مقابل 400 دولار.. تجارة الرقيق تعود إلى ليبيا.. من المسؤول؟

عادت تجارة الرقيق إلي ليبيا لتزيد معاناة الناس

مقابل 400 دولار.. تجارة الرقيق تعود إلى ليبيا.. من المسؤول؟
صورة أرشيفية

كشف موقع "سكوب إمباير" عن كارثة إنسانية تحدث في ليبيا المنكوبة بالميليشيات الإرهابية، حيث عادت تجارة الرقيق في أبشع صورها، وأصبح يباع الإنسان مقابل 400 دولار على الأراضي الليبية.

ويُذكر تقرير "سكوب إمباير" بأنه منذ عام 1997، حددت اليونسكو يوم 23 أغسطس يوما رسميًا ودوليًا للاحتفال بإلغاء تجارة الرقيق. 

ثورة على العبودية

وكان إعلان هذا اليوم بمثابة ليلة انتقالية في تاريخ البشرية، عندما ثار الأفارقة على نظام العبودية في الفترة من 22 إلى 23 أغسطس 1791، حيث ثار الرجال والنساء الأفارقة الذين تم بيعهم كعبيد فيما يعرف الآن باسم هايتي وجمهورية الدومينيكان. 

وشقت صرخات الأفارقة المطالبين بالحرية والاستقلال الليل، وكانت بمثابة حافز لإلغاء تجارة الرقيق في وقت لاحق. 

ويشدد التقرير على أن تجارة الرقيق هي بلا شك واحدة من أكثر الفصول وحشية وغير إنسانية في الوجود البشري خلال القرون الماضية. 

وحسبما نقل "سكوب إمباير"، قالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي: "لقد حان الوقت نهائيًا للقضاء على الاستغلال البشري والاعتراف بالكرامة المتساوية وغير المشروطة لكل فرد على وجه الأرض". وتساءلت: رغم ذلك.. هل انتهت تجارة الرقيق وذهبت إلى غير عودة؟ أم أنها ما زالت موجودة بيننا بقوة في العالم الحديث؟

تجارة الرقيق في ليبيا

وحذر التقرير من أن تجارة الرقيق ما زالت تحدث في ليبيا المجاورة مباشرة، وهي دولة شهدت تغيرات جذرية خلال الربيع العربي، وانزلقت في حرب أهلية دارت بين عدة فصائل من الجماعات المسلحة. 

وتابع إنه بالإضافة إلى ذلك، تعد ليبيا الدولة الرئيسية التي يغادر منها المهاجرون الأفارقة عن طريق البحر لطلب اللجوء في أوروبا. وقد تلقت وكالة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تقارير متزايدة عن حالات القتل والاغتصاب والسرقة بين المهاجرين. 

وتابع موقع "سكوب إمباير"، أنه نظرًا لضعف هؤلاء المهاجرين، فقد تم بيعهم أيضًا كعمال في مزادات العبيد مقابل 400 دولار. 

فيديو مشين

وبحسب شبكة "سي إن إن"، فقد أكدت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) تقارير عن وجود أسواق للعبيد، وقالت المنظمة: "يعذب مئات الشباب الأفارقة المتجهين إلى ليبيا".

 وأورت الشبكة الأميركية عبارات مشينة جاءت على لسان بائع المزاد، الذي قال في عرضه لبيع أحد الأشخاص: "هل يحتاج أي شخص إلى حفار؟ هذا حفار، رجل قوي كبير، سيحفر. ما هو العطاء الذي أقدمه، وماذا أقدم؟"، وهو ما ظهر في مقطع فيديو تم تسجيله سرًا يظهر مهربين يبيعون المهاجرين الأفارقة مثل الماشية خارج العاصمة الليبية طرابلس.

وبمجرد ظهور الفيديو، اهتز ضمير العالم، وتدفقت صيحات الدول الإفريقية والعديد من المشاهير، مستندين لما يعانيه هؤلاء المهاجرون حتى يومنا هذا. 

تجربة مؤلمة

وقال موسى سانوجو، وهو مهاجر ناج من السخرة في الحقول، بالإضافة إلى الضرب الجسدي: "كنا عبيداً". 

وأضاف أن السجانين الليبيين في هذا الأمر، يرون الرجال السود على أنهم مجرد حيوانات، ولكن حتى ذلك الحين، تتلقى الحيوانات معاملة أفضل منهم. إذ كان سانوجو يأمل في الوصول إلى إيطاليا عن طريق البحر، لكنه عاد في النهاية إلى ساحل العاج بعد تجربته المروعة في ليبيا.

قمة إفريقية- أوروبية

وبحسب "سكوب إمباير"، فمن المقرر عقد قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي يومَيْ 29 و 30 نوفمبر في أبيدجان، بساحل العاج، ومن بين جداول الأعمال المدرجة في القمة تجارة الرقيق الجارية في ليبيا. 

وأوضح التقرير أن هدف القمة هو زيادة النمو الاقتصادي طويل المدى لإفريقيا، مضيفة أنهم تعهدوا في قمة هذا العام بالاعتراف ومعالجة مسألة تجارة الرقيق، التي لم يعد لها مكان في القرن الحادي والعشرين، أو في وجود البشرية.