بعد الحكم بإعدام عشرات العسكريين.. كيف يتخلص الحوثي من معارضيه بمحاكمات جائرة؟

أعدم الحوثي عشرات العسكريين

بعد الحكم بإعدام عشرات العسكريين.. كيف يتخلص الحوثي من معارضيه بمحاكمات جائرة؟
صورة أرشيفية

واصلت ميليشيا الحوثي الإرهابية سياستها الفجة في التخلص من معارضيها بإجراء محاكمات جائرة انتهت بإعدام المئات من العسكريين السابقين والنشطاء والصحفيين والمشرعين، وقال يحيى أبو حاتم، المحلل العسكري اليمني لـ "آراب نيوز": إن اضطهاد الحوثيين وخطفهم وسرقة ممتلكات المعارضين أظهر تجاهل الميليشيا للمحاولات الدولية لإنهاء الصراع.


وأضاف: "هذا يؤكد ما قلناه ألف مرة: إن جماعة الحوثي تواصل حربها ضد اليمنيين ولا تأبه للأمم المتحدة أو مبادراتها أو تنازلات التحالف أو الحكومة الشرعية".

إعدام عسكريين ومصادرة ممتلكاتهم

وحكمت محكمة عسكرية يديرها الحوثيون بالعاصمة اليمنية صنعاء غيابيا على وزير الدفاع الفريق الركن محسن الديري و 29 ضابطاً عسكريا بالإعدام وطردهم من الجيش، ومصادرة ممتلكاتهم داخل وخارج البلاد، بتهمة التعاون مع معارضي الميليشيات، بما في ذلك تحالف إرساء الشرعية في اليمن.

وحسب المراقبين، تعد هذه أحدث إضافة إلى القائمة الطويلة لأحكام الإعدام التي صدرت بحق مئات المشرعين والمسؤولين العسكريين والأمنيين والنشطاء والصحفيين الذين تحدوا سلطة الحوثيين في الانضمام إلى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.

سرقة ممتلكات المعارضين 

وحذر مراقبون يمنيون من أن الحوثيين يستخدمون النظام القانوني في صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتهم لإضفاء الشرعية على سرقة ممتلكات المعارضين.

كما تم تحويل عشرات المنازل والفيلات والشقق التي تم الاستيلاء عليها التابعة لمسؤولين حكوميين ونشطاء يمنيين إلى مرافق اعتقال سرية أو بيعها بثمن بخس للحوثيين. 

تفجير منازل المواطنين 

في محافظة مأرب بوسط البلاد، ورد أن الميليشيا فجرت ستة منازل تعود لزعماء القبائل وأنصار آخرين للحكومة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، إن الحوثيين هدموا أربعة منازل تعود ملكيتها لأحد العشائر المحلية، أحمد ناصر الجهمي، بمنطقة الزور بمأرب، إضافة إلى بنايتين إضافيتين تعود ملكيتهما لأشخاص آخرين في صروة.

وانتقدت الجماعة الحقوقية بشدة عمليات الهدم التي قام بها الحوثيون وحثت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وهيئات الأمم المتحدة على "تسمية وفضح" مسؤولي الميليشيات لاستهدافهم منازل المعارضين، حسب "آراب نيوز"، وأضافت الصحيفة أن هذه هي الجريمة ليست الأولى التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق اليمنيين الذين يتحدون رؤيتهم العرقية والطائفية ولن تكون الأخيرة، بل هو جزء من سلسلة من الأعمال الإرهابية المتعمدة والمنسقة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي كل يوم عملياً ".

وأضافت مصادر حقوقية يمنية أن الحوثيين نسفوا 816 منزلا يمنياً في العديد من الأحياء اليمنية منذ استيلائهم المسلح على السلطة في اليمن أواخر 2014.

نهب وقصف المساكن 

وأردفت المنظمة أن "نهب وقصف مساكن المدنيين من قبل ميليشيات الحوثي يشكل جرائم حرب بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية".

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: إن قصف المنازل اليمنية، ومعظمها مملوكة لشخصيات موالية للحكومة، يظهر أن الحوثيين "غير جادين" في تحقيق السلام في اليمن.

وقال الوزير في تغريدة على موقع تويتر: إن " تفجير ميليشيا الحوثي لمنازل خصومها في مأرب ومناطق أخرى يعكس موقفها من دعوات التهدئة والتهدئة نفسها"، مضيفاً أن عمليات الهدم تظهر أن الميليشيات هي "أداة للقتل والتدمير، ولا يمكن أن يكون شريكًا حقيقيًا في بناء السلام ".

وأضاف: "إنها تكشف وجهها الحقيقي كمنظمة إرهابية".

كما أدان يمنيون آخرون عمليات الهدم التي قام بها الحوثيون، قائلين إنه لا شيء، ولا حتى الضرورة العسكرية، يمكن أن يبرر تفجير ستة منازل في صرواح، وقال عدنان الجبرني، وهو صحفي من مأرب، على تويتر.

ويكثف الوسطاء الدوليون، بمن فيهم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج، جهودهم الدبلوماسية وجولاتهم في مدن يمنية وإقليمية من أجل إقناع الفصائل المتحاربة بتجديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة والعمل نحو اتفاق سلام دائم لإنهاء الحرب.