أُسَر عمال نيبال المقتولين في ملاعب قطر يروون بشاعة ما تعرض له أبناؤهم

تواصل قطر اضطهاد العمال الأجانب العاملين في مشروعات مونديال كاس العالم

أُسَر عمال نيبال المقتولين في ملاعب قطر يروون بشاعة ما تعرض له أبناؤهم
صورة أرشيفية

لا زالت تبعات الانتهاكات القطرية بحق العمال المهاجرين تلقي بظلالها الوخيمة على الأسر الفقيرة التي فقدت أبناءها في الإمارة القاتلة، ففي تقرير لها، اليوم الأحد، تكشف صحيفة "ذا ميرور" البريطانية عن مأساة أسر عدد من العمال المهاجرين الذين راحوا ضحية قطر.

ويشير التقرير إلى العامل النيبالي سانجيب رايا، الذي توفي في مواقع العمل القطرية بسبب قصور في القلب عن عمر يناهز 28 عامًا، ما قالت الصحيفة إنه نفس عمر هاري كين، قائد منتخب إنجلترا. 

وبحسب الصحيفة البريطانية، تؤكد عائلة سانجيب رايا أن ابنهم كان بصحة جيدة قبل توليه الوظيفة الشاقة في قطر، حيث يقول الأب باكياً: إن ابنه "عمل حتى الموت مقابل جنيه إسترليني واحد للساعة في دولة قطر التي تستضيف كأس العالم"، إذ عمل سانجيب رايا 12 ساعة في اليوم في درجة حرارة 40 درجة مئوية كعامل بناء للطرق.

وقامت الشركة التي عمل بها العامل النيبالي المتوفى ببناء ملعب البيت بسعة 60 ألف متفرج، والذي ستلعب عليه إنجلترا مع الولايات المتحدة في 25 نوفمبر، لكن سانجيب لقي حتفه بسبب قصور في القلب عن عمر يناهز 28 عامًا. 

كذلك، تقول والدة رامبريا، وهو عامل مزرعة نيبالي، لصحيفة صنداي ميرور: "إنها إهانة لذكرى ابني والمهاجرين الآخرين – فقد تم بناء هذا الاستاد على دماء وعرق العمال المهاجرين."

وأضاف عم سانجيب هاري نارايان، 30 عامًا، إن ابن أخيه "مات ، فهل سيدفع الفيفا تعويضات؟ أنا لا أعتقد ذلك. أيديهم ملطخة بالدماء"، وبعث المواطن النيبالي برسالة إلى لاعبي إنجلترا، قائلاً: "أريد أن أبعث برسالة إلى لاعبي إنجلترا مفادها أن الحكومة القطرية قد استغلت العمالة الرخيصة من نيبال. وهذا ما يجب أن يفهمه اللاعبون أنفسهم.. أنا غاضب، ولكن ماذا أفعل من هنا؟ ".

وأشارت "ذا ميرور" إلى أن سانجيب هو واحد من 6500 مهاجر فقدوا حياتهم خلال العمل في البنية التحتية في قطر واستعدادات الإمارة الصغيرة لكأس العالم.

وتظهر قسائم الرواتب أنه كان يكسب 218 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا في العاصمة الدوحة كعامل طريق في شركة جلفار المسند. كما أكدت شهادة وفاة سانجيب أنه توفي بسبب أزمة قلبية بعد انهياره في مكان إقامته المؤقت. 

بينما تصر اللجنة العليا للمشاريع والإرث المسؤولة عن إنشاءات كأس العالم في قطر، على أن سانجيب لم يعمل في أي مشاريع تشكل رسميًا جزءًا من كأس العالم.

وتقول عائلة العامل النيبالي الضحية، إن الأيام الطويلة والشاقة تسببت في خسائر مأساوية، وإنه كان على سانجيب أن يكدح لمدة أسبوعين لادخار مبلغ لا يشتري أكثر من كرة مباراة واحدة في كأس العالم - وأديداس لرحلة بـ 130 جنيهًا إسترلينيًا.

وبحسب التقرير، توفي سانجيب في 27 نوفمبر 2021 وتم نقل جثته إلى قريته المتواضعة سونوما، في صندوق خشبي بعد ثمانية أيام.

وتظهر الوثائق أن أسرته حصلت على 1500 جنيه إسترليني كـ "تسوية نهائية" من قبل شركة جلفار المسند، وهو مبلغ ضئيل أمام 150 مليار جنيه إسترليني تم إنفاقها على البنية التحتية قبل البطولة.

وتقول عائلة سانجيب إن وفاته تشكل استهزاءً بتعهد السلطات عام 2015 "بالحفاظ على حقوق وكرامة جميع الأفراد الذين سيعملون على إنجاح البطولة".

فيما قال والد رامبريا: "كنا فقراء قبل أن يغادر، والآن دمرتنا وفاته. وهذه الشركات مسؤولة عن وفاة ابني"، متهمًا حكام قطر من عائلة آل ثاني، بتمويل كأس العالم لتعزيز صورة أمة هي الأغنى على وجه الأرض من حيث نصيب الفرد فيها، لكنها غارقة في انتهاك حقوق الإنسان.

ويقول المتابعون: إن الكأس القطرية "مبنية على أساس الاستغلال"، ففي عام 2013 ، ظهر أن 44 عاملاً نيباليًا ماتوا في قطر في غضون شهرين. بعد عام تم الكشف عن أن بعض العمال يتقاضون 45 بنسًا للساعة.

بينما تشكك قطر في تقارير منظمة العفو الدولية التي تقول بأن 6500 عامل مهاجر لقوا حتفهم منذ عام 2011. وبصرف النظر عن برنامج البناء ، فقد أُثيرت مخاوف بشأن سجل قطر الأوسع لحقوق الإنسان في العديد من الجوانب.

وقال جاريث ساوثجيت، مدرب إنجلترا: إنه ولاعبيه سيثيرون مخاوف حقوق الإنسان قبل وأثناء النهائيات.

ويقول نشطاء: إن العمال المهاجرين يدفعون للوسطاء للطيران لمسافة 2000 ميل إلى الخليج، وتُترك العائلات المنكوبة بالفقر في أكواخ بلا دخل إذا أصبح أحد أحبائهم ضمن قائمة القتلى. وتنتشر قصص مماثلة توجع القلب في هذه المنطقة الجنوبية من نيبال، حيث تدفق 150.000 من 800.000 من السكان المحليين إلى الشرق الأوسط في محاولة يائسة للعمل.

ويقول آني روضة، مدير مشروع الهجرة الأكثر أمانًا: "هذا يجعلني غاضبًا جدًا. هؤلاء المهاجرون يعملون بجد لبناء الملاعب لكنهم لن يكونوا قادرين على تحمل تكاليف مشاهدة المباريات، مضيفًا "إنه تمييز ضد العمال وانتهاك لحقوق الإنسان".