ثروت الخرباوي: خلافات الإخوان تعكس انهيار التنظيم وفقدانه لأي مستقبل سياسي

ثروت الخرباوي: خلافات الإخوان تعكس انهيار التنظيم وفقدانه لأي مستقبل سياسي

ثروت الخرباوي: خلافات الإخوان تعكس انهيار التنظيم وفقدانه لأي مستقبل سياسي
جماعة الإخوان

تجدّدت الخلافات داخل جماعة الإخوان، ما يعكس أزمة هيكلية عميقة تهدد بتفكك التنظيم الذي يُعاني من أزمات متلاحقة منذ سقوط حكمه في مصر عام 2013. وتأتي هذه الانقسامات وسط صراع بين الأجنحة المتناحرة داخل الجماعة، حيث يتبادل كل طرف الاتهامات حول شرعية القيادة وأحقية تمثيل التنظيم.


صراع الأجنحة


الخلاف الحالي يتمحور بين جناحين رئيسين: جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، وجبهة لندن التي يقودها إبراهيم منير قبل وفاته، والتي تُحاول إعادة ترتيب صفوفها تحت قيادة جديدة. وقد شهدت الفترة الأخيرة تصعيدًا حادًا بين الطرفين، إذ اتهم كل جناح الآخر بمحاولة الانفراد بالقرار وإقصاء المخالفين.


وأكدت مصادر مطلعة أن الجبهتين تسعيان لاستقطاب القواعد التنظيمية في الخارج، خاصة في تركيا وبريطانيا، بينما تراجع نفوذ الجماعة داخل مصر بشكل شبه كامل، ما يعكس فقدانها للقدرة على التأثير السياسي داخليًا.


أزمة مالية


إلى جانب الصراع الداخلي، تُواجه الجماعة أزمة مالية خانقة بعد تراجع مصادر تمويلها الخارجية، خاصة مع تشديد الرقابة على أنشطتها الاقتصادية في عدد من الدول. ووفق تقارير إعلامية، فإن الخلافات حول إدارة الأموال فاقمت التوترات بين القيادات، حيث يتهم كل طرف الآخر بسوء إدارة الموارد ومحاولة الاستحواذ على أصول الجماعة في الخارج.


تأثيرات محتملة


يرى محللون أن هذه الانقسامات العميقة قد تسرّع من انهيار التنظيم أو على الأقل تؤدي إلى مزيد من التفكك والعزلة. فبعد أن كانت الجماعة تسعى للعودة إلى المشهد السياسي، أصبحت اليوم غارقة في صراعات داخلية تعصف بكيانها التنظيمي.

أكد المفكر والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، ثروت الخرباوي، أن تصاعد الخلافات داخل جماعة الإخوان المسلمين يكشف عن انهيار وشيك للتنظيم، مشيرًا إلى أن الأزمة الهيكلية الحالية ليست مجرد صراع على القيادة، بل تعكس تفككًا داخليًا وفقدانًا لأي مشروع سياسي مستقبلي.


وأوضح الخرباوي - في تصريحاته لـ"العرب مباشر" - أن "الجماعة فقدت منذ سنوات أي تأثير حقيقي، سواء داخل مصر أو على المستوى الإقليمي، والآن تُعاني من أزمة قيادة حادة، حيث أصبح كل جناح يسعى للسيطرة على التنظيم بما تبقى من موارده".

وأضاف أن الصراع بين جبهة إسطنبول وجبهة لندن يُؤكد أن الجماعة لم تعد تمتلك رؤية موحدة أو قيادة مركزية قادرة على إعادة ترتيب الصفوف.


وأشار إلى أن الأزمة المالية التي تضرب التنظيم، إلى جانب تشديد القيود على أنشطته في الخارج، زادت من حدة الانقسامات، متوقعًا أن تؤدي هذه الخلافات إلى تفكك التنظيم بشكل أكبر خلال الفترة المُقبلة. واختتم بقوله: "الإخوان اليوم في مرحلة النهاية، وكل محاولاتهم للعودة إلى المشهد السياسي أصبحت مجرد وهم سياسي لا يمت للواقع بصِلة".