بتهم الاغتضاب والإكراه الجنسي... الحكم على حفيد البنا يُعيد صياغة التاريخ السييّء لجماعة الإخوان

بتهم الاغتضاب والإكراه الجنسي... الحكم على حفيد البنا يُعيد صياغة التاريخ السييّء لجماعة الإخوان

بتهم الاغتضاب والإكراه الجنسي... الحكم على حفيد البنا يُعيد صياغة التاريخ السييّء لجماعة الإخوان
جماعة الإخوان

أشعل قرار محكمة سويسرية أخيرًا بإدانة طارق رمضان، القيادي البارز بالتنظيم الدولي للإخوان، وحفيد مؤسس التنظيم حسن البنا، أشعل الجدل مجددًا حول ازدواجية الخطاب الإخواني، بين الادعاءات الأخلاقية التي تروج لها الجماعة كجزء أصيل من إيديولوجيتها، والسلوك المنحرف لقادة التنظيم على مدار تاريخ الجماعة الزاخر بالانحرافات الفكرية والسلوكية.

تهم اغتصاب

 
وقضت محكمة استئناف سويسرية بإدانة حفيد مؤسس تنظيم الإخوان طارق رمضان، بتهمة الاغتصاب والإكراه الجنسي في أحد فنادق جنيف قبل (15) عامًا، وقالت الحكومة المحلية في جنيف: إنّ محكمة استئناف سويسرية ألغت حكم تبرئة طارق رمضان من تهمتي الاغتصاب وإكراه امرأة على ممارسة الجنس، وقالت الحكومة المحلية في جنيف في بيان: "توصل قسم الاستئناف والمراجعة الجنائية إلى أنّ عددًا من شهادات الشهود ووثائق الشهادات والمذكرات الطبية وآراء خبراء خاصين تتوافق مع ما جاء في أقوال صاحبة الشكوى".

من هو طارق رمضان؟


يُعدّ طارق رمضان أحد أبرز قيادات تنظيم الإخوان الدولي، وله دور كبير في نشر فكر التنظيم بالمجتمع الغربي، مع ذلك اتهم في  قضايا أخلاقية عدة خلال الأعوام الماضية، شكلت بحسب مراقبين ضربة قاصمة للتنظيم داخل المجتمع الأوروبي، ففي تشرين الأول (أكتوبر) 2017، انفجرت أولى القضايا ضد طارق رمضان حينما اتهمته الكاتبة الفرنسية هند عياري بالاعتداء الجنسي. وقد فتحت هذه الاتهامات الباب أمام ضحايا أخريات للكشف عن تجاربهن. ووجهت لاحقًا عدة نساء أخريات اتهامات مشابهة ضد رمضان تتعلق بوقائع حدثت في فنادق باريسية. ووفقًا للشهادات، فقد مارس رمضان ضغوطًا نفسية وعاطفية على الضحايا، مستخدمًا سمعته كأستاذ ومفكر إسلامي للتلاعب بهن.

فضائح مستمرة


في هذا الصدد، قال الدكتور إبراهيم ربيع القيادي الإخواني المنشق: إن الفضائح الجنسية التي طالت طارق رمضان أثارت جدلًا كبيرًا داخل جماعة الإخوان وخارجها، لافتًا إلى أن الإخوان يتحدثون علنًا عن الأخلاق والقيم الإسلامية، بينما يتجاهلون أو يتسترون على الفضائح التي تطال كبار أعضائهم، ورغم أنّ الجماعة كانت دائمًا تدعو إلى الالتزام بالشريعة الإسلامية والقيم المحافظة، إلا أنّ عدم وجود موقف واضح وصريح من هذه الفضائح قد أظهر أنّ تلك القيم ليست سوى غطاء للأنشطة السياسية التي تهدف إلى تعزيز نفوذهم وسلطتهم.

وأشار - في تصريح لـ"العرب مباشر" - إلى  أنّ هذه الفضائح قد أثرت بشكل عميق على صورة الجماعة، خصوصًا في الغرب، حيث كانت الجماعة تسعى لتقديم صورة "الإسلام المعتدل" الذي يمكن أن يتعايش مع الديمقراطية والحداثة، فبدلًا من أن تكون الجماعة حاملة للواء الأخلاق والقيم الإسلامية، كشفت تلك الفضائح عن تنظيم يسعى وراء السلطة بأيّ ثمن، حتى لو كان ذلك يعني التستر على الانتهاكات الأخلاقية والجنسية داخل صفوفه، وقد أدى ذلك إلى تقويض ثقة الكثيرين في الجماعة وقياداتها، خصوصًا أولئك الذين كانوا يرون فيها نموذجًا للإسلام السياسي القائم على الأخلاق.

ولفت إلى أنه على مدار تاريخ جماعة الإخوان طالت التنظيم قضايا وفضائح أخلاقية عديدة، وتورطت بعض القيادات البارزة في مواقف تتعلق بالسلوك غير الأخلاقي والجنسي. وعلى الرغم من أنّ الجماعة حاولت التستر دائمًا على هذه الفضائح، فإنّ بعضها خرج إلى العلن وكشف عن ازدواجية صارخة بين خطابها الأخلاقي وسلوكها العملي.