الأبشع في العالم.. ماذا يحدث خلف القضبان الحديدية لـ أسوأ سجون العالم؟

تشهد عدد من السجون حول العالم أبشع الجرائم

الأبشع في العالم.. ماذا يحدث خلف القضبان الحديدية لـ أسوأ سجون العالم؟
صورة أرشيفية

هناك بشر فقدوا آدميتهم فأصبح متعتهم هي تعذيب الآخرين حتى وصل بهم الأمر لأن يروا أن القتل راحة لا يجب أن يحصل عليها سجناؤهم، ورغم أن التاريخ مليء بقصص مروعة عن سجون هي الأبشع في العالم، إلا أن التاريخ الحديث لم يخلُ أيضًا من تلك الأساليب الوحشية في بعض الأماكن حول العالم فمن رواندا بإفريقيا إلى كوريا الشمالية في آسيا إلى فنزويلا بأميركا الجنوبية تختلف الأماكن والألسنة ولكن الشر واحد.

جحيم جيتاراما

وصف سجن "جيتاراما" في دولة رواندا بأنه "جحيم حقيقي على الأرض"، حيث يتم غسل أدمغة الحرّاس حتى يعتقدوا أن السجناء هم مخلوقات دون البشر ومسموح أن يُفعل بهم أي شيء يريدونه، -حسب صحيفة ديلي ستار البريطانية-، السجن الرواندي مزدحم بشكل خطير ويشهد وقوع معارك بين السجناء بشكل يومي، بل تظهر تقارير عن ظاهرة أكل لحوم البشر بين السجناء؛ ما يضع السجن على رأس قائمة أسوأ سجون العالم.

يروي معتقل نجا من السجن، الحراس يحيطون بنا بمجرد النزول من الحافلة ونجلد بوحشية شديدة وبعدها أزالوا الأصفاد وعصابات الأعين، ثم قادونا إلى فناء تطل عليه مكاتب السجن ليسجلوا أسماءنا وخلال تلك الرحلة لتسجيل الاسم كان الجلدات تنهال على رؤوسنا طوال الوقت.

واستمر في وصف تعرضهم للتعذيب، قائلاً: "هناك طريقة أكثر وحشية تسمى الدولاب أو الإطار، حيث يتم تعليق الضحية وضربها مرارًا وتكرارًا بأعمدة خشبية، كما أن هناك طريقة أخرى للتعذيب تستخدم بشكل روتيني، حيث تم تقييد السجناء على كرسي معدني يمكن تعديله حتى يتم شد أطرافهم لدرجة الانكسار، كما يتم وضع المعتقلين تحت ضغط شديد على الكرسي؛ ما يؤدي إلى الاختناق، ما دفع الكثير من السجناء لتعمد استفزاز الحراس لإطلاق النار عليهم من أجل إنهاء معاناتهم"، مضيفًا "الموت هنا حدث يومي، كنا نهرب إليه بدلًا من التعذيب والضرب العشوائي، وقلع العين، والأطراف المكسورة والأصابع المكسورة، هنا كنا نرحب بإطلاق رصاصات الرحمة".

لا سابانيتا

للفساد الكلمة العليا في سجن لا سابانيتا في فنزويلا، فالسجناء الأثرياء قادرون على شراء حريتهم مهما كانت جرائمهم حيث يبيع الحراس في السجن كل شيء بداية من أماكن النوم في الزنازين؛ ما يجبر السجناء الفقراء على النوم في الممرات، فالسجن المزدحم بشكل مذهل، والذي تم بناؤه لاستيعاب 700 شخص، ولكن بحلول الوقت الذي تم إغلاقه في عام 2013، كان يضم أكثر من 3500 شخص، منهم حوالي 200 من أطفال السجناء، وكان عنف العصابات شائعًا داخل لا سابانيتا، حيث قُتل 69 سجينًا في عام 2013 وحده، فكانت أعمال الشغب حدثًا معتادًا، ولاسيما الحادثة المميتة في 3 يناير 1994، عندما أشعلت مجموعة من النزلاء حريقًا ثم أطلقوا النار أو طعنوا أي شخص يحاول الهرب، وبحسب ما ورد وقف الحراس مكتوفي الأيدي ولم يفعلوا شيئًا مع وقوع المجزرة، يُعتقد أن ما لا يقل عن 150 شخصًا قد لقوا حتفهم.

معسكر هورينج

لا يُعرف سوى القليل من التفاصيل حول معسكر اعتقال هورينج في كوريا الشمالية، والذي يشار إليه باسم معسكر 22، وهو أحد "معسكرات إعادة التعليم أو التأهيل" سيئة السمعة في كوريا الشمالية لم يتم وضع علامة عليه على أي خرائط حتى وقت قريب، ولطالما أنكرت الحكومة الكورية وجوده، وبحسب ما ورد تم إغلاق المعسكر في عام 2012، ولكن حتى هذا الأمر موضع شك، ففي التسعينيات، كان هناك ما يقدر بخمسين ألف سجين في المعسكر، معظمهم من الأشخاص الذين سمعوا وهم ينتقدون الحكومة، تم حبس عائلات بأكملها ولم يتم إطلاق سراح أي سجناء.

وقال أحد الحراس السابقين، هو ميونغ تشول، انشق لاحقًا وهرب إلى كوريا الجنوبية عن يومه الأول في المعسكر 22: "عندما رأيت السجناء لأول مرة، اعتقدت أننا ألقي القبض على مجموعة من المتسولين الكوريين الجنوبيين الذين كثيرًا ما نراهم مصورين على التلفزيون الكوري الشمالي"، مضيفًا "الغريب أن جميع النزلاء كانوا قصار القامة، مثل الأقزام، كانوا يسيرون في هياكل عظمية، لا شيء سوى الجلد والعظام، ومظهرهم مرعب للغاية، فوجوههم مغطاة بالجروح والندوب حيث تعرضوا للضرب، كما أن معظمهم ليس لديهم آذان، والعديد منهم لديهم أنوف ملتوية، وبعضهم لديه عين واحدة فقط، أو عين واحدة مقلوبة، وبغض النظر عن مدى خطورة إصابة النزلاء، فقد أُجبروا جميعًا على العمل، حيث تعرض النزلاء للضرب المبرح بسبب أي خرق بسيط للقواعد، ولكنني وجدت صعوبة كبرى للتأقلم كان جحيم، بسبب صراخ النزلاء الذي لا يتوقف من شدة التعذيب كانوا يصدرون أصواتا مروعة كأنها قادمة من آخر العالم، وكان يتم تنفيذ عمليات إعدام منظمة بدون سبب سوى تعذيب نفسي لباقي المعتقلين، فعمليات الإعدام أيضًا لا تتم بطريقة واحدة، ولكن الحراس يتفننون في طرق الإعدام الأكثر قسوة ورعبًا، فهم يستخدمون المسدسات في الأيام التي لا يريدون فيها أن تلطخ أيديهم بالدماء، وفي أيام أخرى، يقتلونهم ببطء وبشكل مؤلم لمجرد التسلية".