لم تكتفِ جماعة الحوثي بالتفجيرات والرصاص والجرائم الإرهابية، ومؤخرًا أغرقت الأسواق اليمنية في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها بمواد غذائية منتهية الصلاحية، حيث زعمت الجهات الرقابية باستمرار عن مصادرة وإتلاف كميات كبيرة من المنتجات منتهية الصلاحية من المحلات والأسواق اليمنية، وإحالة المسؤولين عنها إلى العدالة، حيث بدأ الحوثيون مؤخرًا بمصادرة المنتجات منتهية الصلاحية وإعادة طرحها في السوق لتحقيق أرباح مالية كبيرة.

لتعويض خسائرهم

صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أكدت أنه في المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات، تم بيع المواد الغذائية منتهية الصلاحية في السابق على عربات وعلى الأرصفة، أو كانت تستخدم لإنتاج مواد غذائية صالحة للاستهلاك، وفي الآونة الأخيرة، شوهدت مثل هذه المنتجات معروضة على أرفف محلات السوبر ماركت على الرغم من إعلان السلطات الرقابية التي يديرها الحوثيون بشكل دائم عن ضبط كميات كبيرة منها، وقال رجل أعمال من صنعاء، إن مواد غذائية منتهية الصلاحية انتشرت في السوق لأنها تحولت إلى مصدر ربح لميليشيات الحوثي، مضيفًا أن الجماعة المتمردة تبتز التجار وتصادر بضائعهم حتى لو لم تكن منتهية الصلاحية، ثم تهددهم بإغلاق محالهم ومحاسبتهم، وأشار الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أنه للتعويض عن خسائرهم جراء الإجراءات التي فرضتها ميليشيات الحوثي، يقوم العديد من التجار ببيع مواد منتهية الصلاحية بدلاً من إتلافها، مؤكدًا أن اليمنيين يشترون هذه المنتجات وهم يعلمون أنها انتهت صلاحيتها فقط لشرائها بأسعار أقل بكثير، وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، الأسبوع الماضي، إن السلطات الرقابية للجماعة تسيطر على شركة كانت تخزن مواد غذائية منتهية الصلاحية قبل إعادة تدويرها في مصانع خاصة بالعاصمة، وتم القبض على صاحبها مع أطنان من المنتجات منتهية الصلاحية في خمسة مستودعات ومصانع، وقالت وزارة التجارة والصناعة التي يديرها الحوثيون: إن 15 علامة تجارية للسلع منتهية الصلاحية والمعاد تدويرها تُباع في السوق المحلية تحت اسم 15 شركة دولية ومحلية مزيفة وما يقرب من 40 علامة تجارية مقلدة.

تدمير صحة المواطنين

من جانبهم، يرى مراقبون أن المواد منتهية الصلاحية تُباع في الأحياء الفقيرة، حيث لا يدرك السكان الخطر الذي يتركونه على صحتهم، حيث اعترف مصدر في الوزارة بأن السلع الغذائية منتهية الصلاحية تغرق الأسواق، وأن سلطات الحوثيين الرقابية تسمح للتجار ببيع سلع منتهية الصلاحية وغض الطرف عن البيع في وضح النهار مقابل نسبة ضخمة من الأرباح، ويؤكد المصدر أن الشركات والتجار الداعمين للميليشيات يرتكبون هذه الانتهاكات ويضرون بصحة المواطنين دون استجواب أو محاسبة، وأضاف أنه يتم أيضًا توزيع العديد من المواد المنتهية الصلاحية كجزء من برامج الإغاثة التي تقدمها الميليشيات لتحسين صورتها، وأكد المصدر أن ميليشيا الحوثي كثيرا ما تتبادل تلك المواد منتهية الصلاحية بمساعدات إغاثية تقدمها دول أجنبية ومنظمات دولية.