بين القلق والتنديد.. دول الجوار تُجمع على رفض التصعيد ضد إيران
بين القلق والتنديد.. دول الجوار تُجمع على رفض التصعيد ضد إيران
في مشهد يُعيد رسم ملامح التوتر في الشرق الأوسط، أثارت الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع عسكرية داخل إيران ردود فعل واسعة من دول الجوار، التي حذرت من تداعيات التصعيد وطالبت بوقف العمليات العسكرية لتجنب زعزعة استقرار المنطقة.
التصعيد الإسرائيلي جاء في وقت حساس يتسم بتوتر العلاقات الإقليمية والضغوط السياسية؛ مما دفع العديد من الحكومات إلى إدانة هذه الضربة والتأكيد على ضرورة ضبط النفس واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية.
إدانات عديدة انطلقت من العواصم العربية والإقليمية، حيث عبّرت عن مخاوفها من أن يؤدي استمرار العنف إلى انفجار شامل في المنطقة.
*الإمارات: دعوة لضبط النفس والحوار*
الإمارات العربية المتحدة كانت من أولى الدول التي أدانت الضربة الإسرائيلية، حيث أعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن "قلقها العميق" إزاء استمرار التصعيد في المنطقة.
البيان الإماراتي جاء ليشدد على أهمية ضبط النفس وتجنب أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى نتائج كارثية على الأمن الإقليمي.
كما أكدت الإمارات على التزامها بالحوار كوسيلة لحل النزاعات، داعية إلى احترام سيادة الدول.
الموقف الإماراتي يعكس توجهًا واضحًا نحو دعم الاستقرار في المنطقة، حيث تسعى أبوظبي دائمًا إلى تجنب التوترات والعمل على تعزيز الحلول الدبلوماسية بدلاً من الصراع المسلح.
في هذا السياق، حذرت الإمارات من أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن السيطرة عليها، داعية جميع الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات.
*مصر: قلق بالغ من التصعيد*
من جانبها، عبّرت مصر عن "قلقها البالغ" إزاء التصعيد المستمر في المنطقة، حيث أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا حذرت فيه من خطورة استمرار العنف.
البيان المصري جاء ليؤكد على رفض القاهرة لأي إجراءات تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن الهجمات العسكرية الأخيرة تزيد من حالة الاحتقان الإقليمي وتعرّض الجميع للخطر.
مصر، التي تسعى دائمًا للحفاظ على استقرار المنطقة من خلال دورها المحوري، شددت على ضرورة الابتعاد عن أي أعمال تؤدي إلى توسيع رقعة الصراع.
القاهرة لطالما دعت إلى الحوار وحل النزاعات بالطرق السلمية، وهو الموقف الذي أعادت تأكيده في ضوء التطورات الأخيرة.
*العراق: تحذيرات من "النتائج الخطيرة"*
في العراق، أصدرت الحكومة بيانًا شديد اللهجة، محذرة من "مغبة النتائج الخطيرة" بسبب صمت المجتمع الدولي إزاء ما وصفته بالسلوك "الوحشي" لإسرائيل.
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من الضربة الإسرائيلية على مواقع عسكرية في إيران، المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أكد في بيانه، أن العراق حذر مسبقًا من خطورة عدم التصدي للإجراءات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن هذا الصمت الدولي يشجع على المزيد من التصعيد.
العراق، الذي يعاني من تداعيات الصراعات الإقليمية، يشدد على أهمية تجنب أي تصعيد إضافي قد ينعكس سلبًا على الوضع الأمني والسياسي الهش في البلاد.
في هذا السياق، ربط العوادي الهجوم الإسرائيلي الأخير بالاعتداءات السابقة على لبنان وسوريا، معتبرًا أن هذا السلوك يهدد الاستقرار الإقليمي بشكل عام.
*سوريا: تضامن مع الحليف الإيراني*
في دمشق، جاءت الإدانة السورية سريعة وقاطعة، حيث أدانت الحكومة السورية "العدوان الإسرائيلي السافر" على إيران، مؤكدة في بيان رسمي لوزارة الخارجية تضامنها الكامل مع طهران.
البيان السوري شدد على أن لإيران الحق المشروع في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها، معتبرًا أن هذا الهجوم الإسرائيلي يشكل انتهاكًا للسيادة الإيرانية ويؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة.
سوريا، التي تعتبر حليفًا استراتيجيًا لإيران في المنطقة، تجد نفسها في موقف متعاطف مع طهران، خصوصًا في ظل ما تتعرض له هي الأخرى من اعتداءات إسرائيلية متكررة تستهدف مواقع عسكرية داخل أراضيها، هذا التضامن يعكس التحالف الوثيق بين البلدين في مواجهة الضغوط الدولية والإقليمية.
*قطر وباكستان: دعوات لوقف "التهور"*
قطر من جهتها أدانت بشدة الهجوم الإسرائيلي على إيران، داعية إلى "ضبط النفس" وفتح قنوات الحوار لتجنب زعزعة الاستقرار في المنطقة.
البيان القطري عبّر عن قلق الدوحة من أن يؤدي التصعيد إلى عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي، مؤكدًا أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات.
باكستان كذلك أصدرت بيانًا يدين الهجوم الإسرائيلي، محذرة من أن هذه الضربات تمثل "تصعيدًا خطيرًا" قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها.
وزارة الخارجية الباكستانية دعت مجلس الأمن إلى التدخل الفوري لوقف "التهور" الإسرائيلي، محذرة من أن استمرار التصعيد قد يجر المنطقة إلى مواجهة شاملة.