انهيارات ميدانية: كيف تُؤثر أزمة التجنيد على مشاة الجيش الأوكراني

انهيارات ميدانية: كيف تُؤثر أزمة التجنيد على مشاة الجيش الأوكراني

انهيارات ميدانية: كيف تُؤثر أزمة التجنيد على مشاة الجيش الأوكراني
الجيش الأوكراني

على مدار 6 أيام شاقة من الشهر الجاري، تمكن فريق صغير من الجنود الأوكرانيين ذوي الخبرة من الصمود في وجه الهجوم الروسي المستمر على موقعهم على الجبهة الشرقية، ولكن سرعان ما تحول هذا الصمود إلى تراجع.

قلق أوكراني

وأكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أنه بالرغم من صمود القوات الأوكرانية أمام قوة الجيش الروسي وتحقيق بعض الإنجازات فإن القوات الأوكرانية وقادتها يشعرون بقلق متزايد إزاء مشاكل القوى العاملة، وخاصة نوعية المجندين الجدد والسرعة التي يصابون بها أو يقتلون بها.

وكانت قوات المشاة الأوكرانية الأكثر تضررًا: إذ تعاني قواتها من الإرهاق وانخفاض الروح المعنوية، مما دفع البعض إلى التخلي عن مواقعهم والسماح لروسيا بالاستيلاء على المزيد من الأراضي، وفقًا لقادة الخطوط الأمامية.

على طول الجبهة في دونيتسك، قال أربعة قادة ونائب قائد ونحو عشرة جنود من أربعة ألوية أوكرانية إن المجندين الجدد يفتقرون إلى المهارات القتالية الأساسية والدافع وغالبًا ما يفرون من مواقعهم عندما يتعرضون لإطلاق النار.

وقدر القادة أن 50 إلى 70 في المائة من قوات المشاة الجديدة قُتلوا أو جُرحوا في غضون أيام من بدء أول دورة لهم.

تحدٍ أوكراني

وبحسب الصحيفة البريطانية، يشكل هذا الوضع تحديًا كبيرًا لأوكرانيا وهي تقاتل على الجبهة الجديدة في كورسك بينما تحاول في الوقت نفسه صد قوات موسكو في شرقها، كما تضغط كييف على الشركاء الغربيين للحصول على المزيد من المساعدة لمساعدتها على تحويل مجرى الحرب.

وسافر الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لمحاولة إقناع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم "خطة النصر" الخاصة به وإجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على الجلوس إلى طاولة المفاوضات عاجلًا وليس آجلًا، ولكن لإبرام صفقة مع الرئيس الروسي لا ترقى إلى مستوى الاستسلام من قبل كييف، يحتاج زيلينسكي إلى دعم غربي أكبر، بما في ذلك ضمانات أمنية غير مسبوقة، لمساعدة قواته المتعثرة على خط المواجهة.

انهيارات في الجيش الأوكراني

وأكدت الصحيفة أن القادة على الأرض والمحللين العسكريين حذروا من أن القوات التي تم تجنيدها حديثًا ليست متحفزة للغاية، وغير مستعدة نفسيًا وجسديًا - ويتم قتلها بمعدل ينذر بالخطر نتيجة لذلك.

وقال أحد القادة، الذي تدافع وحدته عن مواقع حول كوراخوف، حيث حققت القوات الروسية مكاسب في الأسابيع الأخيرة، إن "بعض الرجال يتجمدون لأنهم يخافون جدًا من إطلاق النار على العدو، ثم يغادرون في أكياس الجثث أو مصابين بجروح خطيرة".

وأكد القادة أن العديد من المجندين الجدد يهربون بعد فترات قتالية صعبة، ويعود بعضهم في حالة صدمة شديدة وإرهاق لدرجة أنهم يتم إدخالهم إلى أجنحة الطب النفسي.

وقد أدت العديد من عمليات التناوب الفاشلة في الأشهر الأخيرة إلى تحقيق روسيا مكاسب أسهل مما كان متوقعًا تجاه بوكروفسك.

وقال نائب القائد: "نحن أكثر عرضة للخطر أثناء التناوب، هذا هو الوقت الذي تتمكن فيه روسيا من التقدم... المشاة حاسمة لدفاعنا".

بينما قال قائد آخر على الجبهة الشرقية إن الجنود المخضرمين "يُقتلون بسرعة كبيرة"، فقط ليحل محلهم رجال أكبر سنًا بلا خبرة وفي حالة بدنية أسوأ.

يشكل العمر مصدر قلق رئيسي - يبلغ متوسط ​​عمر الشخص في الجيش الأوكراني 45 عامًا.