اليمن.. هجوم الحوثي على ميناء الضبة يكشف حقيقة مخططات إيران التدميرية
شنت ميلشيا الحوثي هجوما على ميناء الضبة
كشف الهجوم الحوثي الإرهابي الذي استهدف ميناء الضبة النفطي في ساحل حضرموت، طبيعة المخططات الإيرانية التي تنفذها ميليشيا الحوثي، الهجوم هو الأول من نوعه منذ فترة طويلة، وخاصة بعد اعتراف ميليشيا الحوثي بمسؤوليتها عن الهجوم، وهو ما يعكس سبب رفض الميليشيا للهدنة الأممية وإصرارها على إشعال المنطقة.
إرهاب الحوثي
تقارير إعلامية محلية أكدت أن الاعتراف والإقرار الحوثي بتنفيذ العملية الإرهابية يضعها قيد المساءلة والمحاسبة ليس فقط من قِبل القوات المسلحة الجنوبية التي أكّدت أنها تمتلك حق الرد، لكن أيضا عبر المجتمع الدولي باعتبار أن العملية الحوثية الإرهابية شكلت تهديدا مباشرا للمصالح التجارية على المنطقة بل والعالم كله، ويقول أحمد عمر بن فريد، القيادي الجنوبي والمحلل السياسي اليمني: إن استهداف ميناء الضبة من قِبل الحوثيين محاولة لخلط الأوراق لخدمة إيران، وأضاف المحلل اليمني أنه مخطئ من يعتقد بإمكانية تحقيق سلام مع الحوثي الذي لا يمثل إلا مصالح إيران التوسعية في المنطقة، فحينما يهتز النظام الإيراني في طهران، يأمر أذرعه في صنعاء وغيرها أن تخلط الأوراق لتخفيف الضغط عليه، لافتا أنه لا يمكن للأمن القومي العربي أن يكون في مأمن مع وجود مثل هذه الميليشيا".
تدمير الاقتصاد اليمني
في السياق ذاته، اعتبر جابر محمد، الإعلامي والسياسي اليمني، أن استهداف ميناء الضبة بطائرات مسيرة حوثية هو استهداف للتعافي الاقتصادي، ومنع تصدير النفط الذي يعود مردوده لدفع مرتبات الموظفين وتحسين الخدمات، لافتًا إلى أن بعد إعلان الحوثي البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب، مناطق عمليات عسكرية، وتهديدها باستهداف المنشآت النفطية والسفن التجارية، باتت كل هذه الأعمال الإرهابية تعرقل طريق الوصول إلى هدنة للدخول في سلام دائم ينقذ الوطن من هذا الدمار المفتعل بشراكة بين العقل المفكر الإيراني والمنفذ الحوثي.
وأشار جابر في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إلى أن هدف الحوثي من هذا الاستهداف هو تدمير الاقتصاد بعد أن هدم كل مقومات الدولة، مطالبًا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ موقف أكثر حزمًا إزاء ذلك.
جرائم حرب
من جانبه، أكد فارس الحسام، الكاتب الصحفي اليمني أن تمادي ميليشيا الحوثي باستهداف المنشآت والمرافق الحيوية والأعيان المدنية في الجنوب، انتهاكات سافرة منها ترقى لمرتبة -جرائم حرب- مكتملة الأركان، لافتا أن تكرر تلك الميليشيات الإرهابية المدعومة إيرانيًا تصعيدها باستهداف ميناء الضبّة النفطي الواقع شرق مدينة المكلا بمحافظة حضرموت بالطائرات المُسيَّرة المفخخة في تحدٍّ صريح وخرق سافر سعياً منها لنسف كل الجهود المبذولة لإحلال السلام ورفع المعاناة عن كاهل اليمنيين التي تسبب بها الحوثيون".
وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر": أنه يجب أن يُعاد ترتيب الحسابات السياسية والعسكرية وفقاً لما تقتضيه الأوضاع والمستجدات الراهنة، والقيام بما يلزم لدفع المخاطر الإرهابية التي زادت وتيرتها بنسبة عالية، وقطع أذرع إيران الإرهابية المتمثلة بميليشيات الحوثي".
لماذا الضبة؟
من جانبه، أوضح العميد ثابت حسين صالح، الباحث والمحلل السياسي اليمني، أنه تكمن أهمية ميناء الضبة النفطي المرتبط بشركات النفط في وادي المسيلة، في كونه من أهم موانئ التصدير النفطي حيث كان يستقبل عام 2008 يوميا (170) ألف برميل من النفط الخام الذي يتم تخزينه في الخزانات التابعة للميناء التي تتسع لحوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون برميل، في حين يبلغ معدل الضخ من الخزانات إلى بواخر النقل خمسين ألف برميل في الساعة.
وتابع صالح، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن القوات الجنوبية وأبناء الجنوب خاضوا معارك شرسة ضد قوات الحوثيين وكذلك ضد قوات الإخوان التي استظلت بمظلة شرعية الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، مضيفًا، على أثر ذلك هدد الحوثيون باستهداف المنشآت النفطية الجنوبية وشركات النفط والملاحة الدولية، وبالفعل استهدف الحوثيون يوم أمس 21 أكتوبر بطائرتين مسيرتين ميناء الضبة، موضحًا أن الحوثيين لا يختلفون عن الإخوان والقاعدة وداعش في أطماع السيطرة على ثروات الجنوب أو تدميرها، ومنع الجنوبيين من الاستفادة من ثرواتهم، وابتزاز التحالف العربي من خلال تهديد المصالح الإقليمية والدولية وأمن واستقرار المنطقة والتجارة العالمية، ومحاولة فرض شرط دفع رواتب الموظفين الشماليين من عائدات الجنوب، وخدمة المصالح الإيرانية ومحاولة توظيف هذا الملف في إطار حرب الطاقة العالمي.