واشنطن بوست: مصير غامض للقواعد العسكرية الروسية في سوريا بعد سيطرة المعارضة

واشنطن بوست: مصير غامض للقواعد العسكرية الروسية في سوريا بعد سيطرة المعارضة

واشنطن بوست: مصير غامض للقواعد العسكرية الروسية في سوريا بعد سيطرة المعارضة
سقوط بشار الأسد

شهدت سوريا تغييرات جذرية بعد الإطاحة المفاجئة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما يثير تساؤلات حول مستقبل القواعد العسكرية الروسية الكبرى في البلاد، والتي كانت تمثل أحد أهم الأصول الاستراتيجية لموسكو، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.


مواجهة المجهول


وأفادت الصحيفة، بأن روسيا تمتلك مجموعة من القواعد العسكرية الكبرى في سوريا، أبرزها قاعدة بحرية في ميناء طرطوس على البحر الأبيض المتوسط، وقاعدة جوية في حميميم بمحافظة اللاذقية، هذه المنشآت كانت تُستخدم لتمكين موسكو من تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتابعت، أن بعد سقوط الأسد على يد قوات المعارضة بقيادة جماعة "هيئة تحرير الشام" الإسلامية، تواجه روسيا معضلة جديدة، حيث تعرف الجماعة المسيطرة الآن على سوريا بمواقفها العدائية تجاه داعمي النظام السابق، ما يجعل مستقبل القواعد الروسية غير مضمون.

وفي هذا السياق، صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا "تفعل كل ما هو ضروري وكل ما هو ممكن" لضمان سلامة قواعدها العسكرية في سوريا.

وتعتبر القاعدة البحرية في طرطوس، التي بُنيت في عام 1977، من الأصول الروسية الحيوية. وعلى الرغم من أنها كانت شبه خاملة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، إلا إن التدخل العسكري الروسي في الحرب السورية عام 2015 أعاد تفعيلها وتوسيعها بموجب عقد إيجار طويل الأمد يمتد لـ49 عامًا.

أما قاعدة حميميم الجوية، التي أُنشئت في عام 2015 في ذروة العلاقة بين موسكو ودمشق، فقد أصبحت مركزًا رئيسيًا لتنفيذ العمليات الجوية الروسية في سوريا وخارجها، وتستخدمها روسيا أيضًا لدعم نشاطها العسكري في دول مثل ليبيا والسودان وجمهورية إفريقيا الوسطى.



إخلاء القواعد


ووفقًا للصحيفة الأمريكية، فقد بدأت القوات الروسية بالفعل بإخلاء بعض قواعدها في مناطق مثل منبج وكوباني، التي كانت تستخدم لمراقبة وقف إطلاق النار مع تركيا، لكن حتى الآن، لا توجد أدلة تشير إلى انسحاب واسع النطاق من طرطوس أو حميميم.

وفي حالة فقدان روسيا لقاعدة طرطوس، فإن ذلك سيؤثر بشدة على قدرتها البحرية في شرق المتوسط، خاصة مع تزايد التهديدات التي تواجه قواعدها الأخرى في البحر الأسود بسبب الحرب في أوكرانيا.

وعلى الرغم من وجود قواعد عسكرية لعدة دول أخرى في سوريا، إلا إن حجم وأهمية القواعد الروسية يفوقها جميعًا. 

وأشارت الصحيفة، أنه مع التغيرات السياسية والعسكرية في سوريا، تواجه روسيا خطر فقدان واحدة من أهم أصولها الاستراتيجية في الشرق الأوسط. ووسط تصاعد التوترات والضغوط الدولية.