محلل سياسي: هجوم راموت يعكس هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية

محلل سياسي: هجوم راموت يعكس هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية

محلل سياسي: هجوم راموت يعكس هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية
هجوم راموت

شهدت مدينة القدس المحتلة، اليوم الاثنين، واحدًا من أكثر الهجمات دموية منذ أشهر، بعدما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية ارتفاع عدد القتلى في عملية إطلاق النار عند مفترق مستوطنة راموت إلى سبعة أشخاص، إضافة إلى إصابات عديدة، بينها سبع حالات خطيرة، وفق خدمة الإسعاف الإسرائيلية.


الهجوم، الذي وقع عند نقطة حساسة شمال غرب القدس، أثار حالة استنفار أمني واسعة في صفوف الجيش الإسرائيلي، الذي أعلن فرض إغلاق شامل على عددٍ من القرى المحيطة بالمدينة، إلى جانب اقتحام مخيم قلنديا شمالي القدس ونصب حواجز عسكرية مكثفة على مداخل رام الله.

هوية المنفذين وأسلوب التنفيذ


صحيفة "إسرائيل هيوم" نقلت، أن العملية نفذها شابان فلسطينيان في العشرينيات من العمر، يعتقد أنهما من بلدتي القبيبة وقطنة شمال غرب القدس المحتلة، وأنهما لا يملكان تصاريح دخول إلى إسرائيل ولا سوابق أمنية. 

وتشير التحقيقات الأولية إلى استخدام سلاح من نوع "كارلو"، وهو سلاح محلي الصنع غالبًا ما يرتبط بعمليات فردية ومنخفضة التكلفة، لكنه في هذه الحالة أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح.

دلالات أمنية وسياسية


الهجوم يأتي في توقيت حساس يشهد فيه المشهد الفلسطيني- الإسرائيلي توترًا متصاعدًا، خاصة في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية، وما رافقه من اقتحامات واعتقالات في مدن وقرى عدة.

 ويرى محللون، أن قدرة شابين من الضفة الغربية على تنفيذ هجوم بهذا الحجم قرب مستوطنة محصنة يعكس فجوة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية رغم التشديدات المكثفة حول القدس.

كما يمثل الهجوم ضربة معنوية للحكومة الإسرائيلية، التي تواجه ضغوطًا داخلية لتقديم "رد حاسم"، ما قد ينذر بمزيد من التصعيد على الأرض، سواء عبر عمليات عسكرية واسعة النطاق في الضفة أو تشديد القيود على الفلسطينيين في القدس الشرقية.

تصعيد متوقع

ردود الفعل الأولية من الجيش الإسرائيلي توحي بأن الأيام المقبلة قد تشهد حملات مداهمة مكثفة في شمال القدس، خاصة أن منطقة رام الله تُعتبر نقطة انطلاق للعديد من العمليات خلال العامين الماضيين. 

ومن المتوقع أن يترافق ذلك مع تضييق أمني على القرى الفلسطينية المجاورة، في خطوة قد تزيد من الاحتقان الشعبي وتفتح الباب أمام موجة جديدة من المواجهات.

الهجوم أعاد أيضًا تسليط الضوء على قدرة الفلسطينيين على تنفيذ عمليات نوعية رغم الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، وأبرز هشاشة الوضع الأمني في الضفة الغربية، في ظل غياب أي أفق سياسي للتسوية واستمرار المواجهات اليومية بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين الفلسطينيين.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني د. عمار الدويك: إن عملية إطلاق النار التي وقعت اليوم الاثنين قرب مستوطنة راموت شمال غرب القدس، وأسفرت عن مقتل سبعة إسرائيليين وإصابة آخرين، تكشف حجم التوتر الأمني المتصاعد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعكس في الوقت ذاته هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية رغم التشديدات المكثفة حول القدس.

وأوضح الدويك، في تصريح للعرب مباشر، أن الهجوم يحمل دلالات سياسية وأمنية عميقة، أبرزها استمرار الاحتقان في الضفة الغربية والقدس الشرقية نتيجة السياسات الإسرائيلية من اقتحامات واعتقالات وتضييق على الفلسطينيين، مشيرًا أن الإجراءات الأمنية الإسرائيلية لم تمنع منفذين في العشرينيات من العمر من تنفيذ هجوم نوعي بهذا الحجم.

وأضاف: أن الحكومة الإسرائيلية قد تلجأ إلى تصعيد أمني واسع خلال الأيام المقبلة، سواء عبر حملات اعتقال مكثفة في شمال القدس ورام الله أو عبر فرض قيود جديدة على حركة الفلسطينيين، وهو ما قد يؤدي إلى موجة جديدة من التوتر.

وأكد المحلل الفلسطيني، أن الحلول الأمنية الإسرائيلية لن تحقق الاستقرار، معتبرًا أن استمرار غياب أي أفق سياسي لحل الصراع سيدفع المنطقة إلى المزيد من التصعيد والمواجهات، خاصة في ظل تصاعد الغضب الشعبي الفلسطيني وتدهور الأوضاع الميدانية.