زيارة السيسي للمملكة.. دفعة جديدة للعلاقات المصرية ـ السعودية
زيارة السيسي للمملكة.. دفعة جديدة للعلاقات المصرية ـ السعودية

في توقيت تتسارع فيه التحولات الإقليمية، وتتصاعد الأزمات الممتدة من غزة إلى السودان ولبنان، جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى المملكة العربية السعودية بدعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتُعيد التأكيد على أن القاهرة والرياض تمثلان ركيزتين أساسيتين في معادلة الأمن والاستقرار العربي. الزيارة التي لم تتجاوز ساعات معدودة حملت في طياتها رسائل سياسية واقتصادية كبرى، وأكدت وحدة الرؤية بين القيادتين في مواجهة التحديات المشتركة.
مظاهر الحفاوة ودلالاتها
وصل الرئيس السيسي إلى مدينة نيوم، حيث كان في استقباله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي اصطحبه بنفسه في السيارة المخصصة للزيارة، في مشهد يعكس عمق الروابط الأخوية والخصوصية التي تميز العلاقة بين الزعيمين. هذا الاستقبال الاستثنائي لم يكن بروتوكولًا تقليديًا بقدر ما كان رسالة سياسية واضحة على متانة التحالف المصري ـ السعودي.
زيارة في توقيت حساس
المنطقة العربية تمر بمنعطف خطير، مع استمرار الحرب في غزة، وتفاقم الأزمات في دول عدة كسوريا ولبنان والسودان واليمن وليبيا. من هنا جاءت الزيارة لتعكس إدراكًا متبادلًا بأن التنسيق المصري ـ السعودي ضرورة استراتيجية وليس خيارًا، وأن مواجهة هذه التحديات تتطلب موقفًا موحدًا قادرًا على صناعة توازن حقيقي في الإقليم.
القضية الفلسطينية في صدارة المباحثات
منذ عام 1948، ظلت القاهرة والرياض تتقدمان الصفوف دفاعًا عن الحقوق الفلسطينية سياسيًا ودبلوماسيًا وإنسانيًا. وقد أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن التنسيق بين البلدين ساهم في إيصال الصوت العربي إلى القوى الكبرى كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين. الزيارة جاءت لتؤكد استمرار هذا النهج، خاصة مع تصاعد السياسات الإسرائيلية المتطرفة التي تهدد أمن المنطقة.
اقتصاد وتنمية.. أبعاد استراتيجية أخرى
واضاف فهمي لـ"العرب مباشر"، أن الزيارة لم تتوقف عند حدود الملفات السياسية، بل فتحت أيضًا الباب لتعزيز الاستثمارات المشتركة وتوسيع التعاون الاقتصادي، بما يواكب طموحات التنمية في البلدين ويدعم استقرار المنطقة. وهو ما يعكس رؤية شاملة للعلاقات الثنائية تتجاوز الأبعاد التقليدية إلى بناء شراكة استراتيجية متكاملة.
تحالف متجدد في مواجهة التحديات
يرى فهمي أن مصر والسعودية تمثلان "كفتي ميزان الاستقرار" في المنطقة، فالأولى تمثل العمق العربي في إفريقيا، والثانية العمق العربي في آسيا. ووحدة الموقف بينهما تجعل من الصوت العربي أكثر تأثيرًا في المحافل الدولية. وفي ظل المتغيرات الراهنة، يظل التنسيق بينهما ضمانة أساسية للحفاظ على الأمن الإقليمي وتجنب ويلات الحروب.
رسائل مهمة
تابع: "زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية حملت رسائل واضحة بأن القاهرة والرياض ماضيتان في ترسيخ تحالفهما الاستراتيجي لمواجهة التحديات، وتعزيز التعاون على الأصعدة كافة. وهي زيارة تؤسس لمرحلة جديدة من التوحد العربي، وتُعيد التأكيد على أن الشراكة المصرية ـ السعودية هي حجر الزاوية في معادلة الأمن العربي والإسلامي".