تركيا.. هل يتسبب تفجير إسطنبول في توجيه ضربات عسكرية لـ الأكراد؟
ستتسبب تفجير إسطنبول في توجيه ضربات عسكرية لـ الأكراد
ألقت تركيا باللوم على المسلحين الأكراد في هجوم أمس الأحد الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات في وسط إسطنبول، وتعهدت بالانتقام للهجوم كما شبهت الولايات المتحدة بـ "القاتل" لدعمها المتمردين الأكراد في سوريا.
اتهام تركي لـ"أميركا"
من جانبه، قال وزير الداخلية سليمان صويلو يوم الاثنين: إن الشرطة ألقت القبض على 22 شخصًا، من بينهم المرأة المشتبه بها أنها تركت العبوة الناسفة في شارع الاستقلال وسط مدينة إسطنبول، بينما كان آلاف الأشخاص يتجولون على طول شارع المشاة، وأشار صويلو إلى مدينة في شمال سوريا تسيطر عليها ميليشيا كردية متحالفة مع الولايات المتحدة "لدينا تقييم بأن الأمر بالعملية جاء من كوباني"، مضيفًا أن الانتحارية ربما زارت محافظة عفرين السورية الخاضعة لسيطرة القوات التركية، مضيفًا أنه من الضروري النظر إلى رسالة التعزية من أميركا على اعتبار أن القاتل من أوائل الذين وصلوا إلى مسرح الجريمة"، وقال إن تركيا "سترد" على هذه الرسالة وكذلك على المسؤولين المباشرين عن الهجوم.
مبررًا للغزو
لطالما طالبت تركيا العضو في الناتو الولايات المتحدة بإنهاء دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، وهي ميليشيا يهيمن عليها الأكراد قاتلت مع الولايات المتحدة ضد داعش، بسبب صلاتها بحزب العمال الكردستاني، الذي أدرجته واشنطن وأنقرة كمنظمة إرهابية، بسبب تمردها المستمر منذ أربعة عقود في تركيا، بينما قامت الولايات المتحدة بتسليح وتدريب قوات سوريا الديمقراطية ولديها ما يقدر بنحو 800 جندي في شمال شرق سوريا يعملون مع قوات سوريا الديمقراطية، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وتابعت الصحيفة أن الحكومة التركية قد تتخذ من الحادث الإرهابي سببا جديدا لإجراء المزيد من العمليات العسكرية ضد الأكراد في شمالي سوريا والعراق، حيث شن الجيش التركي سلسلة من التوغلات في سوريا منذ عام 2016 لمحاربة القوات الكردية وداعش، ويحتل مساحة واسعة من الأراضي السورية على طول حدودها، وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرارًا هذا العام بغزو جيشه مرة أخرى، لكن محللين قالوا إن الفشل في تأمين الضوء الأخضر من روسيا وإيران، اللتين تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد، تسببا في تأخير العملية.
تهديد السياحة
في السياق ذاته، أكدت ديريا يانيك، وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية، في تصريحات على حسابها الشخصي بـ"تويتر"، أن من بين القتلى في انفجار الأحد فتاة صغيرة ووالدها كانا يعملان في وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية، والضحايا الستة جميعهم مواطنون أتراك، حيث أكدت الصحيفة البريطانية أن المحلات التجارية والمطاعم والقنصليات تصطف في شارع الاستقلال التاريخي وهي وجهة شهيرة للأتراك والسياح، وكرر الهجوم موجة من التفجيرات في تركيا في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من قبل داعش والمسلحين الأكراد، والتي قتل فيها مئات الأشخاص، وأثارت مخاوف من احتمال استئناف العنف قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في يونيو 2023، واعتبر مراقبون أن الهجوم يهدد أيضًا صناعة السياحة التي تجلب مليارات الدولارات من العملات الأجنبية على الاقتصاد التركي المتضرر من الأزمة، وقال وزير العدل بكير بوزداغ لمحطة تلفزيونية: إن المهاجمين اختاروا الاستقلال بغرض استهداف الأجانب.