بعد اتفاقية العلا.. الإخوان بين الترحيل والسجن
وضعت اتفاقية العلا جماعة الإخوان في مأزق جديد
وضع على المحك، ليكون التوتر والقلق هو المسيطر الأكبر على الأوضاع داخل خلايا الإخوان بقطر، منذ الإعلان عن عودة العلاقات وإنهاء المقاطعة العربية للدوحة، تزامنا مع الإطاحة بالجماعة في تركيا للتقارب أيضا مع مصر ودول الخليج.
إعلان العلا يزلزل الإخوان
بدأ ذلك التوتر في صفوف الجماعة، منذ "إعلان العلا" الذي تم توقيعه في يناير الماضي، حينما وقع قادة القمة الخليجية الـ41 التي استضافتها المملكة العربية السعودية، حيث وصفها حينها أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بـ"الإنجاز التاريخي"، وتضمنت مبادئها الـ13، هو أن قطر تحتاج إلى قطع كل علاقاتها مع "المنظمات الإرهابية والطائفية والأيديولوجية"، ولاسيما جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش والقاعدة وفتح الشام وحزب الله اللبناني، على أن تصنفهم رسميا كمجموعات إرهابية، بناء على قائمة الإرهاب التي أعلنتها السعودية والبحرين والإمارات ومصر.
وعقب اتخاذ تلك الخطوة الحاسمة، تم تقليص حدة الانتقادات التي تشنها المنصات القطرية والإخوانية ضد دول الرباعي العربي، وتقليل ظهورهم، مع استمرار تواجدهم داخل الدوحة، والذي كان بمثابة ضربة قاصمة للجماعة التي سعت لتأجيج الخلاف، أملا في عدم حله.
صورة تكشف التقارب بين الإمارات والسعودية وقطر
ولذلك سعت الجماعة بعدة سبل للإيقاع مجددا بين قطر والرباعي العربي، من خلال خلاياها النائمة بالدوحة، إلا أنهم تلقوا صفعة جديدة منذ أيام، تمثلت في لقاء ودي بين عدد من مسؤولي دول الرباعي وقطر.
وفي ١٧ سبتمبر الجاري، تلقى الإخوان تلك الضربة من خلال ما نشره بدر العساكر، مدير مكتب ولي العهد السعودي، وهو صورة تجمع الأمير محمد بن سلمان مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ومستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، على هامش "لقاء ودي أخوي بالبحر الأحمر"، وفقا لوصفه.
وظهر الثلاثي في صورة تظهر اللقاء الودي والتقارب والتواضع بينهم، في ملابس رياضية غير رسمية، مرتدين "شورت" وتي شيرت أو قميص قصير الكمين، وهم يضحكون بشدة.
مصير الجماعة
ولّد ذلك اللقاء الودي تساؤلات عديدة عن مصير الجماعة، خاصة مع ظهور نية قطرية للتقارب مع الرباعي العربي لكسر عزلتها الدولية البالغة، لذلك تطرق أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، إلى "إعلان العلا" الصادر عن القمة الخليجية في المملكة العربية السعودية، مؤكدا أنه كان تجسيدًا لمبدأ حل الخلاف بالحوار، مضيفا: "أتى إعلان العلا الذي صدر عن قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في شهر يناير الماضي تجسيدا لمبدأ حل الخلافات بالحوار القائم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ونحن واثقون من ترسيخ هذا التوافق الذي حصل بين الأشقاء".
وفي ظل تلك الخطوات، أثيرت عدة أسئلة عن مصير الجماعة، خاصة بعد التحجيم الذي تعرضوا له بالبلاد، وفي تركيا أيضا، من قرارات بوقف برامج الإخوان، وآخرهم حسام الغمري وهيثم أبو خليل، وسبقهم معتز مطر وحمزة زوبع، وغيرهم، فضلا عن غلق مقار الإخوان وتحديد أنشطتهم وتكميم أفواههم لأجل مصر والإمارات والسعودية، ليهرع بعضهم إلى الخارج هربا، وهو أحد السيناريوهات المتوقعة في الدوحة.
الطرد أو الانسحاب للإخوان
وتوقع سامح عيد، الإخواني المنشق والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن يتم إقصاء عدد من الإخوان في الدوحة، خاصة بعد تقليل ظهورهم عبر منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي، وتراجع حدة الانتقادات للرباعي العربي بصورة واضحة.
وقال عيد: إنه من المحتمل أن يتم طرد الإخوان من قطر، أو الضغط عليهم لأجل الخروج بصورة ومغادرة أراضيها دون إحراج للتنظيم الدولي بعد تغلغله في الدوحة لعدة أعوام.
وفيما يخص مصير الجماعة بعد الطرد من قطر وتركيا، رجح أن يتجه بعضهم إلى بريطانيا وكندا، بالإضافة إلى دول جنوب شرقي آسيا التي تشهد صراعات ضخمة، وخاصة أفغانستان بعد سيطرة طالبان عليها وعلاقات التنظيم القوية بها.