وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف مخطط إقامة بؤر استيطانية شمال غزة ويتجاهل الجدل الداخلي

وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف مخطط إقامة بؤر استيطانية شمال غزة ويتجاهل الجدل الداخلي

وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف مخطط إقامة بؤر استيطانية شمال غزة ويتجاهل الجدل الداخلي
وزير الدفاع الإسرائيلي

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، مجددًا إمكانية إقامة نوى مستوطنات تابعة لحركة «نحال» في شمال قطاع غزة، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في إطار فعاليات «مكور ريشون»، ونقلته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وجاءت تصريحات كاتس بعد يومين من تصريحاته السابقة التي أعلن فيها نيته إنشاء هذه النوى، ثم تراجع عنها، لكنه عاد اليوم ليؤكد رؤيته الأصلية بشأن المشروع.

رؤية الاستيطان

وأشار كاتس إلى أن التراجع عن قراره السابق لم يكن سوى جزء من التشبيه، قائلاً: «الرجوع للخلف أقوم به فقط أثناء القيادة»، مضيفًا أن رؤيته تتضمن إنشاء مناطق تعليمية ومستوطنات محدودة في الشمال، مع الإشارة إلى أن القطاع سيظل منطقة أمنية هامة حتى في المرحلة الثانية، مضيفًا أن شمال غزة سيكون المكان المناسب لإقامة نوى مستوطنات «نحال».

وجاءت هذه التصريحات في وقت يشهد فيه القطاع نقاشات مكثفة على المستويات العسكرية والسياسية في إسرائيل، فيما يتعلق بإدارة الأراضي والسيطرة عليها بعد الحرب الأخيرة، وسط تقارير عن وجود ضغوط لتنسيق الخطط مع الجيش الإسرائيلي.

احتلال شمال غزة

وفي جانب آخر من تصريحاته، علق كاتس على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مؤكدًا على أهمية التعاون بين القيادة السياسية والعسكرية، قائلاً: إن اختيار الجنرالات المتميزين في الجيش يعكس الرغبة في وجود «خيول قوية تسعى للمواجهة»، مشيرًا إلى أن المراحل المقبلة ستتضمن وضع خطة عمل منظمة تشمل بناء القوة العسكرية، إنشاء قاعدة أهداف واضحة، وتطوير القدرات لمواجهة هذه الأهداف.

ويأتي هذا التأكيد على إمكانية إقامة المستوطنات بعد أيام قليلة من تصريحاته في مؤتمر آخر في بيت إيل، حيث شدد على عدم التراجع عن السيطرة على الأراضي في شمال غزة أو سوريا، مؤكدًا أن إسرائيل في مرحلة سيادة فعلية، وأن الفرص المتاحة حاليًا لم تتحقق منذ سنوات.

لكن سرعان ما تراجعت تصريحات كاتس وفق تقارير وكالة «رويترز»، حيث أكد لاحقًا أن الحكومة الإسرائيلية لا تعتزم إقامة مستوطنات في قطاع غزة، وأن الجيش لن ينسحب بالكامل من القطاع لأسباب أمنية، مشيرًا إلى أنه سيتم إنشاء وحدة مدنية عسكرية في المنطقة الفلسطينية المنفصلة.

وعلى الرغم من هذا التراجع، أثارت التصريحات الأولية لكاتس ردود فعل متباينة في الأوساط الأمنية، حيث أعرب مسؤولون عسكريون عن صدمتهم من تصريحات الوزير، مشيرين إلى أنها لم تتوافق مع الخطط الجارية ولم يتم التشاور معهم قبل الإدلاء بها، خاصة في فترة حساسة تتعلق بالتنسيق مع الولايات المتحدة بشأن قضايا قطاع غزة.

تعكس هذه التطورات التباين الكبير بين الرؤية السياسية للوزير والرؤية العسكرية، مع استمرار النقاش حول مستقبل شمال قطاع غزة وأهمية التخطيط الاستراتيجي للمرحلة القادمة بعد الحرب.