الألمان يصوتون لاختيار خليفة ميركل.. والاستطلاعات تترقب ائتلافا ثلاثيا

يصوت الألمان لاختيار خليفة ميركل

الألمان يصوتون لاختيار خليفة ميركل.. والاستطلاعات تترقب ائتلافا ثلاثيا
صورة أرشيفية

انطلقت الانتخابات الألمانية، اليوم الأحد، حيث توجه الألمان إلى صناديق الاقتراع لاختيار مستشارهم الجديد الذي سيكون خليفة للمستشارة أنجيلا ميركل للمرة الأولى منذ توليها المستشارية قبل ١٦ عاما مضت.

وفي انتخابات تشريعية محتدمة، دعت السلطات الألمانية نحو 60,4 مليون ناخب، للتصويت في انتخابات مفتوحة أكثر من أي وقت مضى، ما يبقي على كافة الاحتمالات، وينذر بأشهر طويلة من المفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي. 

مفاوضات طويلة

ووفقا لـ"فرانس برس"، يتوقع المراقبون أن تستغرق عملية مفاوضات تشكيل حكومة جديدة شهورا، لتبقى ميركل في السلطة لتصريف الأعمال.

استطلاعات الرأي

وتؤكد استطلاعات الرأي أن التصويت يأتي هذه المرة في انتخابات تشريعية متقاربة الفرص، يشكل فيها الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنتمي ليسار الوسط تحديا كبيرا للمحافظين من الاتحاد المسيحي الاجتماعي، الذين يستعدون لفترة ما بعد أنجيلا ميركل.

ألمانيا والسياسة الأوروبية
 
ومن المرتقب أن يحمل الشكل النهائي للحكومة الألمانية تأثيرا كبيرا على السياسة الدولية المقبلة للبلاد، حتى في حال قادت الأحزاب الثلاثة الكبيرة حملة وسطية.

وتتركز أنظار الدول الأوروبية المجاورة لألمانيا على هذا الاستحقاق الانتخابي، حيث إن تأثير برلين على سير شؤون الاتحاد الأوروبي يعتبر أمرا حاسما.

وتؤكد "فرانس برس" أن ألمانيا ستكون أكثر ميلا إلى التضامن المالي في أوروبا مع حكومة يسيطر عليها الاشتراكيون الديمقراطيون وحزب الخضر؛ ما ستكون كذلك مع المحافظين والليبراليين، الذين يؤيدون أكثر من اليسار المهمات العسكرية في الخارج.

ومع ذلك، فقد تشهد ألمانيا فترة توتر مع حلف شمال الأطلسي إذا تشكلت حكومة تضم حزب "دي لينكه" اليساري الراديكالي، خصوصا وأن الحزب يروج لحل حلف الناتو.

كما سيعتمد تطور الثنائي الفرنسي الألماني الذي شهد بعض الإخفاقات في عهد ميركل، على النتيجة النهائية.

نظام ألمانيا الانتخابي

ومنذ الحرب العالمية، تتبنى ألمانيا نظاما انتخابيا بين نهج "الفائز يحصل على كل شيء" كما في بريطانيا والولايات المتحدة، ونظام التمثيل النسبي الذي يفسح المجال أمام مزيد من الأحزاب الصغيرة. 

وعلى ذلك، فعندما يدخل الناخب إلى مركز الاقتراع، يتعين عليه وضع إشارتين على بطاقة الاقتراع، الأولى يختار عبرها ممثله المباشر في الدائرة، والثانية لاختيار حزبه السياسي المفضل. 

وتقول التقارير الألمانية: إن الخيار الأول يهدف إلى ضمان بقاء جميع الدوائر الألمانية التي تبلغ  299 دائرة، ممثلة في البرلمان الألماني "البوندستاغ".

فيما يحدد الخيار الثاني النسبة الإجمالية للمقاعد التي سيشغلها كل حزب في البرلمان.

وقبل حلول موعد الانتخابات، يتم إعداد الأحزاب لـ"قوائم للمرشحين" في كل من الولايات الـ16. وتحظى الأسماء التي تحل في الصدارة بالفرص الأكبر للحصول على مقعد.

ومن ثَم، يحق للحزب الذي يحصل على العدد الأكبر من الأصوات تعيين العدد الأكبر من النواب في البوندستاغ.
 
إقبال متوسط

وحسبما أكدت الوكالة الفرنسية، يبقى الإقبال حاليا (على مكاتب التصويت) متوسطا إلى حد ما، وهو أمر لا يعني ضعف نسبة المشاركة"؛ إذ إن عددا كبيرا جدا من الألمان قرروا التصويت عن طريق البريد بسبب جائحة فيروس كورونا.

آخر الاستطلاعات

وتؤكد آخر الاستطلاعات تقدم الاشتراكيين الديمقراطيين، بزعامة وزير المالية في عهد ميركل، أولاف شولتس، حيث يتفوق بفارق طفيف على منافسه الأقرب أرمين لاشيت.
 

وبحسب تلك الاستطلاعات، حصل شولتس على 25 بالمئة من نوايا الأصوات، مقابل 22 إلى 23 بالمئة للمحافظين بزعامة أرمين لاشيت، وهي أدنى نسبة تاريخية لحزب المسيحي الاجتماعي الذي تنتمي إليه المستشارة المنتهية ولايتها، ميركل.

ويرى مرشح المحافظين، أرمين لاشيت، أن تشكيل تحالف يساري يقوده الحزب الديمقراطي الاشتراكي مع حزب الخضر وحزب لينكه سيزعزع استقرار أوروبا. وقال لاشيت (60 عاما): "إنهم يرغبون في إخراجنا من حلف شمال الأطلسي، ولا يريدون هذا الحلف. إنهم يريدون جمهورية أخرى.. لا أريد أن يكون ليكنه في الحكومة المقبلة".

بينما يبرز اسم أولاف شولتس، مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي ووزير المالية في ائتلاف ميركل، حيث إنه فاز بكل المناظرات التلفزيونية الثلاث لأبرز المرشحين.

ولا يستبعد شولتس (63 عاما) التحالف مع حزب ليكنه، لكنه قال إن عضوية حلف الأطلسي خط أحمر لحزبه.

توقعات ائتلاف ثلاثي

ووسط المشهد السياسي الألماني، تشير الاستطلاعات إلى احتمال تشكيل ائتلاف ثلاثي، حيث إن أحدث استطلاعات كشفت عن آراء الناخبين التي منحت الحزب الديمقراطي الاشتراكي تقدما بفارق ضئيل، لكن المحافظين ضيقوا الفجوة في الأيام الأخيرة، ولم يحسم العديد من الناخبين آراءهم بعد.

فيما تشير أقرب السيناريوهات إلى أن الفائز من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وتحالف حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي سيشكل ائتلافا مع الخضر وحزب الديمقراطيين الأحرار.