بعد سنوات كارثية.. عون يترك لبنان غارقاً في فوضى اقتصادية ودستورية

يترك عون لبنان غارقاً في فوضى اقتصادية ودستورية

بعد سنوات كارثية.. عون يترك لبنان غارقاً في فوضى اقتصادية ودستورية
ميشال عون

بعد فترة رئاسية كارثية، غادر ميشال عون، الرئيس البالغ من العمر 89 عامًا، القصر الرئاسي اليوم الأحد، تاركًا فراغًا في رأس الدولة اللبنانية الفاشلة، وقال عون لرويترز أمس السبت إن بلاده قد تنزلق إلى "فوضى دستورية" في ظل وضع غير مسبوق حيث لا يوجد من يخلفه ووزارة تعمل بتسيير الأعمال، وتابع في مقابلة: إن التحرك السياسي في الساعة الحادية عشرة لمعالجة الأزمة الدستورية قد يكون ممكنا، لكنه أضاف "ليس هناك قرار نهائي" بشأن ما يمكن أن ينطوي عليه ذلك، وقالت مصادر سياسية إن صهر عون جبران باسيل، الذي أدرجته الولايات المتحدة على قائمة العقوبات عام 2020 بتهمة الفساد، لديه طموحات رئاسية، ونفى باسيل مزاعم الفساد، وقال عون إن العقوبات لن تمنع باسيل من الترشح للرئاسة في نهاية المطاف، مضيفًا "بمجرد انتخابه رئيسًا ستزول العقوبات".

إرث كارثي

البرلمان اللبناني فشل في الاتفاق على اختيار خليفة لعون في هذا المنصب، الذي يتمتع بسلطة توقيع مشروعات قوانين وتعيين رؤساء وزراء جدد وإعطاء الضوء الأخضر لتشكيلات حكومية قبل أن يصوت عليها البرلمان، كما هو الحال خلال أكثر من نصف فترة عون في منصبه، حسبما أكدت وكالة الأنباء الفرنسية، ويُحكم لبنان حاليًا من قبل حكومة انتقالية حيث يحاول رئيس الوزراء المكلف منذ ستة أشهر تشكيل حكومة، ويعتبر عون شخصية مثيرة للانقسام بشدة، يعشقها بعض المسيحيين الذين نظروا إليه على أنه المدافع عنهم في النظام الطائفي في لبنان، لكن العديد من النقاد يتهمونه بتمكين الفساد ومساعدة جماعة حزب الله المسلحة على كسب النفوذ، وتابع أن عون حصل على الرئاسة في عام 2016، بتأييد من حزب الله والسياسي المسيحي الماروني المنافس سمير جعجع في صفقة أعادت السياسي السني البارز سعد الحريري كرئيس للوزراء، وشهدت الولاية التي استمرت ست سنوات بعد ذلك الجيش اللبناني محاربة المتطرفين الإسلاميين على الحدود السورية في عام 2017 بمساعدة حزب الله، وتم تمرير قانون انتخابي جديد في عام 2018 وبدأت شركات الطاقة الكبرى عمليات التنقيب الاستكشافية في الكتل البحرية في عام 2020، ويشمل إرثه الانهيار المالي لعام 2019، الذي دفع أكثر من 80٪ من السكان إلى الفقر، وأدى إلى انتشار الاحتجاجات المناهضة للحكومة على نطاق واسع في التاريخ الحديث، كما ارتبط اسم عون ارتباطًا وثيقًا بانفجار عام 2020 في مرفأ بيروت، والذي خلف أكثر من 220 قتيلاً.

الفراغ الرئاسي أفضل

في السياق ذاته، كان قد قال عون في وقت لاحق إنه كان على علم بالمواد الكيماوية المخزنة هناك وقال لرويترز في مقابلة يوم السبت إن سلطاته الرئاسية ليست واسعة بما يكفي لمعالجة الأزمة الاقتصادية، بينما قال المحامي ميشال المعوشي "كان إلى حد بعيد أسوأ رئيس في تاريخ لبنان، أنا أفضل عليه الفراغ في الرئاسة"، وتابعت الوكالة الفرنسية أن عون وهو نجل مزارع من إحدى ضواحي بيروت، بدأ طريقه إلى الرئاسة في الحرب الأهلية 1975-1990، حيث شغل خلالها منصب قائد الجيش اللبناني ورئيس إحدى الحكومتين المتنافستين، وعاد إلى بيروت بعد 15 عامًا في المنفى، بمجرد انسحاب القوات السورية تحت الضغط الدولي بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005، وفي عام 2006 ، شكل التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه تحالفًا مع حزب الله، مما قدم دعمًا مسيحيًا مهمًا للجماعة المسلحة، وأضافت أن عون دافع عن جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران لإرسالها طائرات مسيرة غير مسلحة فوق إسرائيل وتهديدها بمهاجمة منصات الحفر البحرية عدة مرات ، والتي قال إنها كانت بمثابة "رادع" ساعد في استمرار المفاوضات لصالح لبنان، بخلاف ذلك، أحرز لبنان تقدمًا بطيئًا بشأن قائمة مراجعة للإصلاحات المطلوبة للوصول إلى تمويل بقيمة 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.