننا الإجابة عليها."
انهيار المنظومة الصحية
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن القتال الذي اندلع في 15 أبريل بين مجموعة شبه عسكرية تسمى قوات الدعم السريع والجيش السوداني أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة آلاف آخرين، حسبما أفادت ما ألقى بثالث أكبر دولة في إفريقيا في حالة من الفوضى حيث انهار إعلان وقف إطلاق النار تلو الآخر.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن ملايين المدنيين لا يزالوا محاصرين، وكان من المقرر أن تنتهي الهدنة الأخيرة للسماح للمدنيين بالفرار في منتصف ليل الأحد، وعلى الرغم من أن قوات الدعم السريع قالت إنها ستمدد وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لمدة ثلاثة أيام أخرى، أفادت أنباء عن تجدد القتال في العاصمة.
ووافق الجيش السوداني في بيان يوم الأحد على تمديد الهدنة لكنه اتهم قوات الدعم السريع بخرق الهدنة واحتلال مستشفى، بدورها قالت قوات الدعم السريع إن الجيش ينهب الإمدادات الطبية.
واستجابة للوضع المتدهور ، قال مكتب الأمين العام للأمم المتحدة إنه سيرسل "على الفور" مارتن غريفيث ، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ، إلى السودان.
الهروب لمصر
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام في بيان "حجم وسرعة ما يجري غير مسبوق في السودان."
وذكرت الصحيفة الأميركية، أن دولا أخرى سارعت لإجلاء مواطنيها بأي وسيلة ضرورية مع تدهور الوضع، حيث أعلنت الحكومة البريطانية يوم الأحد أن بريطانيا نقلت أكثر من 2122 شخصا جوّا بحلول يوم السبت على 21 رحلة ، ومن المقرر أن تبدأ رحلة أخرى من بورتسودان في شرق السودان يوم الاثنين. وفر الأميركيون في قوافل طويلة من الحافلات والشاحنات والسيارات المتجهة إلى مصر شمالًا أو إلى بورتسودان، حيث يأملون في ركوب السفن إلى جدة بالمملكة العربية السعودية.
وقالت وزارة الخارجية يوم الأحد إن قافلة ثانية من المواطنين الأمريكيين وصلت إلى بورتسودان، ليرتفع عدد الأميركيين الذين تم إجلاؤهم إلى أقل من ألف بقليل. وأضافت الوزارة أن أقل من 5 آلاف مواطن سوداني سعوا للحصول على مساعدة الحكومة الأمريكية عبر موقع "استقبال الأزمات" الذي تم إنشاؤه للأميركيين وعائلاتهم، ويعيش في السودان حوالي 16 ألف أمريكي ، كثير منهم يحملون جنسية مزدوجة.
وأكدت الصحيفة الأميركية، أن وزارة الصحة السودانية غير موجودة في أي مكان، حيث قالت نقابة الأطباء إنها لم تتلق أي دعم، ويقول شهود ومسؤولون إن المقاتلين استخدموا المنشآت الصحية كمواقع دفاعية، علاوة على ذلك احتلت القوات شبه العسكرية المختبر الوطني، كما يقول المسؤولون.
وقال الدكتور عطية، إن عينات من أمراض مثل الملاريا أو السل يمكن أن تصبح سلاحًا في الأيدي الخطأ.
وأضاف أن الجثث التي لم يتم جمعها في المشارح وأخرى في الشوارع مصدر قلق آخر، بينما قالت نقابة الأطباء في وقت لاحق في بيان إن عدد الجثث المتناثرة في الشوارع آخذ في الازدياد، ما تسبب في "كارثة بيئية".
فرار الأطباء
كشفت الصحيفة الأمريكية، أن مئات الأطباء فروا، وثمة شائعات عن قيام مقاتلين من قوات الدعم السريع باختطاف مسعفين وإجبارهم تحت تهديد السلاح على معالجة رفاقهم الجرحى.
وقال الدكتور عطية: إنه بينما لم يتم تأكيد عمليات الاختطاف ، فإن العشرات من أعضاء نقابة أطباء السودان في عداد المفقودين، حيث أدى النقص في العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى جعل المستشفيات بالكاد لديها عدد كافٍ من الموظفين للتعامل معها.