محللون فلسطينيون: اجتماعات القاهرة تعكس جدية في دفع مفاوضات التهدئة

محللون فلسطينيون: اجتماعات القاهرة تعكس جدية في دفع مفاوضات التهدئة

محللون فلسطينيون: اجتماعات القاهرة تعكس جدية في دفع مفاوضات التهدئة
حرب غزة

تواصلت في العاصمة المصرية القاهرة على مدى اليومين الماضيين مشاورات ضمت عددًا من الفصائل الفلسطينية، من بينها حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، وتيار الإصلاح الديمقراطي، وذلك في إطار المساعي المبذولة لإحياء مفاوضات التهدئة في قطاع غزة.

وتأتي هذه الاجتماعات بالتزامن مع عودة المسارات الدبلوماسية في كل من القاهرة والدوحة، حيث يسعى الوسطاء الإقليميون والدوليون إلى التوصل لاتفاق يوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ويفتح الباب أمام صفقة لتبادل الأسرى.

وكان مصدر مطلع قد أكد - في وقت سابق-، أن إسرائيل رفضت مقترح هدنة إنسانية مؤقتة في القطاع، في حين أعلنت حركة حماس موافقتها عليها.

من جانبها، شددت الفصائل الفلسطينية خلال المشاركة في اجتماعات القاهرة على أن "الأولوية القصوى" في هذه المرحلة تتمثل في وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة، مشيرة إلى تجاوبها مع المبادرات المطروحة شريطة أن تضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.

 كما أكدت الفصائل على ضرورة ضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل عاجل وآمن إلى غزة، دون أي عوائق.

يذكر أن المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل عبر الوسطاء توقفت الشهر الماضي. ففي 27 يوليو، أعلنت الحركة أن استمرار الحصار يجعل من المفاوضات "غير مجدية"، فيما سبق أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفده بالانسحاب من الدوحة عقب رد حماس على مقترح لوقف إطلاق النار في السابع من يوليو.

وأكد المحلل السياسي الفلسطيني د. مخيمر أبو سعدة، أن الاجتماعات التي استضافتها القاهرة خلال اليومين الماضيين بين فصائل فلسطينية، بينها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وتيار الإصلاح الديمقراطي، تمثل خطوة بالغة الأهمية في ظل انسداد أفق المفاوضات خلال الأسابيع الماضية.

وأوضح أبو سعدة -في تصريحات للعرب مباشر-، أن "إعادة تحريك الوساطة المصرية والقطرية بالتوازي يعكس جدية الأطراف الإقليمية والدولية في دفع مسار التهدئة"، لافتًا أن الفصائل الفلسطينية أظهرت وحدة موقف في الأولويات، وعلى رأسها وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون قيود.

وأشار المحلل الفلسطيني، أن رفض إسرائيل للهدنة الإنسانية المؤقتة مقابل قبول حماس بها يكشف عن فجوة واسعة في المواقف، ما قد يعرقل الوصول لاتفاق نهائي قريبًا، لكنه اعتبر أن الضغط الدولي المتزايد مع حجم الكارثة الإنسانية في غزة قد يجبر الحكومة الإسرائيلية على إبداء مرونة خلال المرحلة المقبلة.

وختم أبو سعدة بالتأكيد أن "المشهد السياسي ما زال مفتوحًا على كل الاحتمالات، غير أن تماسك الفصائل الفلسطينية خلف مطالب موحدة يشكل ورقة قوة في مواجهة المماطلة الإسرائيلية".

وقال المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري: إن الاجتماعات التي جرت في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية خلال اليومين الماضيين تعكس جدية الأطراف الفلسطينية في التعاطي مع الجهود المصرية والقطرية الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وأوضح المصري لـ"العرب مباشر"، أن "أولوية الفصائل واضحة ومحددة، وهي وقف العدوان ورفع الحصار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع"، مشيرًا أن هذا الموقف الموحد يمنحها ثقلاً أكبر في مواجهة التعنت الإسرائيلي.

وأضاف: أن رفض إسرائيل للهدنة الإنسانية المؤقتة مقابل قبول حماس بها "يكشف عن توجه إسرائيلي لإطالة أمد الصراع بهدف تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية"، لكنه شدد على أن الضغوط الدولية المتصاعدة، إلى جانب الكارثة الإنسانية المتفاقمة، قد تدفع حكومة الاحتلال في النهاية إلى مراجعة مواقفها.

وأكد المصري، أن استمرار الدور المصري إلى جانب الوساطة القطرية يعد "العنصر الأساسي للحفاظ على فرص التوصل إلى صيغة مقبولة"، مشيرًا أن نجاح هذه الجهود مرتبط بمدى استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات حقيقية.