سامح شكري.. أسد الخارجية المصرية لماذا يهاجمه الإخوان؟
يعد وزير الخارجية المصري سامح شكري أحد أبرز الوجوه التي تهاجمها جماعة الإخوان بسبب مواقفه البطولية
بين مختلف المحافل الدولية والإقليمية والمحلية، يلقن السفير سامح شكري، وزير الخارجية المصري، قادة الإخوان ومنصاتهم الإعلامية التي تحاول تشويه صورة القاهرة بين الحين والآخر، عبر إزاحة الستار عن الكثير من الإنجازات والحقائق المصرية.
البداية والنشأة
ولد السفير سامح شكري، في ٢٠ أكتوبر ١٩٥٢، بالقاهرة، والتحق بالسلك الدبلوماسي في عام 1976، حيث شغل منصب السفير في سفارتي مصر ولندن وبيونس آيرس، و“البعثة الدائمة لمصر” في نيويورك.
المناصب والمسؤوليات
في عام ١٩٧٦، أصبح ملحقا دبلوماسيا بوزارة الخارجية، ثم سكرتيرا ثالثا بسفارة جمهورية مصر العربية في لندن، وبين 1982-1984 بات سكرتيرا ثانيا في مكتب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وعقب ذلك شغل منصب سكرتير أول سفارة جمهورية مصر العربية في بينوس آيرس، الأرجنتين.
وبين عامي 1988- 1990، أصبح مستشار مكتب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وفي ١٩٩٤، كان مستشار الوفد المصري الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، وبالعام التالي أصبح مدير شؤون الولايات المتحدة وكندا بوزارة الخارجية، وعضوا بالوفد المصري لمؤتمر مراجعة وتمديد معاهدة منع الانتشار النووي، وبين أعوام 1995 - 1999 تولى مهام سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات والمتابعة.
مهام دبلوماسية
وفي عام 2000، أصبح رئيس فريق المفاوضات الخاص بمعاهدة مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود بفيينا، ومندوب مصر الدائم لدى منظمة الحظر الشامل للتجارب النووية، وبالعام التالي بات رئيس مجموعة الـ77 والصين في المنظمات الدولية في فيينا.
وخلال عام 2003، كان سفير جمهورية مصر العربية في فيينا، النمسا، المندوب الدائم لجمهورية مصر العربية في المنظمات الدولية في فيينا، وممثل مصر في مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ثم مساعدا لوزير الخارجية، ومدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، وبين 2004-2005 كمساعد وزير الخارجية، مدير مكتب وزير الخارجية.
وأصبح مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف بين 2005 و2008، وتولى رئاسة وفد اللجنة التحضيرية الثانية لمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي رئيس مجموعة الـ21 لمؤتمر نزع السلاح، في 2007، ومنسق تحالف الأجندة الجديدة لمؤتمر نزع السلاح، وبالعام التالي شغل منصب سفير جمهورية مصر العربية في واشنطن حتى عام ٢٠١٢.
وتولى شكري حقيبة وزارة الخارجية في عام 2014، في أول حكومة تم تشكيلها بعد ثورة يونيو، بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم.
مواقف دبلوماسية
أثناء وجوده في منصب سفير مصر بأميركا، وتحديدا في مارس 2011، سربت برقيات دبلوماسية أميركية عن بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في جنيف، أشادت بقوة وصلابة السفير سامح شكري وهجومه الذي أحيانا يخرج عن الخط السياسي للنظام المصري.
فيما أنه خلال تقرير دبلوماسي، في 2 يوليو 2008، أشاد بجهود شكري في عمله بحقوق الإنسان في مجلس الأمم المتحدة، وأن الوفد المصري واحد من الوفود الأكثر صعوبة في التعامل، حيث حشد الدعم للمواقف التي لا تدعمها الولايات المتحدة، منها تأكيده وجود مقاومة فلسطينية وعليها القتال أمام الأجانب المحتلين لأراضيها، وأن ما تفعله المقاومة هو دفاع مشروع عن النفس.
كما قاد حملة ضد المشروع المقدم من المنظمات غير الحكومية التي تربط الإسلام بانتهاك حقوق الإنسان في قضايا مثل القتل من أجل الشرف، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، مؤكدا أن الإسلام لا يأمر بتشويه أو ختان وليس الختان واجباً، وإنما الضغط تجاه التشريع لا انتقاد الإسلام أو أي دين آخر في المجلس، نظراً لأنها سوف تشعل المشاكل المرتبطة بحقوق الإنسان.
إنجازات للخارجية الدبلوماسية
وسعى خلال عمله على تعزيز الترابط الإفريقي والتعاون من أجل المصلحة المشتركة، حيث استضافت البلاد، القمة الثلاثية للكوميسا والساديك وتجمع شرق إفريقيا، ومنتدى الاستثمار في إفريقيا، وإعلان المبادئ الثلاثي الخاص بسد النهضة، ودعم العملية السياسية في ليبيا ورعاية جميع جولات الحوار بين الأطراف الليبية، بالإضافة بدور نشط في كل من سوريا وغزة واليمن والعراق.
كما حرص على تعزيز دور مصر شراكاتها مع عدة دول، منها الهند وإندونيسيا والمجر وسنغافورة عن طريق زيارات خارجية واتفاقات ومذكرات تفاهم، وإطلاق آلية تعاون ثلاثي مع قبرص واليونان، ولعب دورا في تطور العلاقات بين مصر وروسيا وتوقيع اتفاقات هامة في عدة مجالات، وهو ما ساعد في انتخاب مصر لعضوية المقعد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي عام 2015 بدعم واسع من الجمعية العامة، وتم اختيار مصر لرئاسة ثلاث لجان متخصصة في مجلس الأمن، وهي لجنة مكافحة الإرهاب ولجنتي عقوبات الأمم المتحدة المتعلقتين بجمهورية الكونغو الديمقراطية والعراق، وساعد في أن تكون بلاده شريكا للدول الخمس عشرة داخل المجلس التي تحمل عبء الحفاظ على السلم والأمن.
مواجهة الإخوان
في أعقاب ثورة 30 يونيو، ساعد في مواجهة حملة مكثفة من جماعة الإخوان لطمس الهوية المصرية والعمل ضد مفهوم الدولة في المنطقة، وتشويه صورة مصر الخارجية.
لم يترك شكري مناسبة دولية إلا وتطرق فيها لجرائم وفساد الإخوان ومهاجمة ممولي الإرهاب وخاصة سفير قطر، حيث إنه في الاجتماع السداسي لسد النهضة بالخرطوم، ألقى ميكروفون القناة القطرية الجزيرة الذي تم وضعه أمامه عند إلقاء البيان الختامي لاجتماعات سد النهضة بالعاصمة السودانية الخرطوم.
وخلال أزمة سد النهضة، شن ذباب الإخوان عدة محاولات لمهاجمة شكري وتقليل جهوده، خاصة بعد جلسات مجلس الأمن الدولى بشأن السد الإثيوبي، حيث زعم الجماعة فشل مساعي القاهرة، بينما تصدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتلك المحاولات، ووصفوه بـ"أسد الخارجية المصرية"، و"رجل المهام الصعبة"، معربين عن تقديرهم وامتنانهم لفريق وزارة الخارجية المصرية بقيادة السفير سامح شكري، لجهودهم الضخمة والدبلوماسية المصرية.