النظام الإيراني يقمع النساء.. الحجاب الإجباري أو السجن

يواصل النظام الايراني قمع النساء حيث يفرض الحجاب الاجباري اوالسجن

النظام الإيراني يقمع النساء.. الحجاب الإجباري أو السجن
صورة أرشيفية

يتحكم نظام الملالي في إيران حتى في جسد المرأة الإيرانية واللباس الذي يجب أن ترتديه وذلك منذ الثورة الإيرانية في عام 1979. 

كما تعد الاعتقالات في الدول الإيرانية، مثالا على الحزم الذي يرد به النظام في طهران على اللباس النسوي، حيث يعتبر موقفا متصلبا من نظام الملالي لحكمه، لأنه منذ الثورة الإيرانية في 1979 تحتل النساء في المجال الرمزي لأيديولوجية الدولة مكانة محورية.

وزعيم الثورة آية الله الخميني كان يؤكد على الدور البارز للنساء على الأقل لصنف معين من النساء، وهم "النساء اللاتي ساهمن في الثورة كن وما زلن يلبسن ثيابا بسيطة"، كما أعلن في فبراير 1979 في مقابلة مع الصحفية الإيطالية أوريانا فالاتشي.

وبالرغم من فرض الحجاب على النساء، الا أنه عارضت نساء كثيرات ذلك"، كما تقول خبيرة الشؤون السياسية نكَار متحدة وفقا لتقارير إعلامية دولية. 

 وفي كتابها الجديد Whisper Tapes    تستند إلى تجارب الصحفية الأميركية والناشطة النسوية كيت ميليت خلال رحلتها إلى إيران بعد انقلاب 1979، "قانونيات وطالبات وعاملات، كلهم التقين لمناقشة حقوقهن، نحن لم نقم بالثورة من أجل الرجوع إلى الوراء"، كما تعلن متحده في كتابها إحدى المقولات المركزية لحركة النساء في الأسابيع الأولى من الثورة. وبالنسبة إلى آية الله الخميني وأتباعه كانت حقوق المرأة شيئا ثانويا. والصورة النسائية المروج لها من طرفهم كانت كمشروع مضاد لطراز العيش الغربي المتحرر.

النساء والفتيات 

فبموجب قوانين الحجاب الإلزامية النافذة في البلاد، تجبر النساء والفتيات- حتى من لم يتجاوزن منهن السابعة بعد- على إخفاء شعرهن خلف غطاء الرأس، شئن أم أبين، وتعامل الدولة من لا يفعلن ذلك على أنهن مجرمات، حسب شبكة رايدو فردا الإيرانية. 

وتخضع شرطة “الآداب” في إيران جميع نساء البلاد للمراقبة، أي ما يقرب من 40 مليون امرأة وفتاة.. فيجوب وكلاء الدولة هؤلاء شوارع المدينة بمركباتهم ويتمتعون بسلطة إيقاف النساء وتفحص ملابسهن، وتقييم عدد خصل الشعر الظاهرة للعيان، خصلة خصلة، وطول البنطال الذي ترتديه المرأة ومعطفها، وكمية مساحيق التجميل التي تضعها على وجهها.

وتشمل عقوبة الإمساك بالمرأة وهي سافرة الشعر دون غطاء رأس القبض أو الاحتجاز أو الحكم بالسجن أو الجلد أو دفع الغرامة – وكل هذا عقاباً لها على “جريمة” ممارسة حقها في أن تختار ما ترتديه.

كما يعاني ما لا يقل عن 66% من الإيرانيات من العنف المنزلي في منازلهن، لكن يجب القول إن ما يقرب من مائة في المائة من الإيرانيات يتعرضن للعنف برعاية نظام الحكم بغية فرض الحجاب الإجباري عليهن في كل مكان على مدار الساعة في كافة المدن على مستوى البلاد.

كلمة من رجل دين تودعه السجن 

كلمة واحدة في إيران قد تجعل منك شخصًا معتقلاً داخل السجون الإيرانية، حتى ولو قررت أن تبتعد عن البلاد وتقوم بالهجرة فلن يسمح لك بذلك، والقصة حدثت بالفعل فقامت قوات الأمن الإيرانية مؤخراً باعتقال رجل دين معروف كان في طريقه للهجره خارج البلاد. 

وقامت قوات حرس الحدود الإيرانية باعتقال المعارض الإيراني ورج الدين وحيد هرو آبادي قرب منفذ بازركان الحدودي بين إيران وتركيا، بينما كان يحاول مغادرة البلاد، وقالت زوجته في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر  "زوجي وحيد اعتقل الليلة أثناء مغادرته حدود بازركان".، وقالت عدة مواقع إخبارية إيرانية إن الناشط ورجل الدين المعارض وحيد هرو آبادي كان ينوي الخروج باتجاه تركيا، عندما تم إيقافه من قبل السلطات الأمنية.

وكانت السلطات الأمنية الإيرانية قد اعتقلت خلال السنوات الماضية هرو آبادي وتمت محاكمته في صيف 2020 من قبل محكمة خاصة برجال الدين في طهران، وصدر الحكم على آبادي بالسجن لمدة عام مع غرامة مالية بتهمة "نشر أكاذيب بقصد تعكير الرأي العام وبث أنشطة دعائية ضد النظام" عبر منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويٌعرف عن وحيد هرو آبادي أنه مدافع شرس عن حقوق الإنسان والحريات الدينية والأنشطة الاجتماعية، كما يدعو السلطات السماح للإيرانيين بالاحتجاجات ضد السلطات الحاكمة.

وقد أعلن هذا الشيخ في 10 أغسطس 2020، رفضه الحجاب الإجباري، الذي تفرضه السلطات على النساء منذ عام 1979.

 وفي تقرير رسمي إيراني سابق ، ذكر مدير مركز "إيسبا" لاستطلاع الرأي في إيران، محمد آغاسي، أن "25% من نساء إيران فقط يرغبن بارتداء العباءة ، على عكس حقبة الشاه، حيث أظهرت إحصائية في عام 1975 رغبة الرجال بالتزوج من نساء محجبات بنسبة 75%، لكن في إحصاء أجري عام 1995 انخفضت هذه النسبة إلى 36%"، وبحسب مقارنة هذا المسؤول الإيراني حول الحجاب قبل وبعد الثورة فإن "رغبة الناس للحجاب واستعمال العباءة كغطاء للجسم انخفضت بنسبة 50% بين عامي 1975 عهد الشاه و2015 عهد الجمهورية الإسلامية، وفق ما نقل الموقع الرسمي لمركز "إيسبا".

ويقوم عديد من الأجهزة الأمنية والشرطة والهيئات الدينية بتطبيق ارتداء الحجاب الشرعي، ويتم فرض عقوبات وغرامات على النساء اللواتي ينتهكن القانون.

وصرح قائد قوة الشرطة، حسين أشتري، بأن قواته تقبض يوميًا على ما لا يقل عن 2000 امرأة إيرانية في جميع مدن البلاد وتزج بهن في المعتقلات بسبب انتهاكهن للالتزام بالحجاب الإجباري.