طهران تمنح عطلات لقيادات الحرس الثوري في سوريا خوفًا من الرد الإسرائيلي
طهران تمنح عطلات لقيادات الحرس الثوري في سوريا خوفًا من الرد الإسرائيلي
في تطور جديد للأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، تشهد الميليشيات الإيرانية والموالية لها في سوريا حالة من الاستنفار غير المسبوق، استعدادًا لأي ردود فعل إسرائيلية على الهجوم الأخير الذي شنته طهران، وحرصًا على حياة قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، منحت طهران إجازات طويلة لبعض العناصر القيادية الهامة، في ظل ترقب إسرائيلي حذر للخطوات القادمة، وسط دعوات دولية لضبط النفس.
*إجازات للقادة*
من ناحيتها، كشفت مصادر مطلعة، أن قيادات الحرس الثوري الإيراني قد أصدرت قرارًا بمنح إجازات لمدة أسبوع للقياديين والكادر الإداري في جميع المقرات والمواقع العسكرية التي تديرها في مدينة دير الزور ومحيطها.
وأضافت المصادر، إنه تم منح إجازات للمسؤولين عن المراكز الثقافية الإيرانية في دير الزور والبوكمال والميادين وحطلة، وذلك حرصًا على سلامتهم في ظل توقعات بقصف إسرائيلي محتمل.
من جانبهم، يتابع الإسرائيليون عن كثب تطورات الأوضاع، وينتظرون بقلق تحركات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ردًا على الهجوم الإيراني المباشر الأول على إسرائيل. هذا وتتزايد الدعوات الدولية لضبط النفس في ظل المخاوف المتنامية من احتمالية تصعيد النزاع في المنطقة.
الهجوم الذي شنته إيران ليلة السبت إلى الأحد، والذي شمل أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة، لم يسفر عن وقوع ضحايا، لكنه تسبب في أضرار مادية محدودة بفضل الدفاعات الجوية الإسرائيلية والإجراءات الاحترازية المتخذة. ومع ذلك، يُخشى أن يؤدي هذا الهجوم إلى توسيع دائرة الصراع القائم في قطاع غزة وإشعال فتيل حرب شاملة بين العدوين القديمين، إسرائيل وإيران.
*مساعٍ لتهدئة التوترات*
مصادر دبلوماسية مطلعة أفادت أن هناك جهودًا دولية تُبذل خلف الكواليس لتخفيف حدة التوترات بين إسرائيل وإيران.
وأشارت المصادر - في تصريحات لـ"العرب مباشر"-، إلى أن ممثلين عن الأمم المتحدة ودول أوروبية عدة قد بدأوا بالفعل في إجراء محادثات مع كلا الطرفين لاستكشاف سبل للتوصل إلى تهدئة مؤقتة.
وفقًا لتحليلات استخباراتية حصل عليها موقعنا من مصادر خاصة، هناك تقديرات بأن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني قد يكون محدودًا وموجهًا، بما يتناسب مع الأضرار التي لحقت بالمواقع الإسرائيلية، وتشير التحليلات إلى أن إسرائيل قد تستهدف مواقع محددة في سوريا تعتبرها مراكز للنفوذ الإيراني.
مراقبون للشأن الشرق أوسطي أعربوا عن قلقهم من أن يؤدي التصعيد الحالي إلى تداعيات إقليمية واسعة النطاق. وحذرت المصادر من أن الصراع قد يمتد ليشمل دولًا أخرى في المنطقة؛ مما يزيد من صعوبة السيطرة على الوضع ويعقد جهود السلام الجارية.