السخرية العلنية تكشف.. تزايد الانقسام بين جناحي الإخوان في تركيا ولندن
السخرية العلنية تكشف.. تزايد الانقسام بين جناحي الإخوان في تركيا ولندن

تشهد جماعة الإخوان الإرهابية حالة من التصدع الداخلي المتزايد، مع تفاقم الخلافات بين جناحي التنظيم في تركيا ولندن، وفي أحدث فصول هذا الانقسام، انتقدت جبهة لندن بشدة رسالة صادرة عن القائم بأعمال المرشد لجبهة تركيا، صلاح عبدالحق، مستهزئة بأخطائه اللغوية وضعف أسلوبه.
السخرية التي جرى تداولها في المجموعات الخاصة، تعكس حجم التنافس الداخلي بين الأجنحة المتصارعة داخل الجماعة.
تفكك داخلي وتنافس على النفوذ
منذ وفاة إبراهيم منير في نوفمبر 2022، والصراع على القيادة داخل الجماعة يزداد شراسة، وظهر هذا الصراع في أكثر من مناسبة، كان آخرها ترويج جبهة لندن لرسالة مزعومة من المرشد العام محمد بديع إلى محمود حسين، القائم بأعمال المرشد لجبهة تركيا، تطالبه بالاحتكام إلى ثلاث شخصيات في أي قرار تنظيمي، من بينهم حلمي الجزار، أحد ألد خصوم حسين، وهو ما أثار مزيداً من الجدل داخل الجماعة.
وفي خطوة تعكس محاولتها لتعزيز شرعيتها، أعادت جبهة إسطنبول إحياء مشروع "رسوخ"، الذي يهدف إلى تثبيت هياكل التنظيم ونقل "تقاليده" إلى جيل جديد.
المشروع الذي تأجل مرات عدة، بدأ بالفعل خلال شهر رمضان الجاري، وسط مساعٍ لاجتذاب شباب الجماعة وإعادة تفعيل اللجان الإلكترونية التابعة لها.
فضائح مالية وصراعات إعلامية
تزداد حدة الانقسام الداخلي مع استغلال الاتهامات المتبادلة بين الجبهتين، فقد سبق أن شنت جبهة لندن هجومًا علنيًا على محمود حسين عبر منصة "إكس"، متهمة إياه بالاختلاسات المالية والتلاعب في قرارات مجلس الشورى.
رغم محاولات جبهة إسطنبول الدفاع عن موقفها، إلا أن الاتهامات الموجهة لها زادت من تعميق الفجوة بين الأجنحة المتصارعة.
دور غربي في استمرار الجماعة
بالتوازي مع هذا الانقسام، تتلقى جماعة الإخوان المسلمين دعمًا مباشرًا وغير مباشر من جهات أوروبية، وهو ما يُثير التساؤلات حول أهداف هذا الدعم.
وقد كشفت تقارير أن الجماعة حصلت على أكثر من 52 مليون يورو من الأموال العامة بين عامي 2007 و2020، فضلًا عن ما يقرب من 80 مليون يورو خلال العقد الأخير من جهات حكومية أوروبية.
يرى خبراء أن هذا التمويل يأتي في إطار استغلال أجهزة الاستخبارات الغربية للجماعة كأداة للضغط السياسي في الشرق الأوسط، إضافةً إلى توظيفها في حملات دعائية مضادة لبعض الدول الإقليمية.
بريطانيا وملاذ الإخوان
لا تزال بريطانيا تعد الملاذ الآمن لقيادات التنظيم العالمي للإخوان، حيث توفر لهم مساحة واسعة من حرية الحركة والتعبير.
وتشير تقارير إلى أن الاستخبارات البريطانية استغلت الجماعة تاريخيًا لشن حملات نفسية ودعائية، بل وتوزيع منشورات باسم الإخوان في مناطق مختلفة من العالم العربي.
ومع استمرار هذا التشرذم الداخلي، يبدو أن الجماعة أصبحت أكثر انخراطًا في تحقيق أجندات خارجية، بعيدًا عن مشروعها الأصلي.
فبينما تتصارع جبهاتها المختلفة على الشرعية والقيادة، يبقى مستقبلها في مهب الريح، مع فقدانها القدرة على توحيد صفوفها في مواجهة التحديات المتزايدة.
وقال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية سامح عيد، إن تزايد الانقسام داخل جماعة الإخوان الإرهابية، يعكس حالة من التآكل الداخلي وفقدان الجماعة لأي مشروع موحد، مما يجعلها أداة سهلة للتوظيف السياسي من قبل أطراف خارجية، وما يحدث الآن بين جناحي الجماعة في تركيا ولندن ليس مجرد خلاف تنظيمي، بل صراع نفوذ يعكس حالة من الانهيار التدريجي، حيث يسعى كل جناح إلى فرض سيطرته بأي ثمن، حتى لو كان ذلك عبر التشكيك في شرعية الآخر أو السخرية من قياداته.
وأشار عيد - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - إلى أن الرسائل المتبادلة والاتهامات العلنية على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالاختلاسات المالية وحل مجلس الشورى، تكشف مدى التدهور الداخلي للجماعة، مما يُضعف موقفها أمام أنصارها قبل خصومها.