إعلان الكويت: دعوة خليجية موحدة لدعم فلسطين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية
إعلان الكويت: دعوة خليجية موحدة لدعم فلسطين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية
في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة، أصدر مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأحد، "إعلان الكويت"، الذي يمثل موقفًا موحدًا تجاه التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان.
يعكس البيان الالتزام الخليجي بالقضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حلول سلمية تنهي دائرة العنف وتحمي المدنيين.
*وقف العدوان وحماية المدنيين*
دعا المجلس في بيانه إلى الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية، مشددًا على أهمية حماية المدنيين وتجنب تداعيات الحرب التي تزيد من معاناة السكان.
كما طالب باتخاذ خطوات عملية لرعاية مفاوضات جادة تفضي إلى حلول مستدامة تنهي الصراع.
وأكد البيان على موقف مجلس التعاون الثابت تجاه القضية الفلسطينية، داعمًا حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي المحتلة منذ يونيو 1967، مع تأسيس دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على ضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين، بما يتماشى مع مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
*ترحيب بوقف إطلاق النار في لبنان*
عبّر القادة عن ارتياحهم للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان، معتبرين ذلك خطوة نحو تهدئة الأوضاع.
كما دعوا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وشددوا على أهمية عودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم، وأعربوا عن تضامنهم مع الشعب اللبناني.
في السياق ذاته، حث المجلس الأطراف اللبنانية على تغليب المصلحة الوطنية العليا وتعزيز المسار السياسي لحل الخلافات الداخلية.
كما أكد البيان على دور لبنان التاريخي في الحفاظ على الأمن القومي العربي والعلاقات الأخوية مع دول الخليج.
*إشادة بالجهود الخليجية في اليمن*
أشاد إعلان الكويت بالجهود المتواصلة التي تقودها السعودية وسلطنة عمان في الوساطة بين الأطراف اليمنية، بهدف استئناف العملية السياسية.
ونوّه البيان بالنهج السلمي لدول الخليج في حل النزاعات، من خلال تغليب الحوار والدبلوماسية واحترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
*رسالة خليجية للعالم: الحوار والدبلوماسية أولًا*
أكد القادة، أن مجلس التعاون يتمسك بمبادئ احترام سيادة الدول، ووحدتها الوطنية، واستقلالها السياسي، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تحقيق الاستقرار في المنطقة، واحترام سيادة الدول وفقًا لمواثيق القانون الدولي.
*تحقيق التوازن*
من جانبه، أوضح د. محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية، أن إعلان الكويت يعكس الموقف التاريخي لدول الخليج العربي تجاه القضية الفلسطينية، إذ يؤكد البيان على وحدة الصف الخليجي والتزامه بقضايا الأمن القومي العربي، لا سيما في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.
وأضاف المنجي - في حديثه لـ"العرب مباشر"-، أن هذا الإعلان يمثل رسالة سياسية واضحة للمجتمع الدولي بضرورة التحرك لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأشار المنجي، أن الدعوة لحماية المدنيين ووقف الاعتداءات تعكس اهتمامًا خليجيًا بالجانب الإنساني؛ مما قد يسهم في كسب مزيد من التأييد الدولي للقضية الفلسطينية.
كما اعتبر أن الترحيب بوقف إطلاق النار في لبنان يعكس إدراكًا خليجيًا لأهمية استقرار هذا البلد كعامل أساسي لتحقيق الأمن الإقليمي.
وفيما يتعلق بالرسائل الموجهة للعالم، يرى د. المنجي أن التركيز على الدبلوماسية والحوار يعبر عن رغبة خليجية في تجنب تصعيد الأزمات، مع الحفاظ على دور دول مجلس التعاون كفاعل رئيسي في تحقيق التوازن في المنطقة.
وختم بالقول: إن إعلان الكويت لا يكتفي بإدانة الاحتلال أو دعم الفلسطينيين وحسب، بل يتبنى نهجًا أكثر شمولية يربط بين الحلول السياسية وتخفيف المعاناة الإنسانية؛ مما يجعله وثيقة تحمل أبعادًا استراتيجية طويلة المدى.