المشهد السوري.. سقوط الأسد وأزمات داخلية تحت ضغط التدخلات الإسرائيلية
المشهد السوري.. سقوط الأسد وأزمات داخلية تحت ضغط التدخلات الإسرائيلية
بعد سقوط نظام بشار الأسد، تواجه سوريا تحولًا جذريًا في مشهدها السياسي، حيث بدأت المعارضة السورية بتشكيل حكومة انتقالية وسط تحديات إعادة بناء المؤسسات المدمرة وضمان الأمن في المناطق المحررة.
في الوقت نفسه تركز الجهود الدولية على تسهيل عملية الانتقال السياسي وتعزيز الاستقرار، إلا إن الصراعات بين الفصائل والوجود المسلح لبعض الأطراف الخارجية يزيدان الوضع تعقيدًا.
في موازاة ذلك، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية مستهدفة عدة مواقع؛ مما يعكس استمرار التوترات الإقليمية.
التدخلات الإسرائيلية، التي تبررها بمخاوف أمنية، تزيد من حدة التوترات وتطرح تساؤلات حول تأثيرها على الاستقرار الإقليمي.
وكشفت تقارير، أن سوريا تواجه تحديات هائلة، من بينها إعادة الإعمار وتثبيت الاستقرار الداخلي في ظل الضغوط الخارجية والصراعات المستمرة.
التحديات أمام المستقبل
تعاني سوريا من انقسامات داخلية وصراعات النفوذ بين القوى الإقليمية، وسط جهود دولية لتحقيق الاستقرار وضمان عودة اللاجئين. المستقبل يعتمد على بناء مؤسسات قوية وتحقيق مصالحة وطنية شاملة.
وتحتاج سوريا إلى عملية مصالحة وطنية حقيقية، ودعم دولي لإعادة الإعمار، والتوصل إلى توافق سياسي يضمن التوازن بين الأطراف المختلفة. مستقبل البلاد يعتمد على قدرتها في تجاوز الانقسامات الداخلية والحد من التدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد الوضع.
أكد الإعلامي والكاتب السوري غسان يوسف، أن سقوط نظام بشار الأسد يشكل منعطفًا تاريخيًا في سوريا، حيث تواجه البلاد تحديات كبيرة تتعلق بإعادة الإعمار وتثبيت الأمن.
وأوضح يوسف، أن الحكومة الانتقالية التي شكلتها المعارضة تواجه صعوبات في توحيد الصفوف ومعالجة الأزمات المعيشية.
وأشار - في تصريح للعرب مباشر-، أن الغارات الإسرائيلية المتصاعدة على مواقع داخل سوريا، تهدد بإشعال نزاع إقليمي أوسع؛ مما يجعل الوضع السوري أكثر تعقيدًا ويؤخر جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأضاف غسان يوسف - في تصريحاته-، أن الوضع الحالي يتطلب معالجة شاملة للتحديات الداخلية والخارجية التي تواجه سوريا.
وأكد أن المجتمع الدولي يجب أن يكون أكثر فعالية في دعم جهود إعادة الإعمار وضمان عودة اللاجئين، مشيرًا أن غياب توافق سياسي داخلي وتأثير التدخلات الخارجية، مثل الغارات الإسرائيلية وتصاعد نفوذ الميليشيات، يعرقل بناء مستقبل مستقر للبلاد.
وشدد يوسف على أهمية العمل على مصالحة وطنية شاملة، تتضمن إشراك جميع الأطراف السورية في حوار بنّاء لتوحيد الرؤى وضمان سيادة واستقلال سوريا بعيدًا عن الضغوط الخارجية.
وأشار غسان يوسف، أن استمرار التدخلات الخارجية، خاصة الغارات الإسرائيلية، يزيد من تعقيد المشهد السوري ويضع تحديات أمام الحكومة الانتقالية في تحقيق الاستقرار.
ودعا إلى ضرورة وضع حد لهذه التدخلات عبر تفعيل الدور الدبلوماسي الإقليمي والدولي.
وأضاف: أن معالجة الأزمات الإنسانية في سوريا تتطلب دعمًا اقتصاديًا كبيرًا من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى التزام حقيقي بإيجاد حلول سياسية تضمن سلامة ووحدة البلاد.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أهمية تكاتف السوريين في مواجهة المرحلة القادمة لتحقيق مستقبل أفضل.