"المعتقلات بدلاً من المدرجات".. أردوغان يعتقل طلاب الجامعة في تركيا
يثبت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوما بعد الآخر أنه يعاني من انفصام في الشخصية، وهذا ما ظهر جليا حينما تناسى ما وعد به قبل انقضاء عام 2020، بإقرار إصلاحات قانونية وقضائية في تركيا، حيث اعتقلت الشرطة التركية أمس، الاثنين، 159 طالبا جامعيا إثر احتجاجات في إسطنبول على تعيين الرئيس التركي عميدا جديدا في إحدى كبرى الجامعات في البلاد.
فساد برعاية الحزب الحاكم
وانطلقت في إسطنبول هذا الشهر مظاهرات لطلاب وأعضاء هيئة تدريس جامعة بوغازيجي "البوسفور"؛ اعتراضا على القرار الرئاسي بتعيين مليح بولو القيادي في حزب العدالة والتنمية رئيسا للجامعة.
ووجهت بعض المنظمات والجمعيات غير الحكومية دعوات لعقد اجتماعات ومظاهرات والإدلاء ببيانات صحفية أمام وحول حرم جامعة بوغازيجي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الصحافة، بحسب بيان صادر عن حاكم إسطنبول.
وحشية الشرطة تجاه الطلاب
وفي تكرار للمشهد الوحشي، حين اعتدت الشرطة التركية على طلاب جامعة بوغازيجي، الذين نظموا 4 يناير الماضي، احتجاجًا ضد تعيين الرئيس التركي لـ"بولو"، رئيسا للجامعة، شهدت الجامعة أمس الاحتجاجات ذاتها، ليتأكد للقاصي والداني أن لا صوت يعلو فوق صوت أردوغان في تركيا، وأن وعوده بإصلاح تركيا ليست إلا محاولات لاستقطاب الأصوات الانتخابية.
أكاذيب المسؤولين
حاكم إسطنبول تحجج بفيروس كورونا، وقال: إن مجلسي النظافة العامة في بشيكتاش وساريير أوقفا في 5 يناير، جميع الأنشطة لمنع انتشار وباء كورونا ولحماية الصحة العامة، لمدة شهر.
ويعترض الطلاب وأعضاء هيئة تدريس جامعة بوغازيجي على قرار تعيين رئيس للجامعة من خارج كادرها الأكاديمي ويعتبرونه بمثابة تمهيد لفرض سيطرة سياسية وأمنية على النشاط الأكاديمي في جامعة بوغازيجي.
وزعم حاكم إسطنبول في بيانه أن القرار سالف الذكر ساري المفعول حتى الخامس من فبراير الجاري، وقال: "إن الدراسات التي أجرتها دولتنا في نطاق مكافحة وباء كورونا تظهر نتائج إيجابية، ومع ذلك، فإن الوباء لم ينتهِ بعد، والدعوات المذكورة أعلاه للنشاط ستعرض الصحة العامة للخطر من خلال انتهاكنا إجراءات جارية بالفعل لمكافحة الوباء، نحتاج إلى دعم مواطنينا الكرام، نتوقع حساسية من جميع مواطنينا حتى لا تنقطع مكافحة الوباء بجهد كبير وتفانٍ في مدينتنا، قواتنا الأمنية دائما في العمل".
أردوغان يتحدى الديمقراطية
ونشر موقع "T24" الإخباري، بيانا لطلاب الجامعة التركية في الرابع من يناير الماضي، أكدوا فيه أنهم لن يقبلوا بهذا القرار ولن يستسلموا، قائلين: "كما حدث في عام 2016، نواجه تدخلا جديدا لتعيين رئيس للجامعة من قبل السلطات العليا، بدلاً من أن يأتي بطريقة ديمقراطية".
وأضاف الطلاب في البيان: أن "تركيا لأول مرة منذ النظام العسكري في الثمانينيات، تشهد تعيين رئيس لجامعة بوغازيتشي من خارج هيئة التدريس بالجامعة؛ ما يعني استمرار الممارسات المناهضة للديمقراطية".
ولم تكتفِ الشرطة التركية بإطلاق الرصاص على الطلبة الجامعيين، بل أغلقت أبواب الجامعة بالأصفاد، لمنع الطلاب من دخول الحرم الجامعي، وسحبت الشرطة قواتها إلى داخل الحرم الجامعي، في سيطرة واضحة على الأبنية التعليمية الخاصة بالمنشأة العامة، وسط هتافات الطلبة المنددة بالأساليب الأمنية القمعية التي تنتهجها الحكومة التركية.