شهدت سوريا تصعيدًا عسكريًا كبيرًا من قبل إسرائيل عقب انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأعلنت القوات الإسرائيلية عن تنفيذ ضربات جوية واسعة النطاق على أهداف عسكرية في مختلف أنحاء سوريا.

كما قامت بنشر قوات برية في المنطقة العازلة لأول مرة منذ خمسين عامًا، متجاوزة حدودها في بعض المواقع حتى وصلت إلى ريف دمشق، لتتجاوز كافة الخطوط الحمراء للمرة الأولى منذ 50 عامًا.

غارات جوية مكثفة

وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن إسرائيل نفذت نحو 480 ضربة خلال اليومين الماضيين، مستهدفة مستودعات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن البحرية الإسرائيلية دمرت الأسطول السوري بالكامل خلال الليل، واصفًا العملية بأنها "نجاح كبير". 

وفي مؤتمر صحفي نادر يوم الاثنين، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انهيار نظام الأسد بأنه "فصل جديد وديناميكي".

وأكد أن هذا الانهيار نتيجة للضربات التي وجهتها إسرائيل لحماس وحزب الله وإيران، مشيرًا أن "المحور لم يختفِ بعد، لكن كما وعدتُ – نحن نغير وجه الشرق الأوسط". 

مخاوف الفوضى

وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه رغم ارتياح المسؤولين الإسرائيليين لسقوط الأسد، الذي كان حليفًا قويًا لإيران وممرًا رئيسيًا لتزويد حزب الله بالسلاح، أعربوا عن قلقهم من إمكانية سيطرة الإسلاميين المتشددين على سوريا، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل عبر مرتفعات الجولان المحتلة. 

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جادعون ساعر،: إن إسرائيل تستهدف المنشآت العسكرية السورية التي تحتوي على أسلحة كيميائية وصواريخ بعيدة المدى، للحيلولة دون وقوعها في "أيدي المتطرفين".

قصف مكثف

وأكدت الشبكة الأمريكية، أن العاصمة السورية دمشق شهدت أصوات انفجارات عنيفة نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية.

وأفادت مجموعة "صوت العاصمة" المعارضة أن القصف الليلي كان الأعنف في دمشق منذ 15 عامًا.

وقالت قوات الاحتلال الإسرائيلية إنها استهدفت مواقع متعددة في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية وتدمر، بما في ذلك المطارات والبطاريات المضادة للطائرات ومواقع إنتاج الأسلحة.

كما دمرت البحرية الإسرائيلية منشأتين بحريتين سوريتين، حيث تم القضاء على 15 سفينة وعدد كبير من الصواريخ. 

أنكرت إسرائيل نيتها التقدم نحو دمشق، لكنها أكدت وجود عمليات خارج المنطقة العازلة، وأعلنت أنها تعمل على إنشاء "منطقة أمان خالية من الأسلحة الاستراتيجية والبنى التحتية الإرهابية" جنوب سوريا. 

وأكدت مصادر محلية، أن القوات الإسرائيلية توغلت حتى قرية بقااسم، على بعد 25 كيلومترًا من العاصمة دمشق، وهي منطقة استراتيجية تقع في سفوح جبل الشيخ الذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية يوم الأحد.