إيران تضرب القواعد الأمريكية وتصاعد خطير في المواجهة

إيران تضرب القواعد الأمريكية وتصاعد خطير في المواجهة

إيران تضرب القواعد الأمريكية وتصاعد خطير في المواجهة
قصف القواعد الأمريكية في المنطقة

في تصعيد هو الأخطر منذ سنوات، أطلقت إيران، اليوم الاثنين، سلسلة من الضربات الصاروخية باتجاه قواعد أمريكية في كل من قطر والعراق، ضمن عملية عسكرية مفاجئة أطلقت عليها اسم بشائر الفتح، وذلك ردًا على الغارات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال الساعات الـ24 الماضية.

الهجمات، التي أعلنت عنها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، استهدفت تحديدًا قاعدة "العديد" الجوية، كبرى القواعد الأمريكية في منطقة الخليج، وقواعد أخرى في العراق؛ مما دفع البنتاغون إلى إعلان حالة التأهب القصوى في كافة قواعده بالمنطقة.

الحرس الثوري يتبنى.. "رد مشروع" على العدوان الأمريكي

الحرس الثوري الإيراني تبنى العملية بالكامل، مؤكدًا -في بيان له- أن الضربات جاءت "في إطار الرد المشروع على الاعتداءات الأمريكية الأخيرة"، وأن العملية نفذت بالتنسيق الكامل مع وحدات من الجيش الإيراني، في خطوة نادرة تظهر حجم التوافق العسكري داخل المؤسسة الإيرانية.

البيان أشار أن العملية استهدفت مراكز القيادة والعمليات في القواعد الأمريكية، وأكد أن "أي اعتداء على السيادة الإيرانية سيُواجه برد أقوى في المستقبل".

قطر ترد بغضب: انتهاك صارخ لسيادتنا

ولم تمر ساعات على الهجوم حتى أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانًا شديد اللهجة، أكدت فيه أن القصف الإيراني يمثل "انتهاكًا صارخًا لسيادة الدولة والمجال الجوي القطري"، مضيفة أن "قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع طبيعة وحجم العدوان".

وأشارت الوزارة، أن منظومات الدفاع الجوي القطرية نجحت في اعتراض عدد من الصواريخ الإيرانية قبل وصولها لهدفها، وأنه لم يتم تسجيل إصابات بشرية، مع وعد بإصدار بيان مفصل في وقت لاحق لكشف ملابسات الهجوم.

مشاهد الانفجارات تُرعب السكان 


وقد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر لحظة اعتراض الصواريخ، ترافقت مع دوي انفجارات ضخمة في سماء الدوحة، ما تسبب بحالة ذعر في صفوف المدنيين.

في الوقت نفسه، تم الإعلان عن إغلاق قاعدة "العديد" مؤقتًا كإجراء احترازي، وفق ما أفادت به هيئة الطيران المدني الأمريكية، وسط مخاوف من تكرار الهجمات.

ضربات متزامنة في العراق ومخاوف من حرب شاملة

في تطور موازي، أكدت مصادر أمنية عراقية، أن قواعد أمريكية في مناطق مختلفة من العراق، بينها قاعدة "عين الأسد"، تعرضت لقصف متزامن ضمن العملية الإيرانية ذاتها، ما يؤكد أن طهران خططت لهجوم واسع النطاق عبر جبهات متعددة.

المراقبون وصفوا الهجوم بأنه "رسالة إيرانية مزدوجة" موجهة لواشنطن وحلفائها في المنطقة، وأنه قد يكون مقدمة لمرحلة جديدة من المواجهة العسكرية المباشرة.

وفي أول تعليق رسمي، قال وزير الخارجية الأمريكي: إن "الهجوم الإيراني لن يمر دون رد"، وإن كافة الخيارات مطروحة على الطاولة لحماية الجنود والمنشآت الأمريكية في الخليج.

من جهتها، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، محذّرة من أن "أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي".

ويرى محللون عسكريون، أن العملية الإيرانية تمثل نقلة خطيرة في قواعد الاشتباك بين طهران وواشنطن، خاصة أن هذه المرة تم استهداف قواعد عسكرية داخل أراضي حليفة لواشنطن مثل قطر، وهو ما قد يدفع بقية دول الخليج إلى إعادة حساباتها الأمنية.

ويُعتقد أن إيران اختارت التوقيت بعناية، بعد ساعات من الضربات الأمريكية على منشآتها النووية، لإرسال رسالة مزدوجة مفادها أنها لن تكتفي بالرد داخل حدودها، بل قادرة على الوصول إلى العمق الأمريكي في المنطقة.