باحث: حركة شباب المجاهدين لا تزال تُشكل تهديدًا رغم الضغوط الأمريكية

باحث: حركة شباب المجاهدين لا تزال تُشكل تهديدًا رغم الضغوط الأمريكية

باحث: حركة شباب المجاهدين لا تزال تُشكل تهديدًا رغم الضغوط الأمريكية
حركة الشباب

مع تصاعد الهجمات الجوية الأمريكية على معاقل حركة شباب المجاهدين في الصومال خلال الأشهر الماضية، بدأ العديد من المحللين يتساءلون: "هل انتهت حركة شباب المجاهدين بعد الضربات الأمريكية؟".

حركة شباب المجاهدين، التي تأسست في عام 2006، تُعتبر من أبرز الجماعات المسلحة في الصومال، وتتبنى الفكر المتطرف وتنتمي إلى تنظيم القاعدة. كانت الحركة قد نفّذت العديد من الهجمات الإرهابية في الصومال ودول أخرى في منطقة القرن الأفريقي، مما جعلها هدفًا رئيسًا للغارات الجوية الأمريكية.

في الأسابيع الأخيرة، كثفت الطائرات الأمريكية من ضرباتها ضد القيادات العسكرية للحركة، حيث تم استهداف العديد من المعسكرات والمناطق التي يُعتقد أن شباب المجاهدين يتخذونها قواعد لعملياتهم. وقد أسفرت هذه الهجمات عن مقتل عدد من القياديين البارزين في الحركة، مما أثار تساؤلات حول تأثير هذه الضربات على مستقبلها.

وفي تصريح لمصادر عسكرية صومالية، أكد أحد الضباط الميدانيين أن "الضربات الأمريكية كانت قاسية على حركة شباب المجاهدين"، مُشيرًا إلى أن هذه الضغوط قد تضعف قدرة الحركة على تنظيم الهجمات الواسعة. لكنه أضاف: "لا يُمكن القول إن الحركة انتهت، فهي لا تزال تمتلك خلايا نائمة وأعضاء منتشرين في مناطق واسعة من البلاد".

من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن حركة شباب المجاهدين لا تزال تُشكل تهديدًا كبيرًا رغم الخسائر التي تكبدتها. يقول المحلل الأمني محمد يوسف: "شباب المجاهدين قد تكون قد تعرضت لضغوط كبيرة، لكن تاريخها الطويل في الصمود والتكيف مع الضغوط العسكرية يجعل من الصعب القول إنها انتهت. قد تتحول الحركة إلى أسلوب حرب غير تقليدية، مثل الهجمات الصغيرة أو العمليات الانتحارية".

وعلى الرغم من الضغوط العسكرية، لا تزال حركة شباب المجاهدين تحظى بتعاطف بعض فئات المجتمع في الصومال، مما يجعل من الصعب القضاء عليها نهائيًا. ويبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن الضغوط العسكرية الأمريكية من تدمير الحركة تمامًا، أم أن الشباب المجاهدين سيُواصلون التكيف مع الأوضاع الجديدة والعودة إلى الساحة بشكل أكثر سرية؟

في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، قال هشام النجار، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن حركة شباب المجاهدين في الصومال لا تزال تُشكل تهديدًا كبيرًا على الرغم من الضغوط العسكرية الأمريكية المتزايدة ضدها. وأضاف النجار أن الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقع الحركة قد أثرت بشكل ملموس على هيكلها القيادي، حيث تم القضاء على عدد من أبرز القادة العسكريين، لكن "ذلك لا يعني أن الحركة قد انتهت".

النجار أوضح أن شباب المجاهدين تتمتع بقدرة على التكيف مع الظروف الصعبة، مشيرًا إلى أن الحركة قد تعمد إلى تبني أساليب جديدة مثل تنفيذ هجمات منخفضة التكلفة باستخدام خلايا نائمة أو شن عمليات في شكل مجموعات صغيرة. وأكد النجار أن هذه التكتيكات تجعل من الصعب استئصال الحركة بالكامل في وقت قريب.

وأشار النجار إلى أن "الحركة لا تزال تتمتع بدعم شعبي معين في بعض المناطق داخل الصومال"، لافتًا إلى أن هذا الدعم يُمكن أن يسهم في استمرار وجودها بشكل غير رسمي في بعض الأوساط المحلية. وأضاف: "على الرغم من الضغوط العسكرية، تظل الحركة مصدر قلق على المدى الطويل، خاصة إذا تمكنت من إعادة بناء قوتها في المستقبل".

وفي ختام حديثه، دعا النجار إلى تكثيف الجهود الدولية لاستخدام استراتيجيات شاملة لمكافحة الإرهاب في الصومال، تشمل تدابير أمنية وعسكرية إلى جانب العمل على تحسين الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، الذي يسهم في توفير بيئة ملائمة لانتشار الجماعات الإرهابية.