بعد اشتعال الشمال السوري.. مصدر يكشف مخطط عودة الإرهاب إلى العراق
بعد اشتعال الشمال السوري.. مصدر يكشف مخطط عودة الإرهاب إلى العراق
تتصاعد المخاوف من عودة موجات الإرهاب إلى العراق، مع تزايد الاضطرابات في شمال سوريا، حيث أصبحت الحدود العراقية السورية نقطة توتر أمني.
تقارير ميدانية تشير إلى نشاط متزايد لخلايا تنظيم "داعش" على الحدود، بالتزامن مع اشتباكات مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفصائل مدعومة من تركيا، المسؤولون العراقيون أبدوا قلقهم من أن ضعف الرقابة على الحدود قد يؤدي إلى تسلل العناصر الإرهابية إلى الداخل العراقي؛ مما يهدد بعودة سيناريوهات الهجمات الدامية التي عاشتها البلاد خلال الأعوام الماضية.
*بؤرة مقلقة*
مع تجدد الاشتباكات في الشمال السوري، وخاصة في منطقة منبج، تحولت الأراضي القريبة من الحدود العراقية إلى بؤرة مقلقة للنشاط الإرهابي، من جانبه، كشف مصدر مطلع رفض الكشف عن هويته، عن وجود مؤشرات على تسلل خلايا إرهابية من سوريا إلى العراق عبر الحدود المفتوحة.
هذه الخلايا، وفقًا للمصدر، تتألف من عناصر مدربة تنتمي لجماعات وكيانات إرهابية وبعضهم انتحاريون مهيئون لتنفيذ هجمات كبيرة.
وأكد المصدر، أن القوات الأمنية العراقية تحركت على الفور لتعقب الخلايا النشطة وملاحقة الإرهابيين في ظل التقديرات التي تشير إلى أن ضعف التنسيق مع الجهات السورية، بما فيها قوات النظام والفصائل الأخرى والتي تمثل عقبة كبيرة أمام تأمين الحدود.
*معادلة الإرهاب والسياسة*
يرى مراقبون، أن عودة نشاط التنظيمات الإرهابية ليست عشوائية، بل تأتي في إطار تصعيد إقليمي يتداخل فيه الإرهاب مع الأجندات السياسية.
مراقبون أشاروا أن التنظيمات تسعى لاستغلال الفوضى الإقليمية لإعادة بناء قدراتها، كما أن تسرب التمويلات والفساد في نقاط التفتيش الحدودية يسهمان في تسهيل حركة هذه العناصر.
من جانبه، كشف مصدر مطلع، أن التطورات الأخيرة على الحدود السورية العراقية تشير إلى وجود "مخطط استراتيجي لإعادة تنشيط خلايا تنظيم داعش، مستفيدين من حالة الفوضى الأمنية التي تسود شمال سوريا".
وأوضح المصدر لـ"العرب مباشر"، أن التنظيم يعتمد تكتيكات متغيرة، حيث يركز على "إعادة بناء موارده البشرية داخل سوريا، ثم تهريب عناصره إلى العراق عبر الحدود الضعيفة".
وأضاف المصدر، أن التنظيم يستغل أيضًا "الصراعات بين الأطراف الإقليمية، مثل تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، لخلق مساحات عمل جديدة".
وحذر من أن استمرار ضعف التنسيق الأمني بين القوات العراقية ونظيراتها السورية يشكل ثغرة خطيرة.
وأكد أن الحل يكمن في "تعزيز مراقبة الحدود باستخدام تقنيات حديثة مثل الطائرات المسيّرة، إضافة إلى تكثيف التعاون الاستخباراتي مع المجتمع الدولي".
*استغلال للصراعات الإقليمية*
في السياق ذاته، أوضح إبراهيم ربيع، الخبير المتخصص في شئون الجماعات الإرهابية، أن "العودة المتزايدة لنشاط تنظيم داعش تعكس استغلالاً ذكيًا للصراعات الإقليمية المعقدة"، مشيرًا أن التنظيم يستفيد بشكل كبير من حالة الاستقطاب الدولي وعدم وجود موقف موحد تجاه الأوضاع في شمال سوريا.
وأضاف ربيع -في تصريح لـ"العرب مباشر"-، أن "الحدود المفتوحة بين العراق وسوريا أصبحت ثغرة خطيرة، ليس فقط بسبب ضعف الرقابة، ولكن أيضًا نتيجة لتداخل المصالح بين القوى المحلية والدولية؛ مما يخلق فراغات أمنية يستغلها التنظيم لإعادة التمركز".
وأكد الخبير المتخصص في شئون الجماعات الإرهابية، أن العراق بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجي شامل لحدوده، مع "تكثيف الجهود لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتضييق الخناق على حركة العناصر الإرهابية".
كما دعا إلى "التركيز على محاربة الفكر المتطرف من خلال دعم المبادرات المجتمعية والتعليمية التي تمنع التنظيمات من استقطاب المزيد من الشباب".