إصابة الغنوشي بـ"كورونا" واستغاثات لتوفير الدعم الصحي.. تونس إلى أين؟
أصيب راشد الغنوشي بفيروس كورونا وسط تفشي المرض
وضع حرج للغاية تشهده تونس حاليًا، جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، ليفاقم من أزماتها السياسية والاجتماعية، ما فجر غضبًا شعبيًا واسعًا تجاه الأداء الحكومي المتراخي بالأزمة، بينما امتدت عدة أيادي عربية لدعم البلاد في محنتها.
تونس الأعلى عربيًا بإصابات ووفيات كورونا
معاناة بالغة شهدتها تونس خلال الأيام الأخيرة، جراء تفشي الوباء بها، والتدهور المتسارع، وانهيار النظام الصحي، لذلك وجه الرئيس التونسي قيس سعيد القوات المسلحة التونسية، بالتنسيق مع الإطار الطبي وشبه الطبي المدني، لإجراء مسح كامل للجمهورية لتلقيح المواطنين وتخصيص مستشفيات ميدانية متنقلة للمصابين، تفاقمت أعداد الوفيات بالبلاد.
فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل تونس أعلى معدل يومي للوفيات في المنطقة بسبب كورونا، ما يفرض ضرورة مساعدتها. في ظل منظومة صحية لا تقدر على مجابهة الوباء، خاصة بعد انتشار سلالات جديدة من الفيروس.
وطالبت الصحة العالمية العالم بضرورة إغاثة تونس، مؤكدة صعوبة الوضع بها، وأن وفيات كورونا وصلت أرقاما قياسية هي الأكثر في المنطقة العربية وشمال إفريقيا.
وسجلت تونس، أمس الثلاثاء 157 وفاة، في أكبر حصيلة وفيات يومية منذ انتشار الجائحة العام الماضي، لتصل إجمالي الإصابات إلى ما يزيد على 500 ألف إصابة بفيروس كورونا ونحو 16500 وفاة.
كورونا يصيب الغنوشي
وفي ظل تفشي الوباء، أصيب رئيس البرلمان التونسي وزعيم حزب النهضة، راشد الغنوشي، اليوم الثلاثاء، بفيروس كورونا.
وقال مستشار الغنوشي إن رئيس حزب النهضة (80 عاما) يخضع لتحاليل طبية في المستشفى، حيث سيقضي ليلته تحت المراقبة الطبية، وأن حالته عادية.
غضب شعبي
سادت حالة من الغضب بين أفراد الشعب التونسي جراء تدهور الأوضاع الصحية بهذا الشكل المؤلم، ما تطلب تقديم مساعدات خارجية عاجلة، حيث كتب أحد المواطنين التونسيين عبر حسابه بموقع تويتر : "أعلنت تونس انهيار المنظومة الصحية، سارعت مصر بإرسال ٣١ طن أدوية، ثم اتصال من تونس لولي العهد السعودي والشيخ محمد بن زايد طلبا للمساعدة".
وأضاف: "اليوم مركز الملك سلمان للإغاثة يرسل مساعدات طبية هائلة والإمارات ترسل ٥٠٠ ألف جرعة من لقاح كورونا لتونس"، مؤكدًا: "ثلاثي القوة والعزة ومَن بجانبهم فاز"، والتي لاقت تفاعلاً ضخمًا بين المواطنين.
كما عبر تونسيون عن حزنهم وغضبهم بشأن تلك الأحداث، محملين الحكومة المسؤولية الكاملة عما تمر به البلاد، حيث وصفوا سياسات الدولة بـ"المستهترة وغير الحازمة"، منتقدين إجراءات الحجر الصحي في البلاد، التي لا تشمل عمل المقاهي والمطاعم في بعض المناطق.
وأطلق المغردون وسوم "#تونس_تستغيث" و"#أنقذوا_تونس و"#إلى_كل_دول_العالم_أنقذوا_تونس "، للمطالبة بدعم تونسيين، والمناشدة لمساعدة البلاد لتجاوز هذه الأزمة.
إغاثات عربية
ومع انهيار النظام الصحي في تونس وعدم قدرة المستشفيات على تحمل أعباء المصابين، سارعت عدة دول عربية بإغاثة تونس، منهم مصر، حيث أرسلت طائرتَيْ نقل عسكريتين من قاعدة شرق القاهرة الجوية، محملتين بشحنات من الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية، للمساهمة في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين التونسيين، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعم الشعب التونسي الشقيق في مختلف المحن والأزمات.
كما وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بدعم الجمهورية التونسية الشقيقة بشكل عاجل، بالأجهزة والمستلزمات الطبية والوقائية، بما يسهم في تجاوز آثار جائحة كورونا «كوفيد- 19»، حيث تضمنت المساعدات تأمين مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، و190 جهاز تنفس اصطناعي، و319 جهازًا مكثفا للأكسجين، و150 سريرا طبيا، و50 جهاز مراقبة للعلامات الحيوية مع ترولي.
فيما استقبلت تونس، طائرة تحمل على متنها 500 ألف جرعة لقاح فيروس كورونا مقدمة من دولة الإمارات لدعم الجهود الطبية في البلاد، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بتعزيز الأوضاع الصحية للشعب التونسي في مواجهة جائحة كورونا.